قررت اليابان عدم الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر انطلاقها الأسبوع الجاري، في خطوة وُصفت بأنها تهدف إلى تجنب إغضاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكنها وضعت طوكيو في "موقف ضعيف" مقارنة بحلفاء آخرين لواشنطن.
وبحسب صحيفة "أساهي شيمبون" اليابانية، فقد نقلت الولايات المتحدة معارضتها المباشرة للموقف الياباني، ما أثّر على قرار طوكيو، رغم أن اليابان طالما دافعت عن حل الدولتين ورأت فيه السبيل لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ويأتي القرار الياباني في وقت أعلنت فيه دول حليفة للولايات المتحدة مثل بريطانيا وفرنسا وأستراليا وكندا دعمها للاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية خلال القمة الأممية. ويرى محللون أن تراجع طوكيو يعكس أولويتها في الحفاظ على علاقاتها الاستراتيجية مع واشنطن، خاصة في ظل التوترات التجارية والأمنية القائمة بين البلدين.
وفي مداخلة لوزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا، حذّر من أن الهجوم الإسرائيلي الجديد للسيطرة الكاملة على غزة "سيزيد الأزمة الإنسانية سوءًا" ويهدد "أساس حل الدولتين"، مطالبًا تل أبيب بالالتزام بالقانون الدولي ووقف الكارثة الإنسانية في القطاع، حيث تجاوز عدد الضحايا الفلسطينيين أكثر من 65 ألف قتيل، وفق وزارة الصحة في غزة.
وأضاف إيوايا: "قررنا عدم الاعتراف بفلسطين في هذه اللحظة. سنواصل دراسة المسألة بشكل شامل واهتمام جاد مع مراقبة أي تغييرات في الوضع عن كثب".
فيما قال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيماسا هاياشي، إن الحكومة اليابانية ستتبع نهجًا شاملًا في دراسة توقيت الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بحسب موقع "The Japan Times".
أضاف هاياشي: "بما أن اليابان تدعم حل الدولتين، فإن الأمر يتعلق بموعد الاعتراف وليس ما إذا كانت ستعترف بها أم لا".
ومع ذلك، قُدمت عريضة تدعو إلى الاعتراف بفلسطين، وقّعها 179 نائبًا برلمانيًا (من أصل 722)، إلى الحكومة في أغسطس الماضي. وقال تارو كونو، النائب عن الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم ووزير الخارجية السابق وصاحب العريضة، في نادي المراسلين الأجانب في اليابان: "أعتقد أنه كان ينبغي على اليابان أن تكون أول حكومة من بين دول مجموعة السبع تعترف بدولة فلسطين، لأنها الدولة الوحيدة في المجموعة التي لا تقوم على حضارة مسيحية. لكن الآن نضيع الفرصة، وأنا آسف لذلك حقًا".
أما رئيس الوزراء المنتهية ولايته شيجيرو إيشيبا، الذي كان مقررًا أن يطرح القضية الفلسطينية في نيويورك، فلن يشارك في النقاشات.
وفي المقابل، أبدى أكاديميون يابانيون استياءهم من القرار، إذ وصفه أحدهم بأنه "محرج" ويظهر تبعية مفرطة للولايات المتحدة، بينما اعتبر روبرت دوجاريك، الباحث في معهد الدراسات الآسيوية المعاصرة بطوكيو، أن الموقف الياباني "لن يغير شيئًا على الأرض في الشرق الأوسط"، لكنه يعكس خشية طوكيو من "إغضاب ترامب".