تلعب قوات "فاجنر" الروسية، دورًا كبيرًا في الحرب الأوكرانية، التي اقتربت من دخول عامها الأول، بعد أن دارت رحاها في الرابع والعشرين من فبراير في العام الماضي.
مجموعة فاجنر، أثارت حيرة كبيرة في الأوساط العسكرية، بسبب تكوينها ودورها الذي تلعبه في دعم روسيا بحربها ضد أوكرانيا، يصفها البعض بمنظمة روسية شبه عسكرية، أو شركة عسكرية خاصة، كانت ولا تزال حاضرة بقوة في المعارك الدامية في إقليم دونباس، بحسب صحيفة "تاجز شبيجل" الألمانية.
ضحايا "فاجنر" منذ بداية الحرب
وقالت الصحيفة إن معارك دونباس تشهد مقتل أعداد كبيرة من مجموعة فاجنر، وخاصة في باخموت، وسوليدا، ورغم شدة القتال لا تحرز إلا تقدمًا لبضعة أمتار، بحسب الصحيفة.
وقُتل أكثر من أربعة آلاف مقاتل "مرتزق" من فاجنر في أوكرانيا، ألف منهم لقوا مصرعهم في معركة باخموت، بالإضافة إلى إصابة عشرة آلاف مقاتل منذ بداية المعركة.
قتال حتى الموت
أما عن مفهوم القتال بالنسبة لمجموعة فاجنر، فنقلت الصحيفة عن قائد أوكراني خطتهم قائلًا: "جنود فاجنر يهاجموننا علانية تحت النار، حتى لو ملأوا البلاد بجثثهم ولم يتبق سوى شخص في فصيلتهم".
وتستخدم فاجنر تكتيكًا، يعرف بقوات الصدمة التي تكون مهمتها الوصول لمواقع العدو بأفضل المعدات.
تتكون كل وحدة من ثمانية مقاتلين، ومهما حدث فإن المجموعة يكون هدفها الوصول إلى خط النار. وفور الاشتباك والوصول إلى خط النار، تبدأ الوحدة الأولى في حفر الخنادق لتثبيت تواجدها.
تجنيد السجناء
وبحسب الصحيفة الألمانية فإن فاجنر كانت تجد ضالتها في العثور على ما يكفي من المقاتلين من خلال تجنيد المسجونين في سجون روسيا.
وفي الآونة الأخيرة، أشارت تقارير تفيد بأنه أصبح من الصعب بشكل متزايد العثور على سجناء جدد مستعدين للقتال.
موجات قتالية
وفقًا للمصدر، فإن فاجنر تعتمد على إرسال موجات قتالية، موجةً بعد أخرى تصل إلى 4 موجات في المعركة الواحدة؛ من أجل إعداد وتأمين وضعها في القتال.
أما في معركة سوليدار، فاستغرق الأمر 14 موجة للإعلان على السيطرة على البلدة التي ظلّت عصية على روسيا لفترة كبيرة.
أمريكا تصفها بالإجرامية
صنفت الولايات المتحدة الأمريكية، شركة "فاجنر" العسكرية الروسية، على أنها منظمة إجرامية عابرة للحدود، مع تجميد جميع أصول الشركة.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات إضافية على شركة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة، بحسب "دير شبيجل" الألمانية.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إنها صنفت مجموعة فاجنر على أنها منظمة إجرامية عابرة للحدود، بعد أن اتهمتهم بالمشاركة في مجموعة من الأنشطة الإجرامية الخطيرة في جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي.
وتأتي العملية كجزء من حزمة إجراءات تستهدف عشرات الأفراد والكيانات في محاولة لتعطيل قدرات روسيا العسكرية.
وقالت وزارة الخزانة، إن جرائم شركة فاجنر امتدت إلى الإعدام الجماعي، والاغتصاب، واختطاف الأطفال، والاعتداء الجسدي.