أعرب المخرج المصري جمال خزيم عن سعادته البالغة بالتفاعل الكبير، الذي حظيت به حكاية "فلاش باك، التي تُعد أولى حكايات مسلسل "ما تراه ليس كما يبدو"، إذ أشار إلى أن التجربة كانت استثنائية على مختلف الأصعدة، سواء من حيث الطرح الفني المختلف أو التحديات التي واجهها فريق العمل خلال التصوير.
ويقول جمال خزيم في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية": "ما جذبني للحكاية منذ البداية اختلافها عن النمط السائد في الدراما المصرية، إذ شعرت أنني أمام عمل يميل إلى عوالم الغرابة والغموض، ويتجاوز حدود المنطق أحيانًا، فهناك عناصر من ما وراء الطبيعة، وهذا شيء نادر ومميز في الدراما العربية، ما جعلني متحمسًا للغاية لتقديمها بالشكل الذي تستحقه".
وأشار "خزيم" إلى أن عملية التصوير لم تكن سهلة على الإطلاق، بل حفلت بالعديد من التحديات، سواء على مستوى اختيار الأماكن أو تنفيذ بعض المشاهد المركبة، قائلًا: "واجهنا صعوبات حقيقية في العثور على مواقع تصوير تناسب الأجواء النفسية والغريبة التي تفرضها الحكاية، وبعض المشاهد تطلبت تجهيزات خاصة وظروف تصوير دقيقة، خصوصًا تلك التي تتعامل مع التلاعب بالزمن أو الانفجارات النفسية للشخصيات".
وأكد أن كل مشهد تم تنفيذه بمجهود جماعي ضخم، وجميع مشاهد العمل كانت صعبة وتتطلب تركيزًا فنيًا عاليًا حتى تخرج بالشكل الذي يتوقعه الجمهور وتليق بفكرة المسلسل.
تفاعل الجمهور
وحول ردود فعل الجمهور، أوضح "خزيم" أن التفاعل الكبير فاق توقعاته، بل وصل الأمر إلى تلقيه انتقادات حادة وصلت إلى هجوم من بعض المتابعين بسبب مشاهد أثّرت فيهم بعمق.
وأضاف: "الحقيقة، بعض الجمهور هاجمني بسبب مشهد معين، لكني رأيت ذلك بشكل إيجابي. هذا يدل على أنهم تأثروا فعلًا بما شاهدوه، ودخلوا في الحالة النفسية التي حاولنا إيصالها. وهذا أكبر دليل على نجاح العمل".
فنان ملتزم
وتحدث المخرج المصري عن كواليس تعاونه مع الفنان أحمد خالد صالح، الذي جسّد دور البطولة، مؤكدًا أنه ممثل شديد الالتزام والحرفية، ويمنح كل مشهد حقه الكامل.
وأضاف: "أحمد كان متعاون لأقصى درجة فهو يستمع إلى تعليمات المخرج بثقة، ويهتم بكل تفصيلة صغيرة في الشخصية. عنده رغبة حقيقية في إخراج أفضل ما لديه، وهذا ظهر في أدائه العميق لشخصية زياد الكردي".
رسالة الحكاية
وفي ختام حديثه، شدد "خزيم" على أن الرسالة الفلسفية التي تحملها الحكاية عميقة وتمس جوهر الوجود الإنساني، قائلًا: "في النهاية نهدف لإيصال فكرة بسيطة ولكن مؤثرة: لو علمنا الغيب، لاخترنا ما كنا نظنه واقعًا قاسيًا. أحيانًا تكون أمانينا هي بداية الألم، والحكاية تدعو للتصالح".