كشفت تقارير إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدرس ثلاثة سيناريوهات انتقامية للرد على موجة الاعتراف الدولي المتنامية بدولة فلسطين، والتي شملت بريطانيا وفرنسا وعدة دول غربية أخرى، وأكدت هذه التقارير حصوله على الدعم الأمريكي الكامل لاتخاذ خطوات أحادية الجانب في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
سيناريوهات حكومة الاحتلال
يتمثل السيناريو الأول، وفقًا لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في تغيير تصنيف مناطق "ب" في الضفة الغربية، والتي تشكل 22% من مساحتها الإجمالية، إلى مناطق "ج".
هذا الإجراء يعني نقل السيطرة الإدارية والأمنية الكاملة لهذه المناطق إلى سلطات الاحتلال، ما يلغي تمامًا أي سيادة للسلطة الفلسطينية عليها، بما يشمل صلاحيات استصدار تراخيص البناء وتسجيل الأراضي.
بينما كشفت القناة الإسرائيلية 12 عن الخيارين الآخرين المطروحين على طاولة نتنياهو، أولهما يقضي بفرض السيادة الإسرائيلية على مناطق استراتيجية محددة أو على غور الأردن بالكامل، وهو ما يُعد تصعيدًا خطيرًا في مشروع ضم الأراضي الفلسطينية، أما الخيار الثاني فيتعلق بإغلاق قنصليات الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، وعلى رأسها فرنسا، التي تنظر إليها حكومة الاحتلال باعتبارها القوة المحركة وراء موجة الاعتراف الأخيرة.
اجتماع طارئ
عقد نتنياهو اجتماعًا مصغرًا وطارئًا فور إعلان بريطانيا وأستراليا وكندا اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، حسبما أفادت القناة الإسرائيلية 12.
كما أن هذا الاجتماع، الذي لم يكن مدرجًا في الجدولة المسبقة ومُنع من التغطية الإعلامية ولم يحضره جميع الوزراء، استهدف وضع استراتيجية سريعة لمواجهة هذا التطور الدبلوماسي.
ونقلت القناة تسريبات عن نتنياهو خلال الاجتماع: "المهم هو العمل في تنسيق كامل مع الإدارة الأمريكية. يوجد اتجاه متسارع ويمكننا تحويله لفرصة إذا عملنا بالطريقة الصحيحة".
وأوضحت المصادر أن الهدف من الاجتماع كان تخفيف الضغوط السياسية، خاصة أن إجراءات الرد معقدة ولها تداعيات واسعة النطاق.
عقب الاجتماع مباشرة، نشر نتنياهو بيانًا مصورًا زعم فيه موقفه الرافض قائلًا: "لن تقوم دولة فلسطينية غرب نهر الأردن. وسيتم الرد على أي محاولة لفرض دولة إرهابية في قلب أرضنا بعد عودتي من الولايات المتحدة".
ضوء أمريكي أخضر
في تطور مهم، نقلت شبكة "آي 24 نيوز" الإسرائيلية عن مصدر دبلوماسي رفيع المستوى أن وزير الخارجية الأمريكي مايك روبيو منح إسرائيل الضوء الأخضر الصريح لفرض السيادة على الضفة الغربية.
وأكدت المصادر أن كبار المسؤولين في إدارة ترامب أوضحوا للجانب الإسرائيلي أن من المشروع تمامًا اتخاذ خطوات أحادية الجانب كرد فعل على ما وصفوه بـ"الخطوات الأحادية من الجانب الفلسطيني".
وأضافت الشبكة أن إدارة ترامب قدمت ضمانات قاطعة للإسرائيليين بأنها ستستخدم حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد أي مساعٍ لرفع فلسطين إلى مرتبة العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
موجة اعتراف دولية
يأتي هذا التحرك الإسرائيلي في أعقاب إعلان بريطانيا وكندا وأستراليا اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، فيما تستعد فرنسا لاتخاذ الخطوة ذاتها اليوم الاثنين.
كما أعلنت البرتغال نيتها الاعتراف بدولة فلسطين خلال هذا الأسبوع، مما يشكل ضغطًا دبلوماسيًا متزايدًا على حكومة الاحتلال ويدفعها نحو اتخاذ إجراءات انتقامية أكثر تشددًا في الأراضي الفلسطينية المحتلة.