الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد الاعترافات بفلسطين.. عزلة متزايدة لترامب في اجتماع الأمم المتحدة

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإلقاء خطابه الأول في ولايته الثانية أمام الاجتماع السنوي لقادة العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، غدًا الثلاثاء، سيكون على خلاف مع أكثر من نصف الدول الأعضاء، بما في ذلك حلفاؤه الرئيسيون، بشأن الحرب في غزة وإمكانية قيام دولة فلسطينية، بحسب "سي إن إن".

تزداد عزلة إدارة ترامب بشأن هذه القضية بعد عامين من عدوان الاحتلال على غزة، مع ارتفاع عدد الدول التي أدانت تصرفات إسرائيل في القطاع، ولم تكتفِ الولايات المتحدة بالوقوف إلى جانب حليفتها، بل وفّرت لها غطاءً سياسيًا ودعمًا عسكريًا مستمرًا.

مؤتمر حل الدولتين

يأتي أحد أوضح الأمثلة على عزلة الولايات المتحدة يوم الاثنين، عندما تستضيف فرنسا والمملكة العربية السعودية مؤتمرًا مشتركًا لحل الدولتين، بدعم من 142 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، ولم تشارك الولايات المتحدة في المؤتمر، وكانت واحدة من 10 دول فقط صوّتت ضد قرار الجمعية العامة الداعم لهذا التجمع رفيع المستوى.

من المتوقع أن يعلن الرئيس إيمانويل ماكرون اعتراف فرنسا بدولة فلسطينية خلال المؤتمر، معتبرًا في الأيام الأخيرة أن هذه الخطوة ستعزل حماس، وهي خطوة رمزية إلى حد كبير اتخذتها بعض الدول في الأشهر الأخيرة أو تخطط لاتخاذها في الأسابيع المقبلة، وهي خطوة أدانها مسؤولو إدارة ترامب باعتبارها غير مجدية لجهود السلام.

وكانت المملكة المتحدة أعلنت اعترافها بدولة فلسطينية، كما أعلنت كندا وأستراليا أيضا اعترافهما، وستنضم بلجيكا إلى فرنسا في الإعلان نفسه خلال اجتماع الأمم المتحدة.

عناد أمريكي

ولا توجد أي مؤشرات على أن الولايات المتحدة ستتراجع عن موقفها الداعم القوي لحكومة نتنياهو، وخلال لقائه رئيس الوزراء البريطاني الأسبوع الماضي في المملكة المتحدة، قال ترامب إن خطة بريطانيا للاعتراف بدولة فلسطينية "واحدة من خلافاتنا القليلة".

وبدلًا من التنديد بتعليقات المسؤولين الإسرائيليين حول الضم المحتمل للضفة الغربية، وهي خطوة من شأنها أن تنتهك القانون الدولي، جادل مسؤولو إدارة ترامب بأن الاعتراف بدولة فلسطينية سيعزز حماس ويدفع إسرائيل إلى رد الفعل.

قال وزير الخارجية ماركو روبيو، عقب اجتماعات في إسرائيل: "أعتقد أن جزءًا كبيرًا من ذلك هو رد فعل على قرار عدة دول حول العالم إعلان دولة فلسطينية من جانب واحد".

رفض تأشيرة السلطة الفلسطينية

في خطوة غير مسبوقة، رفضت الإدارة الأمريكية منح تأشيرة دخول لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وأعضاء السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية للسفر إلى نيويورك لحضور الجمعية العامة، كما وضعت سياسة جديدة لرفض منح معظم أنواع التأشيرات لحاملي جوازات سفر السلطة الفلسطينية.

ولن يكون هناك وفد رفيع المستوى من السلطة الفلسطينية في نيويورك هذا الأسبوع لحضور اجتماع قادة العالم، وبينما يُتوقع أن يلقي عباس كلمةً في مؤتمر يوم الاثنين افتراضيًا، فإن غيابه عن المحادثات المباشرة له تداعيات كبيرة.

وأوضح مصدرٌ حكومي فرنسي أن المؤتمر، يوم الاثنين، سيُحدد خارطة طريقٍ للسلام والاستقرار في المنطقة على أساس حل الدولتين، ومن المتوقع أيضًا الإعلان عن مساهماتٍ لتحقيق الاستقرار في غزة وتمويل السلطة الفلسطينية لتجنب الانهيار المالي.

قال مسؤولان أمريكيان إن إدارة ترامب، التي لا تسعى بنشاط إلى حل الدولتين، رغم أن هذا كان الهدف المعلن للسياسة الأمريكية لعقود، لا تقدم مقترحًا مضادًا.

تهديد بضم الضفة

صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأسابيع الأخيرة بأنه "لن تكون هناك دولة فلسطينية"، ردًا على الاعتراف المخطط له في الأمم المتحدة، ومن غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل تخطط لاتخاذ إجراءات محددة للرد على مؤتمر يوم الاثنين، لكن مسؤولًا إسرائيليًا لم يستبعد صدور المزيد من إعلانات الضم من جانب حكومته في المدى القريب، بحسب "سي إن إن".

كما عارضت إدارة ترامب إمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الحرب الدائرة، ولم تُدن عملية نتنياهو الجديدة للسيطرة على مدينة غزة، والتي أثارت غضبًا عالميًا.