تنطلق غدا الإثنين أعمال الدورة السنوية الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك، والتى تركز على مناقشة حل الدولتين للنزاع الإسرائيلى الفلسطينى المستمر منذ فترة طويلة. ومن المتوقع أن تعترف نحو 10 دول، من بينها أستراليا وبلجيكا وبريطانيا وكندا، رسميا بدولة فلسطينية، غدا الاثنين، في قمة ستعقد برئاسة فرنسا والسعودية للنظر في مستقبل حل الدولتين، قبل الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة ليصل بذلك عدد الدول المعترفة بالدولة الفلسطينية إلى 195 دولة، فماذا يعني ذلك بالنسبة للفلسطينيين ولإسرائيل؟
أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية استقلال الدولة الفلسطينية في عام 1988، وسرعان ما اعترفت بها معظم دول الجنوب العالمي. واليوم، تعترف 147 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة بدولة فلسطينية. وكانت المكسيك أحدث دولة تعلن اعترافها بدولة فلسطينية وذلك في يناير 2025.
ويتمتع وفد يمثل دولة فلسطينية رسميا بصفة مراقب دائم، ولكن ليس له حق التصويت في الأمم المتحدة. وبغض النظر عن عدد الدول التي تعترف بدولة فلسطينية، فإن العضوية الكاملة في الأمم المتحدة تتطلب موافقة مجلس الأمن، حيث تتمتع واشنطن بحق النقض (الفيتو).
ومع اعتراف بريطانيا وفرنسا بدولة فلسطين، خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، ستحظى فلسطين بدعم 4 من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي، حيث اعترفت كل من الصين وروسيا بفلسطين عام 1988. الأمر الذي سيجعل الولايات المتحدة، الحليف الأقوى لإسرائيل حتى الآن، في موقف الأقلية.
واعترفت واشنطن بالسلطة الفلسطينية، منذ تأسيسها في منتصف التسعينيات. ومنذ ذلك الحين، أعرب العديد من الرؤساء الأمريكيين عن دعمهم لقيام دولة فلسطينية في نهاية المطاف. لكن دونالد ترامب ليس واحدا منهم. في ظل إدارتيه، مالت السياسة الأمريكية بشدة لصالح إسرائيل.
وقالت الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، مرارا إنها تنوي الاعتراف بدولة فلسطينية في نهاية المطاف، لكنها لن تفعل ذلك إلا في ختام مفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل حول "حل الدولتين" عن طريق الاتفاق.
وتخضع البعثات الدبلوماسية الفلسطينية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك البعثة لدى الأمم المتحدة، لسيطرة السلطة الفلسطينية المعترف بها دوليا كممثل للشعب الفلسطيني.
وتمارس السلطة الفلسطينية، بقيادة الرئيس محمود عباس، حكما ذاتيا محدودا في أجزاء من الضفة الغربية المحتلة بموجب اتفاقيات مع إسرائيل. وتصدر السلطة جوازات سفر فلسطينية وتدير أنظمة الصحة والتعليم الفلسطينية.
وتتواجد معظم البعثات الدبلوماسية الرئيسية للقوى الكبرى، في تل أبيب لأنها لا تعترف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل. ويستثنى من ذلك الولايات المتحدة بعد أن نقل الرئيس دونالد ترامب سفارتها إلى القدس المحتلة.
ومع ذلك، لدى نحو 40 دولة مكاتب قنصلية في رام الله بالضفة الغربية، أو في القدس الشرقية، وهي منطقة لم يلق إعلان إسرائيل ضمها باعتراف دولي، ويريدها الفلسطينيون عاصمة لهم.
يشرح الصحفي والمحلل السياسي الفلسطيني أنيس محسن، أنه عندما تعترف دولة ما بدولة أخرى، تنتقل المسألة من مجرد الاعتراف بجهة أو بكيان ما، أقل من دولة، إلى كيان يرتقي إلى مستوى دولة.
ويقول محسن:" بمعنى آخر، عندما تعترف الدول بدولة فلسطين، ستعترف بالمساحة الجغرافية التي تعتمدها الدولة الفلسطينية".
أما الخبيرة في حقوق الإنسان رينة صفير، فأوضحت أنه عندما تصبح الدولة المعترف بها عضوا فعالا في الأمم المتحدة، تصبح لها إمكانية رفع دعاوى أمام المحاكم الدولية.
وترفض إسرائيل فكرة الدولة الفلسطينية لانها لا تريد التعامل مع الشعب الفلسطيني ككيان مستقل، وانما كأراض محتلة، تخضع لهيمنتها، والاعتراف بالدولة سوف يلزم اسرائيل بإنهاء احتلالها لدولة، وليس لأراض محتلة .
اسرائيل تدرك بان التعامل مع الشعب الفلسطيني كشعب، اراضيه محتلة، أسهل من التعامل معه ككيان سياسي مستقل، ولذلك تسعى بكل قواها لاحباط المشروع الفلسطيني الذي يحرجها قانونيا وأخلاقيا.
وكانت إسرائيل قد هددت فى وقت سابق بضم الضفة الغربية المحتلة إذا مضت الدول الغربية قدما فى الاعتراف بدولة فلسطينية خلال اجتماع الأمم المتحدة رفيع المستوى.