منذ تأسيس الولايات المتحدة قبل قرنين ونصف القرن، شهد البيت الأبيض صعود رؤساء تعاقبوا على توسيع سلطاتهم وممارسة نفوذهم بطرق مختلفة، لكن ما أقدم عليه الرئيس دونالد ترامب في 8 أشهر فقط من ولايته تخطى حدود المألوف، حتى بات يوصف وفق ما أورده موقع "أكسيوس" الأمريكي بالرئيس الأكثر توسعًا في سلطاته ومعاقبةً لمنتقديه على مدار التاريخ الأمريكي.
ويصف "أكسيوس" رئاسة ترامب بأنها غير مسبوقة، تحمل في طياتها تحديات دستورية، وصدامات مع المؤسسات، وتفتح الباب أمام إرث سياسي قد يغير شكل الحكم في أمريكا لعقود مقبلة.
توسيع السلطة
خلال ثمانية أشهر فقط، أعلن ترامب 9 حالات طوارئ وطنية، موسعًا تعريف "الطوارئ" بطرق مبتكرة وعدوانية، وفي المئة يوم الأولى، أصدر 142 أمرًا تنفيذيًا، وهي الوتيرة الأعلى في التاريخ الأمريكي الحديث.
مواجهة الإعلام
شنّ ترامب أعنف حملة حكومية ضد وسائل الإعلام، شملت سحب التمويل عن بعض المنافذ، ومحاولات إلغاء تراخيص بث، إضافةً إلى مقاضاة كبريات المؤسسات الصحفية مثل "نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال".
أموال الكونجرس
سعى ترامب إلى تجميد أو إعادة توجيه مليارات الدولارات المخصصة من الكونجرس، في خطوة تعكس تحديًا صارخًا للسلطة التشريعية وأحكام المحاكم.
التعريفات الجمركية
فرض ترامب تعريفات جمركية واسعة النطاق مستخدمًا سلطاته التنفيذية، متجاوزًا الكونجرس، في محاولة لإعادة تشكيل التجارة العالمية ومعاقبة دول منافسة.
تجاوز الدستور
أصدر ترامب أمرًا تنفيذيًا لإلغاء حق المواطنة بالولادة، وهو حق يكفله التعديل الرابع عشر، في سابقة لم يشهدها التاريخ الأمريكي في زمن السلم.
تطهير هيئات الرقابة
أقال ترامب المفتشين العامين بالجملة، وأعاد إحياء نظام الغنائم في التعيينات الحكومية، وهو أسلوب لم يُستخدم بهذا الحجم منذ القرن التاسع عشر.
وزارة العدل
أعلن ترامب نفسه "مسؤول إنفاذ القانون الرئيسي"، مدعيًا الحق في توجيه الملاحقات القضائية بنفسه، في خطوة هزت مبدأ استقلال وزارة العدل.
الاحتياطي الفيدرالي
حاول ترامب إقالة محافظين في الاحتياطي الفيدرالي، في محاولة للسيطرة على السياسة النقدية، وهو أمر لم يقدم عليه أي رئيس قبله.
صلاحيات الحرب
استند ترامب إلى قانون أعداء الأجانب لعام 1798 لترحيل مشتبهين دون جلسات استماع، وأمر بضربات عسكرية دون موافقة الكونجرس، في توسيع غير مسبوق لصلاحيات الحرب محليًا ودوليًا.
رأسمالية الدفع
دخلت إدارة ترامب في شراكات مالية مع شركات أمريكية كبرى، مثل "يو إس ستيل" و"إنتل"، بطريقة وصفتها تقارير بأنها أقرب إلى "رأسمالية الدولة" على النمط الصيني أو الروسي.
معاقبة المحامين
عاقب ترامب مكاتب المحاماة التي مثلت خصومه السياسيين، من خلال إلغاء العقود والتراخيص، وإجبارها على تقديم تنازلات مالية.
معاقبة الجامعات
حجب ترامب مليارات التمويل الفيدرالي عن جامعات مثل هارفارد وكولومبيا، بسبب مواقفها من الاحتجاجات وسياستها الأكاديمية، في تدخل مباشر في استقلالية التعليم العالي.
سياسات الصحة
أطاح ترامب بمسؤولي الصحة، وقلّص التمويل المخصص للأبحاث، مانحًا حلفاءه السياسيين سيطرة على قرارات حساسة متعلقة باللقاحات والسياسات الصحية.
الغناء الفاحش
يُعتقد أن عائلة ترامب حققت مليارات الدولارات خلال ولايته، من خلال استثمارات في العملات المشفرة والعقارات، في ممارسات وصفها مراقبون بأنها غير مسبوقة في شفافيتها وحجمها.
أحداث 6 يناير
أصدر ترامب عفوًا عن أكثر من 1500 متهم شاركوا في الهجوم على مبنى الكابيتول عام 2021، بما في ذلك متطرفون ارتكبوا أعمال عنف، وهو ما اعتبر استخدامًا لسلطة العفو لحماية حركته السياسية.
بحسب موقع "أكسيوس"، فإن ما يقوم به ترامب ليس مجرد ارتجال سياسي، بل مسار منهجي نحو ترسيخ سلطة تنفيذية أكبر، تفتح الباب أمام رؤساء مستقبليين لممارسة صلاحيات مطلقة على حساب المؤسسات الديمقراطية الأمريكية.