أثارت القواعد الجديدة التي أقرتها الإدارة الأمريكية في نظام تأشيرة العمال الأجانب "H-1B"، الذي تعتمد عليه مجموعات التكنولوجيا في البلاد، فوضى بين العمّال الهنود في الولايات المتحدة، الذين يتخلون عن رحلات العودة إلى الوطن لتجنب الإجراءات الصارمة المفروضة عليهم، بحسب "تايمز" البريطانية.
أصبح الهنود الذين يأملون في العمل بالولايات المتحدة أمام مستقبل غير مؤكد بعد قرار الرئيس ترامب برفع الرسوم السنوية لمقدمي طلبات تأشيرة "H-1B" إلى 100 ألف دولار.
وذكرت وسائل إعلام هندية أن إحدى الرحلات الجوية من سان فرانسيسكو إلى الهند تأخرت لمدة ثلاث ساعات بسبب تدافع الركاب للنزول بعد إعلان ترامب يوم الجمعة الماضي، وقد نزل بعض الهنود المقيمين في الولايات المتحدة من الطائرات العائدة إلى ديارهم قبل لحظات من الإقلاع خوفًا من القواعد الجديدة التي قد تمنعهم من العودة إلى البلاد.
ويشكّل الهنود نحو 70٪ من جميع تأشيرات H-1B، وتم إصدار ما يزيد قليلًا على 200 ألف منها لمواطنين هنود في العام الماضي.
كان الهنود الذين غادروا البلاد يخشون عدم قدرتهم على العودة إلى الولايات المتحدة دون دفع الرسوم الباهظة، كما نصحت شركات التكنولوجيا العملاقة التي توظّف عمالًا هنودًا موظفيها الحاصلين على تأشيرة H-1B بعدم مغادرة الولايات المتحدة خشية عدم قدرتهم على العودة.
رسوم 100 ألف دولار
أصدر البيت الأبيض توضيحًا يفيد بأن رسومًا قدرها 100 ألف دولار ستُدفع لمرة واحدة فقط للمتقدمين الجدد، إلى جانب تصريح وزير التجارة الأمريكي، هوارد لوتنيك، بأن هذه الرسوم ستُدفع سنويًا، وستُطبق على الراغبين في الحصول على تأشيرة جديدة، إضافة إلى تجديدها.
تُستخدم هذه التأشيرة من قِبل الشركات الأمريكية الراغبة في استقدام عمال أجانب ذوي مهارات عالية، مثل علماء الحاسوب والمهندسين والمبرمجين، ويُعدّ الهنود المستفيدين الرئيسيين بلا منازع، يليهم المتقدمون الصينيون، الذين يُمثلون 12% من التأشيرات الصادرة.
يُنظر إلى فرض هذه الرسوم كجزء من حملة ترامب الأوسع على الهجرة، وقد دعا شركات التكنولوجيا إلى تفضيل توظيف الأمريكيين على العمال الأجانب.
وقالت الحكومة الهندية إن الرسوم الجديدة ستكون لها عواقب إنسانية و"اضطرابات محتملة للأسر"، وعلى مدى عقود شكّلت تأشيرة H-1B بوابةً لبعضٍ من ألمع العقول الهندية لدخول سوق العمل الأمريكية، ونقطة انطلاقٍ حاسمة لبناء مساراتٍ مهنية طويلة الأمد في أمريكا.
لم يسمح هذا للمهنيين الهنود المهرة بالمساهمة بخبراتهم فحسب، بل مكّنهم، بطرقٍ عديدة، من الاندماج بشكلٍ عميق في نسيج الابتكار الأمريكي.
ويتجلى أبرز دليلٍ على هذا النجاح في القيادة العليا لشركات التكنولوجيا العملاقة اليوم: ساتيا ناديلا، رئيس مايكروسوفت، وسوندار بيتشاي، رئيس ألفابت، وأرفيند كريشنا، رئيس آي بي إم، وشانتانو ناراين، رئيس أدوبي، جميعهم وُلدوا في الهند وحصلوا على شهاداتٍ من جامعاتٍ أمريكية.
وفقًا لبيانات دائرة خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية للسنة المالية 2025، التي تنتهي بنهاية هذا الشهر، كانت أمازون المستفيد الأكبر من برنامج H-1B، حيث حصلت على ما يقرب من 10 آلاف تأشيرة، أما ثاني أكبر مستفيد فكان شركة التكنولوجيا الهندية العملاقة تاتا كونسلتانسي سيرفيسز (TCS)، حيث حصلت على ما يزيد قليلًا على 5,500 طلب موافقة.