مع توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، دعت عشرات الدول الغربية إلى إعادة فتح الممر الطبي بين غزة والضفة الغربية المحتلة، وعرضت تقديم مساعدات مالية وطاقم طبي أو معدات لعلاج مرضى غزة في الضفة.
وقالت الدول الأربع في بيان مشترك أصدرته كندا: "نناشد إسرائيل بشدة إعادة الممر الطبي إلى الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، حتى يتسنى استئناف عمليات الإجلاء الطبي من غزة ويحصل المرضى على العلاج الذي يحتاجون إليه بشدة على الأراضي الفلسطينية".
كانت النمسا وبلجيكا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي وبولندا من بين الدول الأربع والعشرين الموقعة على البيان، ولم تُدرج الولايات المتحدة ضمن الدول الموقعة.
وأضاف البيان: "نحث إسرائيل أيضًا على رفع القيود المفروضة على تسليم الأدوية والمعدات الطبية إلى غزة"، غير أنه لم يصدر أي رد فعل فوري من إسرائيل، على غرار ما فعلت سابقًا برفضها السماح لسكان غزة بتلقي الرعاية الطبية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وكان آخرها خلال اجتماع هذا الشهر بين وزير الخارجية جدعون ساعر ونظيره الدنماركي، عندما تذرّع ساعر بـ"المخاوف الأمنية".
أفادت وكالات الإغاثة في أواخر أغسطس الماضي بأن المساعدات الضرورية، بما في ذلك الأدوية، لم تصل إلى سكان غزة منذ أن رفعت إسرائيل الحصار المفروض على المساعدات في مايو الماضي، وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن النظام الصحي في غزة على حافة الانهيار، وتعرقل إسرائيل وصول ما يكفي من المساعدات الغذائية والإمدادات إلى القطاع.
توغلت الدبابات الإسرائيلية في أحياء متعددة بمدينة غزة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، حيث أفاد صحفيون يعملون لدى شبكة "سي إن إن" بوقوع قصف عنيف وانفجارات وأصوات إطلاق نار.
تُظهر صور محددة الموقع الجغرافي يوم الثلاثاء وجود دبابات غرب أكبر مدن القطاع، في منطقة تُعرف باسم مخيم الشاطئ، كما صُوّرت دبابات جنوب الجامعة الإسلامية يوم الاثنين، ما يشير إلى أن القوات الإسرائيلية توغلت في عمق مدينة غزة منذ بدء هجومها البري يوم الأحد.
وأثار توغل الجيش الإسرائيلي في إحدى أكثر مناطق غزة اكتظاظًا بالسكان، والتي تضم ثلاث فرق مدرعة، انتقادات واسعة النطاق في الداخل والخارج.
داخل إسرائيل، تقول عائلات المحتجزين المتبقين في غزة إن العملية تُعرّضهم لخطر أكبر، ويُعتقد أن حوالي 20 محتجزًا ما زالوا على قيد الحياة. وقد أدانت العديد من الحكومات الأوروبية، بالإضافة إلى كندا وأستراليا، العملية باعتبارها تُفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المدمر.
رغم النزوح الجماعي، لا يزال مئات الآلاف من سكان غزة في المدينة غير قادرين أو غير راغبين في الانتقال جنوبًا كما أمر الجيش الإسرائيلي.
في الأسبوع الماضي، خلص تحقيق مستقل أجرته الأمم المتحدة، ولأول مرة، إلى أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة، وهو اتهام نفته الحكومة الإسرائيلية بشدة.
أغلق مستشفيان في مدينة غزة، مستشفى الرنتيسي للأطفال ومستشفى العيون التخصصي، أبوابهما وأخلوا مرضاهما، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
قالت سايا عزيز، طبيبة بريطانية أسترالية تعمل في مستشفى الشفاء، إنها لا تملك ما يكفي لعلاج جروح المرضى. وأضافت لشبكة "سي إن إن": "حتى لو تمكنوا من نقل المرضى خارج مدينة غزة، فقد زرت الجنوب، لكنهم لا يملكون شيئًا، لا يوجد شيء على الإطلاق".