الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حقيقة مرعبة.. إصابات المدنيين في غزة تفوق جراح المحاربين المحترفين

  • مشاركة :
post-title
جرحى قطاع غزة

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت دراسة طبية نشرتها المجلة الطبية البريطانية أن المدنيين في قطاع غزة يتعرضون لإصابات من النوع والحجم المعتاد رؤيته عند الجنود المحترفين المشاركين في عمليات قتال شديدة، بل إن بعض أنواع الجروح تفوق ما شهده الجنود الأمريكيون في العراق وأفغانستان.

استندت الدراسة الأولى من نوعها، على بيانات قدمها 78 خبيرًا طبيًا دوليًا من 22 منظمة غير حكومية بريطانية وأمريكية وكندية وأوروبية عملوا في غزة بين أغسطس 2024 وفبراير 2025.

وأوضح الباحث بلال عرفان من جامعة ميتشيجان، أحد مؤلفي الدراسة لصحيفة "ذا جارديان"، أن البيانات شملت فقط المرضى الذين وصلوا للمستشفيات ونجوا، مضيفًا: "لا نملك حتى صورة كاملة عن الإصابات الخطيرة لمن توفوا دون تلقي رعاية طبية".

أرقام صادمة

رصدت الدراسة ما يقارب 24 ألف إصابة مرتبطة بالصدمات النفسية والجسدية، منها 18% حروق وثلثا الإصابات ناتجة عن انفجارات.

وشكلت إصابات الأسلحة النارية 30% من إجمالي الصدمات المرتبطة بالحرب، وهي نسبة مماثلة للتقارير الواردة من الحرب الأهلية السورية، حيث كان المدنيون ضحايا متكررين خلال عقد من العنف.

معاناة مضاعفة للأطفال

أظهرت النتائج انتشارًا واسعًا للحروق الشديدة خاصة بين الأطفال، إذ إن أكثر من عُشر إصابات الحروق كانت من الدرجة الرابعة التي تخترق جميع طبقات الأنسجة وصولاً للعظام.

وأشارت الدراسة إلى أن حجم وخطورة هذه الإصابات الصادمة يعكس "تأثير القصف الجوي العشوائي والمتفجرات الثقيلة في المناطق المدنية"، بينما أظهرت البيانات أن أقل من 10% من مصابي الرصاص تعرضوا لإطلاق نار في الرأس.

نمط جروح متوقع

أكد عرفان أن "المدنيين المصابين في غزة يواجهون نمط جروح متوقع في القتال المكثف بين المحترفين العسكريين، والتوزيع والطبيعة مماثلة أو أسوأ".

وحذرت الدكتورة فيكتوريا روز، استشارية جراحة التجميل في مستشفى سانت توماس وكينجز كوليدج بلندن والمشاركة في البحث، من أن النتائج "يجب أن تدق أجراس الإنذار في قاعات الحكومات حول العالم والمجتمع الإنساني".

أزمة إنسانية متفاقمة

أدى انتشار سوء التغذية إلى تدهور أحوال المرضى الصحية وإبطاء عملية شفاء الجروح، كما تسبب في وفيات كان بالإمكان تجنبها لو توفرت الظروف المناسبة للعلاج، حسبما أكد الأطباء المشاركون في الدراسة.

وتواجه المستشفيات والعيادات المتبقية في وسط وجنوب غزة حاليًا "تسونامي" من المرضى المصابين والنازحين هربًا من العمليات العسكرية الجديدة في شمال القطاع المدمر.

وتأتي هذه النتائج بينما تواجه إسرائيل عزلة متزايدة بسبب سلوكها في الحرب على غزة، إذ تشير بيانات منظمة "أكليد" المستقلة لتتبع العنف إلى أن 15 من كل 16 فلسطينيًا قتلتهم القوات الإسرائيلية منذ مارس الماضي قد يكونون مدنيين، بينما كشفت صحيفة "ذا جارديان" الشهر الماضي عن بيانات داخلية لجيش الاحتلال الإسرائيلي تشير إلى معدل وفيات مدنية بنسبة 83% بين اندلاع الحرب في أكتوبر 2023 ومايو من هذا العام.