توصلت واشنطن وبكين إلى اتفاقٍ إطاري بشأن مستقبل منصة التواصل الاجتماعي المملوكة للصين "تيك توك" في الولايات المتحدة، بعد انتهاء محادثات رفيعة المستوى في مدريد، والتي وُصفت بأنها إنجاز كبير في النزاع الطويل حول ملكية التطبيق، الذي أثار مخاوف أمنية.
وتشير التقديرات إلى أن الولايات المتحدة تضم أكثر من 135 مليون مستخدم نشط على المنصة، بما في ذلك البيت الأبيض، الذي أطلق حسابه الرسمي في أغسطس، على الرغم من أن الأجهزة الحكومية نفسها لا تزال محظورة من استخدام التطبيق بموجب القانون الفيدرالي.
التفاصيل النهائية
وحول تفاصيل الصفقة، أكد الممثل التجاري الأمريكي، جيميسون جرير، بحسب شبكة "إن بي سي"، أنه تم الاتفاق مع الصينيين على إطار عمل، إلا أنه رفض الكشف عن الشروط التجارية التي تم الاتفاق عليها بين الطرفين، مشيرًا إلى أنه سيتم الاتفاق على التفاصيل النهائية عندما يتحدث ترامب مع الرئيس الصيني شي جين بينج يوم الجمعة المقبل.
ويأتي الاتفاق قبل أيام من الموعد النهائي الآخر، الذي كان من الممكن أن يحظر تطبيق التواصل الاجتماعي الشهير في الولايات المتحدة. وشدد وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، على أنهم حرصوا على أن تكون هناك صفقة عادلة للصينيين، وتراعي تمامًا مخاوف الأمن القومي الأمريكي.
بيئة استثمارية
وأضاف أن الولايات المتحدة أرادت ضمان بيئة استثمارية عادلة للصينيين في الولايات المتحدة، مع وضع الأمن القومي الأمريكي دائمًا في المقام الأول، حيث تمثل الاتفاقية الإطارية إنجازًا كبيرًا في النزاع طويل الأمد حول ملكية "تيك توك". بينما أكد نائب وزير التجارة الصيني، لي تشنج جانج، أن الجانبين توصّلا إلى توافق إطاري أساسي لحل القضايا المتعلقة بـ"تيك توك" بشكل صحيح من خلال الوسائل التعاونية، وتقليل الحواجز الاستثمارية، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري ذي الصلة.
وقال مسؤول في البيت الأبيض لشبكة "إن بي سي نيوز" إن الرئيس ترامب ونائبه فانس قدّما القيادةَ والبصيرةَ اللازمتين للتوصل إلى اتفاق إطاري يفي بوعدٍ انتخابي آخر، ويُنقذ "تيك توك"، مؤكدًا أنه بفضل القيادة الحاسمة للرئيس، سيتمكن مئات الملايين من الأمريكيين الآن من مواصلة الاستمتاع بالتطبيق الشهير بأمان.
أغرب صفقة
وتعود قصة ملكية "تيك توك" إلى عام 2020، عندما أمر ترامب شركة "بايت دانس" بالتخلي عن "تيك توك" وإلا ستواجه الإغلاق. في البداية، ووفقًا لصحيفة "الجارديان"، سعت مايكروسوفت إلى صفقة استحواذ محتملة بقيمة مليارات الدولارات، حيث تواصل الرئيس التنفيذي مباشرةً مع ترامب، لكن الصفقة فشلت فيما وُصف آنذاك بـ "أغرب صفقة".
وبعد فترة وجيزة، اقتربت شركتا "وول مارت" و"أوراكل" من شراء ذراع "تيك توك" في الولايات المتحدة، واقترحتا الاستحواذ المشترك على كيان جديد يُسمى "تيك توك جلوبال"، لكن تم تأجيل ذلك إلى أجل غير مسمى بعد أن أجرت إدارة بايدن مراجعتها الخاصة لشركات التكنولوجيا الصينية.
إغلاق التطبيق
وتظل شركة "أوراكل" هي مزود الخدمات السحابية لـ "تيك توك" في الولايات المتحدة منذ عام 2022، في صفقة تهدف إلى معالجة المخاوف الأمنية، إلا أن التطبيق لا يزال عالقًا في مأزق قانوني بسبب قانون أمريكي هدّد بحظره ما لم يُبع لمشترٍ غير صيني، حيث حظي القانون بدعم من الحزبين في الكونغرس عند إقراره.
وأمام ذلك، تم إغلاق التطبيق لفترة وجيزة في الولايات المتحدة قبل أيام قليلة من تنصيب ترامب، إلا أن الرئيس الأمريكي وعد بعدم فرض عقوبات على "تيك توك" بعد أدائه اليمين الدستورية، وكرّس هذا الوعد رسميًا بأمر تنفيذي مُدّد العمل به عدة مرات، كان آخرها في يونيو، ومن المقرر أن ينتهي التمديد الأخير يوم الأربعاء.