جدد مسؤولون أوروبيون وأمريكيون استعداد بلادهم، للاستمرار في دعم أوكرانيا عسكريًا، لصد الهجوم الروسي الذي انطلق في 24 فبراير من العام الماضي، فيما بدأ الاتحاد الأوروبي وواشنطن إرسال أسلحة ثقيلة إلى كييف في الفترة الأخيرة، وهو مايراه محللون بأنهم وراء نشوب الأزمة الروسية الأوكرانية، وأنهم يرغبون في إطالة أمدها لاستنزاف روسيا.
وقال مسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن الدول الأوروبية مستعدة لإرسال دبابات ثقيلة إلى أوكرانيا، مضيفًا أنه يأمل في اتخاذ قرار بإرسالها كما أنه يعتقد بان أوكرانيا بحاجة إلى الأسلحة القتالية والدبابات الثقيلة التي طلبتها.
وفي سياق متصل، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، خلال اجتماع وزراء دفاع حلف الناتو في ألمانيا، الجمعة، إن واشنطن زادت مساعداتها العسكرية لأوكرانيا كما أنها ستستمر في توفير البطاريات العسكرية والأسلحة، وستستمر بمد كييف بالمدرعات والمركبات المسلحة ضمن حزمة مساعدات.
وبحسب أوراغ رمضان، مدير مركز أوراس للدراسات، فإن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، دستوريًا وتاريخيًا مسؤول عن سلامة ووحدة بلاده، ولهذا فإن مطلبه بتقديم السلاح ودعم سيادة دولته منطقي، وذلك وفق معايير القانون الدولي.
الناتو هو من جهزّ الحرب الروسية الأوكرانية
أوضح "رمضان" لـ"القاهرة الإخبارية" من كييف، أنه من حق الشعب الأوكراني هو الآخر أن يدافع عن سيادته، وأن الشعب بات يتفهم أن الدولة أصبحت جزءًا لا يتجزأ من لعبة الأمم ومن الصراع الأممي والغربي الممثل في حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي يأتي على رأسه الولايات المتحدة، قائًلا إنها تستثمر وتستغل الأزمة الأوكرانية لاستنزاف روسيا.
أضاف مدير مركز أوراس للدراسات، أن الشعب الأوكراني أصبح رهينة لهذه اللعبة، وأنه يفهم ويعرف أنه لا خيار أمامه إلا أن يذهب في تحالف مع الغرب في هذا التوقيت بالضبط ضد الغزو والاحتلال الروسي، لافتًا إلى أن المدن الأوكرانية تتعرض لقصف يومي بصواريخ روسية.
أكد المحلل السياسي أن أوكرانيا باتت جزءًا من لعبه الشطرنج بين القطبين، أولهما القطب الغربي الأطلسي وثانيهما الروسي وحلفائه.
تناقض غربي
فيما يرى مسلم شعيتو المحلل السياسي، إن روسيا كانت تتحاشي قدر المستطاع أن تصل إلى حرب مباشرة مع أوكرانيا.
أوضح "شعيتو" لـ "القاهرة الإخبارية"، أنه تبين فيما بعد بشكل واضح أن الأزمة ليست أوكرانية، وإنما من جهز وقدم لها هو حلف الناتو منذ انقلاب 2014 - على حد وصفه- وصولًا إلى 8 سنوات قصف على منطقتي دونيتسك ولوهانسك و8 سنوات من قطع المياه عن القرم.
أضاف المحلل السياسي الدولي، أن القرم تحديدًا تقول كييف إنها أراضي أوكرانيا، متسائلًا: "كيف تقطع مياه عن مواطنيها"، مضيفًا: "فهذه التناقضات ليست من الشعب الأوكراني وإنما من قيادة الدول الغربية وتحديدًا بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية".