الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

إيران ترفض تفعيل "آلية الزناد" وتلوّح بالانسحاب من الاتفاق النووي

  • مشاركة :
post-title
علم إيران

القاهرة الإخبارية - وكالات

اعتبر فدا حسين مالكي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أن خطوة الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) في تفعيل "آلية الزناد" لا تستند إلى أي أساس قانوني، بل هي تحرك سياسي بحت، مؤكدًا أن بلاده مستعدة لمواجهة كل السيناريوهات.

وقال مالكي، في تصريحات نقلتها عنه وكالة "تسنيم" للأنباء، إن ما حدث مؤخرًا في مجلس الأمن الدولي بطلب من الترويكا الأوروبية "أثار استغراب المراقبين الدوليين، لأن هذه الآلية فقدت أصلًا مشروعيتها القانونية والفنية منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي". 

وأضاف أن الخطوة الأوروبية "ليست سوى مناورة سياسية، خصوصًا بعد فشل أمريكا والكيان الصهيوني في عدوانهما ضد إيران"، مشيرًا إلى أن موقف الصين وروسيا في إطار منظمة شنجهاي أكد بطلان هذه الخطوة، بل إن الأوروبيين أنفسهم اعترفوا بأنهم تعرضوا للإهانة في هذه القضية.

وأوضح النائب عن مدينة زاهدان أن إيران، رغم يقينها بعدم جدوى المفاوضات، جلست إلى طاولة الحوار لإثبات حسن النية ومنع الذرائع الغربية، لكن حين شعر الغرب بالخسارة في المفاوضات، لجأ إلى إجراءات سياسية وحتى عسكرية، ما أدى إلى "فضيحة كبرى له".

وتابع مالكي قائلًا: "في المحادثات الأخيرة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لم نكن متحمسين كثيرًا؛ لأن الطابع السياسي كان واضحًا، لكن بعض الزملاء أصرّوا على الحوار حتى لا تُتّهم إيران بعدم التعاون، وبعد مفاوضات السيد عراقجي مع الوكالة وتقديم تقريره للجنة الأمن القومي، طُرحت أسئلة عدّة، منها: هل لهذا الاتفاق أي صلة بتفعيل "آلية الزناد"؟ وقد نفى عراقجي ذلك، مؤكدًا أن الاتفاق صيغ بطريقة تحول دون تفعيل هذه الآلية، لكن ما جرى في مجلس الأمن أثبت عكس ذلك".

وأشار إلى أن "خطوة مجلس الأمن جاءت مباشرة بعد اتفاق إيران مع الوكالة، ما يثبت أن نوايا الغرب كانت سياسية منذ البداية".

وأضاف: "إذا مضت هذه الخطوة قُدُمًا، فإن إيران لديها عدة خيارات، أولها الانسحاب من الاتفاق الأخير مع الوكالة؛ لأنه فقد معناه، وثانيها إدراج الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) على جدول الأعمال بشكل جدي".

وأكد أن "تفعيل آلية الزناد سيؤثر بلا شك على المعادلات الدولية ويزيد التوترات"، موضحًا أن الصين نفسها اعتبرت أن القرار لن يضر بإيران فقط، بل سيُحدث أزمة عميقة في علاقات أمريكا وأوروبا مع باقي دول العالم، وأن أوروبا ستكون الخاسر الأكبر.

وأشار إلى أن التجمعات الإقليمية، مثل منظمة شنجهاي واجتماعات الدوحة، التي باتت أكثر وضوحًا في موقفها ضد الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، ستدفع نحو مسارات جديدة وتزيد المشهد تعقيدًا.

وشدد على أن "إيران لطالما أثبتت استعدادها للحوار والتفاوض، لكن الطرف الآخر لم يستفد من هذه الفرصة"، قائلًا: "اليوم يدرك العالم أن الجمهورية الإسلامية مهيأة للتعامل مع أي سيناريو محتمل".