واصلت الولايات المتحدة والصين فرض نفوذهما على دول أمريكا اللاتينية من خلال إجراء مناورة حربية ومنتدى أمني على التوالي في الأيام الأخيرة، بعد أن نشرت واشنطن حاملة طائرات للمشاركة في مناورة "يونيتاس 2025"، وهي مناورة تشارك فيها أكثر من اثنتي عشرة دولة من أمريكا اللاتينية، بينما عقدت الصين الأسبوع الماضي نقاشًا دفاعيًا رفيع المستوى لتعزيز التعاون الأمني الإقليمي.
في حين تُعتبر أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي منذ فترة طويلة جزءًا من دائرة نفوذ الولايات المتحدة، عززت الصين تدريجيًا روابطها ونفوذها في المنطقة، وكان آخرها نشر سفينة مستشفى بحرية "لمهام طبية وثقافية"، بحسب موقع "نيوزويك".
تأتي المناورة الحربية متعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة والمنتدى الدفاعي الذي تستضيفه الصين في الوقت الذي يعزز فيه البنتاجون انتشاره العسكري بالقرب من فنزويلا في إطار حربه المكثفة على "الكارتلات"، ووسط تصاعد التوتر، وصفت الصين الخطوة الأمريكية بأنها تهديد للسلم والأمن الإقليميين.
أعلنت البحرية الأمريكية سابقًا أن حاملة الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية "يو إس إس ترومان" كانت من بين القوات الأمريكية المشاركة في التمرين، إلى جانب "يو إس إس أوريجون"، وهي غواصة هجومية تعمل بالطاقة النووية ومسلحة بصواريخ توماهوك.
وأضافت القيادة الجنوبية للقوات البحرية الأمريكية في تعليق على الصورة أن التمرين يضم نحو 8000 فرد من 26 دولة، ويركّز على تعزيز التوافق التشغيلي وبناء شراكات إقليمية، ومن المقرر أن يختتم التمرين في 6 أكتوبر المقبل.
إلى جانب ذلك دعت الصين مسؤولين عسكريين ودفاعيين من 18 دولة من أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي إلى بكين لحضور منتدى الدفاع الصيني-الأمريكي الرفيع المستوى السادس يوم الجمعة المقبل.
وقال وزير الدفاع الصيني دونج جون في المنتدى: "الصين مستعدة للعمل مع دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي لتعزيز علاقات دفاعية أوثق وأكثر متانة، تتسم بالمرونة والبراجماتية وترتكز على ثقة متبادلة قوية".
بينما ينظر مسؤولون من دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي إلى الصين على أنها "صديق وشريك جدير بالثقة"، ويتطلعون إلى تعزيز الثقة المتبادلة والصداقة مع الجيش الصيني، وفقًا لوكالة أنباء "شينخوا" الصينية.
بدورها قالت القيادة الجنوبية للقوات البحرية الأمريكية، إنه "من خلال مزيج من التدريبات الحربية المتقدمة والتبادل الثقافي وإحياء ذكرى الماضي، يهدف التمرين إلى إبراز الالتزام بالأمن البحري، والاستجابة للأزمات، والقيم المشتركة التي توحد جميع القوات المشاركة في الدفاع عن الحرية والاستقرار العالمي".
وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان: "تدعم الصين جهود مكافحة الجرائم العابرة للحدود الوطنية من خلال تعزيز التعاون الدولي، وتعارض إساءة استخدام القوة من جانب واحد، وتعارض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لفنزويلا تحت أي ذريعة".
جدير بالذكر أن يونيتاس (UNITAS) كلمة لاتينية تعني الوحدة أو التوحد، وهي اسم المناورة السنوية التي بدأت عام 1960، ما يجعلها أطول مناورة بحرية سنوية متعددة الجنسيات في العالم. ومن المفارقات أن الجولة الأولى شاركت فيها قوات من الولايات المتحدة وفنزويلا، إضافة إلى الأرجنتين والبرازيل، من بين دول أخرى.