الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"فاجنر الروسية".. كرمها بوتين و صنفتها واشنطن "إجرامية دولية"

  • مشاركة :
post-title
مجموعة فاجنر الروسية- أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مروة الوجيه

لم تكن الحرب الروسية الأوكرانية هي الحدث الأول الذي يتم خلاله ذكر "مجموعة فاجنر" الروسية، التي وُصف رجالها بالمرتزقة الذين يساعدون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أي من مواجهاته العسكرية خارج البلاد، كان أشهرها العمليات العسكرية الروسية في سوريا وإفريقيا.

وتتبع مجموعة "فاجنر" إلى شركة عسكرية روسية خاصة تم تأسيسها في عام 2014بمعرفة "ديمتري أوتكين" العميد السابق في الجيش الروسي، قيل بأنه على علاقة وثيقة بمنظمة "ذئاب الليل"، وهي كيان مُتشدد قومي يُعرف عنه تعصبه العرقي للبيض.

كما يتولى رجل الأعمال الروسى "يفجيني بريجوجين" منصب الرئيس التنفيذي للمجموعة، ويعرف بعلاقاته الوثيقة مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وقد أطلق على "بريجوجين" اسم "طباخ بوتين" في مقال لوكالة "أسوشيتد برس".

وارتبط "بريجوجين" بمجموعة التأمين المسلحة فاجنر كـ"مقاول عسكري خاص"، وارتبط اسم مجموعة فاجنر بعدد من العمليات العسكرية خارج الأراضي الروسية.

تم تأسيس المجموعة عام 2014، حيث جرى في نفس العام تكليفها بأولى مهامها علنا في شبه جزيرة القرم، حيث ساعد مرتزقتها، ممن يرتدون ملابس رسمية، القوات الانفصالية المدعومة من روسيا فى السيطرة على القرم حينذاك.

مع اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا، جرى حشد مجموعة فاجنر في بداية الحرب؛ لتعزيز القوات الروسية المُتمركزة على الخطوط الأمامية، لكن مع استمرار الحرب، تزايد الاعتماد على عناصر فاجنر بشكل مُتزايد في المعارك الحاسمة، خاصة على جبهات باخموت وسوليدار.

أمس الجمعة، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنه تم تصنيف "مجموعة فاجنر" الروسية على أنها "منظمة إجرامية دولية"، كما فرضت واشنطن والاتحاد الأوروبي عقوبات على الشركة ومالكها ومعظم قادتها.

أين يتمركز عناصر "فاجنر"؟

تنتشر عناصر فاجنر في بلدان إفريقية، لتوفير الدعم والأمن لشركات التعدين الروسية والشركات التي تعمل معها، فيما جرى اتهام روسيا باستخدام فاجنر للسيطرة على الموارد الطبيعية في إفريقيا، فضلًا عن التأثير على الشؤون السياسية والصراعات في بعض الدول الإفريقية، مثل مالي ومدغشقر.

وتتألف الشركة العسكرية الروسية من بضعة آلاف من المرتزقة، الذين يعتقد أن معظمهم من قدامى المحاربين وعناصر سابقة في وحدات النخبة العسكرية ليس الروسية فقط، لكنهم من أصحاب التدريبات القتالية المُتخصصة.

لكن مع تزايد خسائر روسيا في حرب أوكرانيا، بدأ مالك الشركة، يفجيني بريجوجين، والذي يعد أحد أبرز أعضاء جماعة " الأوليجارش الروس"- أصحاب رجال الأعمال والسلطة في روسيا- في توسيع المجموعة من خلال تجنيد سجناء روس وعناصر مدنية روسية وأجنبية، وفق ما نقلته وكالة "دوتشيه فيله" الألمانية.

في سبتمبر الماضي انتشر مقطع فيديو لبريجوجين وهو يتحدث إلى سجناء في باحة سجن روسي، ويعدهم بأنه في حالة سفرهم إلى أوكرانيا للقتال لمدة ستة أشهر، فسوف يتم تخفيف فترات العقوبة بحقهم.

تشير التقديرات إلى أن نحو 20 ألفًا من عناصر مجموعة فاجنر يقاتلون حاليًا في أوكرانيا.

رُغم انخراطهم بشكل مُتزايد في الحرب، إلا أنه لا يمكن الوقوف على فاعلية عناصر فاجنر في ساحات المعارك بشكل قاطع، فيما يقول خبراء إن فاجنر تكبدت خسائر بشرية كبيرة دون إحراز تقدم كبير يصب في صالح القوات الروسية.

مخالفةٌ للدستور الروسي

ولا يجيز الدستور الروسي إنشاء شركات عسكرية خاصة أو جيش مرتزقة؛ إذ ينص على أن مسؤولية الأمن والدفاع عن البلاد تقع على عاتق الدولة دون غيرها، فيما يحظر القانون الروسي على المواطنين الروس العمل كمرتزقة.

رُغم ذلك، فإن القانون يسمح للشركات التي تديرها الحكومة بإنشاء وامتلاك قوات أمن مُسلحة خاصة، وهي ثغرات قانونية تُمثل منطقة رمادية شبه قانونية تُتيح لمجموعة فاجنر العمل.

لكن روسيا ليست الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك شركات عسكرية خاصة، بل يمتد الأمر إلى دول مثل الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا وكولومبيا، إذ تمتلك هذه الدول شركات عسكرية خاصة تعمل داخلها وخارجها، بيد أن هذه الشركات العسكرية الخاصة تعمل بشكل متواضع.

وقد دقت المحكمة الجنائية الدولية والأمم المتحدة ناقوس الخطر حيال ظاهرة انتشار المرتزقة والشركات العسكرية والأمنية الخاصة في النزاعات المسلحة التي تعصف بالكثير من بلدان العالم.