الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

من الأثاث إلى أشباه الموصلات.. ترامب يشدد الخناق على التجارة الآسيوية بالرسوم الجمركية

  • مشاركة :
post-title
موجة ترامب الجمركية الجديدة تضرب آسيا

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

فاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسواق العالمية بإعلان رسوم جمركية جديدة مرتفعة على منتجات آسيوية متنوعة، رغم تأكيدات مسؤوليه قبل ساعات بعدم وجود نية لفرض المزيد من الرسوم، ما أثار موجة قلق واسعة في القارة التي تمثل مصدر 40% من الواردات الأمريكية، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز".

طبيعة متقلبة

كشفت الأحداث عن طبيعة متقلبة في السياسة التجارية الأمريكية، فبينما أكد جيمسون جرير، ممثل التجارة الأمريكي، خلال اجتماع رابطة دول جنوب شرق آسيا في كوالالمبور، أن الإدارة "تركز الآن على المفاوضات وليس طرح جولات من الرسوم الجمركية"، أعلن ترامب بعد 12 ساعة فقط عبر وسائل التواصل الاجتماعي فرض رسوم جديدة تتراوح بين 25% و100% تدخل حيز التنفيذ في أكتوبر المقبل.

تستهدف هذه الرسوم منتجات متنوعة تشمل الأدوية والشاحنات الثقيلة، مع فرض 50% على خزائن المطابخ وأثاث الحمامات و30% على الأثاث المنجد، حسبما أوردته "نيويورك تايمز".

ضربة قاسية للاقتصادات الآسيوية

تواجه ماليزيا تحديًا خاصًا كونها تصدر 60% من أثاثها إلى الولايات المتحدة، بقيمة 750 مليون دولار في النصف الأول من العام الحالي وحده، كما حذَّرت جمعية أثاث موار الماليزية من أن "الرسوم الجديدة على الأثاث ستضعف بشدة القدرة التنافسية السعرية ومن المتوقع أن تسرع من تراجع الطلبيات نظرًا لتقليل المشترين الأمريكيين مشترياتهم".

ووفقاً للخبيرة الاقتصادية أليسيا جارسيا-هيريرو، كبيرة الاقتصاديين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في بنك ناتيكسيس الاستثماري، فإن الرسوم الأخيرة تهدف جزئياً لإغلاق الثغرات التي تسمح للبضائع الصينية بالمرور عبر دولة أخرى برسوم استيراد أقل، مؤكدة أن "الصين تواجه عالمًا به ثقوب أقل".

معضلة الاستثمارات الآسيوية الضخمة

رغم توقيع اتفاقيات تجارية أولية، تواجه كل من اليابان وكوريا الجنوبية تحديات جدية في تنفيذ التزاماتهما الاستثمارية الضخمة البالغة 900 مليار دولار مجتمعة، بالرغم من أن توقيع الجانبان الاتفاقيات الصيف الماضي لكنهما يتعثران في تحديد آليات التنفيذ الدقيقة.

التقى الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونج هذا الأسبوع مع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأصر المسؤولون الكوريون على أن تشمل الاستثمارات البالغة 350 مليار دولار في المقام الأول قروضًا وضمانات قروض، بينما يريد المفاوضون الأمريكيون من كوريا الجنوبية الاستثمار المباشر في الشركات والمشروعات الأمريكية.

أثارت سول مخاوف من أن مثل هذا المبلغ الضخم قد يؤدي إلى أزمة عملة للوون الكوري دون موافقة الولايات المتحدة على ضمانات صرف العملات الأجنبية، كما أوضح كيم يونج-بيوم، رئيس موظفي السياسة الرئاسية في كوريا الجنوبية.

اليابان تستسلم للشروط الأمريكية

في المقابل، وقعت اليابان هذا الشهر مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة تنص صراحة على أن ترامب وليس المسؤولون اليابانيون سيختار كيفية استثمار الـ550 مليار دولار، وإذا خالفت اليابان رغباته، سيكون له الحق في فرض رسوم جمركية أعلى. لم يكن أمام اليابان خيار سوى الاستسلام لترامب، وهو شعور يزداد انتشارًا عبر آسيا.

تهديدات قطاع أشباه الموصلات

حذرت شركة الأبحاث كابيتال إيكونوميكس من أن "الهدف الواضح التالي" للرسوم المحددة بالمنتج سيكون أشباه الموصلات، وهو ما سيكون له عواقب كبيرة على آسيا، خاصة بعد تهديد ترامب الشهر الماضي بفرض رسوم 100% على أشباه الموصلات.

لكن من غير الواضح كيف ستمضي السلطات الأمريكية قدمًا برسوم على هذه الصناعة ذات سلسلة التوريد المعقدة والعالمية، حيث تُصنع العديد من الرقائق في تايوان وكوريا الجنوبية ثم تُرسل لدولة أخرى مثل ماليزيا للاختبار والمعالجة.

ختم ليو تشين تونج، نائب وزير التجارة الماليزي، بالقول الذي يلخص موقف المنطقة: "علينا التعامل مع الأمر.. هذا هو ترامب".