توجهت أنظار العالم إلى العاصمة الأوكرانية "كييف"، أمس الجمعة، انتظارًا لما ستسفر عنه القمة التى جمعت أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، خصوصًا بعد دخول الأزمة "الروسية - الأوكرانية" عامها الثاني، ما يثير تساؤلًا حول مدى قدرة القمة على إيجاد حلول سياسية للأزمة العالقة مع روسيا.
واستضافت كييف، أمس الجمعة، قمّة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي هي الأولى من نوعها، منذ بدء الأزمة "الروسية - الأوكرانية"، حيث وصلت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين إلى "كييف" برفقة مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل ونحو 15 مفوضًا أوروبيًا.
خبراء في الشأن الدولي، أجمعوا في حديثهم لقناة "القاهرة الإخبارية"، بأنّ اللقاء الذي جمع مسؤولي الاتحاد الأوروبي والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي، مجرد "قمة رمزية" لا تحمل شيئًا جديدًا، وأن المسار السياسي أصبح أمرًا ليس في المتناول في المستقبل القريب، كما أن الشعب الأوكراني ليس أمامه خيار سوى المواجهة.
قمة رمزية
الدكتور عمار قناة، أستاذ العلوم السياسية، قال إنّ القمة التى عُقدت بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي "رمزية" لا تحمل إلّا معانٍ سياسية لـ"كييف".
وأوضح "قناة"، فى حديثه لقناة "القاهرة الإخبارية"، أنَّ مسلسل التلاعب بالشعب الأوكراني ما زال متواصلًا من خلال طمأنته بالعديد من الرسائل، أبرزها انضمامه للاتحاد الأوروبي ووصفه بـ"الشعب المنتصر".
وذكر أستاذ العلوم السياسية، أنّ مسألة انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي غير واقعية في الفترة الحالية ولا المراحل المقبلة، مؤكدًا أن القمة بمثابة جرعات لتهدئة الشعب الأوكراني، خصوصًا أنها تأتي في حالة ارتباك يعيشها الاتحاد الأوروبي بشأن استمرار مواصلة دعم أوكرانيا ماليًا واقتصاديًا وعسكريًا.
وأشار إلى أنَّ المسار السياسي في إيجاد حلول "معطل"، خصوصًا أن الولايات المتحدة ليس أمامها خيار أيضًا، كما أنها استشعرت تورطها من خلال التعويل على المدة الزمنية التى توقعت فيها انتهاء الأزمة.
ويرى "قناة" أنَّ المسار السياسي ترفضه الولايات المتحدة الأمريكية لأنه يصاحبه تقديم جزء من التنازلات، فنحن أمام مرحلة تصعيدية عسكرية لغياب الحلول الجذرية في الأزمة.
ليس هناك خيار
وفى السياق ذاته؛ قال ميخايلو ساموس، الباحث الأوكراني في العلاقات الدولية، إنَّ الأزمة "الروسية - الأوكرانية" بدأت منذ اندلاع الحرب في شبه جزيرة القرم ودونباس، مشيدًا بجهود الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ومواصلة دعمهما لأوكرانيا ووقف سيطرة روسيا على أراضيها.
وتمنى "ساموس" أنَّ يدعم الاتحاد الأوروبي كييف بالمقاتلات الجوية قريبًا لإنهاء الأزمة، مؤكدًا أن أوكرانيا ليس أمامها خيار آخر سوى المواجهة والدفاع عن أراضيها، فيما يرى أن موسكو تفاجأت بصمود الشعب الأوكراني منذ بداية الأزمة.
وأوضح الباحث الأوكراني، أنَّ الأزمة خرجت من حدود السياسة والاقتصاد، لأن الأمر يتعلق بالشعب الذى يريد أن يعيش مع أشقائه من دول الاتحاد الأوروبي دون روسيا.