الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بخطة E1.. إسرائيل تدفن حلم الدولة الفلسطينية بتمزيق الضفة

  • مشاركة :
post-title
وزير المالية الإسرائيلي يعلن بدء مشروع E1 الاستيطاني

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في مستوطنة معاليه أدوميم بكتلها الإسمنتية الثقيلة، التي تطل على بلدة العيزرية الفلسطينية شرق مدينة القدس المحتلة، تتشكل ملامح واقع جديد، ببمشروع استيطاني إسرائيلي قديم-جديد، يُعرف بـ E1، ليمهد الطريق لتمزيق الضفة الغربية إلى أشلاء متناثرة، وعزل القدس الشرقية المحتلة عن عمقها الفلسطيني.

وبينما تكثف دول غربية اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، تتحرك حكومة الاحتلال لدفن هذا الاعتراف عمليًا على الأرض، ليكشف تشابكًا بين خيوط الاستيطان والسياسة والدبلوماسية ويزيد من عزلة الفلسطينيين، وتعظيم خوفهم من مستقبل بلا أفق.

مشروع E1

وفق موقع +972 العبري، تتهيأ إسرائيل لبدء تنفيذ خطة بناء 3400 وحدة استيطانية جديدة على سفوح مدينة العيزرية، ضمن مشروع E1، الذي ظل مجمدًا لعقود بفعل الضغوط الدولية، وبحسب الموقع فإن هذا المشروع سيؤدي إلى شطر الضفة الغربية إلى نصفين، قاطعًا القدس الشرقية المحتلة عن عمقها الجغرافي الفلسطيني، ومقوّضًا أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية متواصلة الأراضي.

وأعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أحد أبرز داعمي المشروع، بوضوح أن "الدولة الفلسطينية تُمحى من على الطاولة، ليس بالشعارات بل بالأفعال"، ووقّع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على الخطة في حفل رمزي داخل مستوطنة معاليه أدوميم، مؤكدًا أن "هذا المكان ملك لنا".

الأمر لم يتوقف عند ذلك، فقد كشف سموتريتش، الأسبوع الماضي، عن خطة أخرى لضمّ 82% من أراضي الضفة الغربية، تاركًا ست مدن فلسطينية رئيسية فقط كمناطق معزولة هي رام الله، نابلس، جنين، طولكرم، أريحا والخليل، وفي بيان حمل شعار وزارة الدفاع الإسرائيلية، وصف الخطة بأنها "إجماع إسرائيلي" لمنع قيام دولة فلسطينية.

الجدار الفاصل بين بلدة العيزرية والقدس الشرقية
التهجير القسري

وجاء تسريع المشروع الاستيطاني ردًا مباشرًا على إعلانات دول غربية، بينها أستراليا، كندا، وفرنسا، حول نيتها الاعتراف بفلسطين خلال جلسة الأمم المتحدة، سبتمبر المقبل، كما أعلنت بريطانيا استعدادها للاعتراف المشروط، إذا التزمت إسرائيل بوقف إطلاق النار في غزة.

وتقدر محافظة القدس، بحسب الموقع العبري، أن نحو 7000 فلسطيني في 22 تجمعًا بدويًا سيواجهون خطر التهجير القسري إذا نُفذت الخطة، وصدرت بالفعل 112 مذكرة هدم لمحال ومنازل ومنشآت صناعية على طول مسار الطريق.

وحذر محمد مطر، عضو بلدية العيزرية، من أن البلدة ستتحول إلى "جزيرة معزولة" محرومة من التوسع العمراني، ما سيجبر آلاف السكان على الرحيل، أما في تجمع جبل البابا البدوي، فأكد رئيس المجلس عطا الله جهالين ،أن مجتمعه المكوّن من 80 عائلة هجرت سابقًا من النقب عام 1948، "لن يقبل تكرار تجربة التهجير".

عزلة القدس الشرقية

يشير التقرير إلى أن مدينة القدس الشرقية المرشحة لتكون عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية، باتت معزولة بشكل متزايد عن محيطها الفلسطيني، فالمستوطنات تحاصرها من كل الجهات، ونقاط التفتيش تقطع أوصالها، ومع مشروع E1، ستصبح هذه العزلة أكثر قسوة، ما يهدد بنسف أي إمكانية لبناء عاصمة فلسطينية في المستقبل.

في المقابل، تحتفي السلطة الفلسطينية بما تصفه بـ"موجة الاعترافات الدولية"، معتبرةً إياها إنجازًا في طريق إقامة الدولة، إلا أن إيناس عبدالرازق، المديرة التنفيذية لمعهد فلسطين للدبلوماسية العامة، وصفت هذه الخطوة وفق "+972" بأنها "دبلوماسية أدائية"، لا أكثر.

وقالت: "أقصى ما يمكن قوله عن الاعتراف الحالي أنه متأخر جدًا وقليل جدًا، ما يجب على الحكومات فعله إنهاء الاحتلال ومحاسبة إسرائيل، لا الاكتفاء بإشارات رمزية".

وأضافت أن الاعتراف، رغم صدوره من 147 دولة، لم يمنع التوسع الاستيطاني أو تدمير غزة أو عزل القدس، والأسوأ، أنه يُعزز سلطة فلسطينية ضعيفة الشرعية لم تُجر انتخابات منذ نحو عقدين، بينما يبقى الشعب خاضعًا لسيطرة الاحتلال المباشرة.