في هذا الوقت من العام ما بين أواخر يناير وأوائل فبراير، يحتفل نحو ملياري شخص في جميع أنحاء العالم بالعام القمري الجديد.
تُعد السنة القمرية الجديدة جزءًا راسخًا من الثقافة الآسيوية، كما تعد الاحتفالات التي تُقام في الصين الأكبر من نوعها في آسيا، حيث يستخدم الصينيون التقويم القمري الذي يعتمد على حركة القمر، لتحديد موعد العيد الذي يطلقون عليه "عيد الربيع".
ويحتفل الصينيون بوضع الزينة وتناول العشاء مع العائلة وتوزيع المظاريف الحمراء وإطلاق الألعاب النارية ومشاهدة رقصات الأسد والتنين.
قبيل الاحتفال يتأكد الصينيون من نظافة منزلهم قبل منتصف ليلة رأس السنة القمرية الجديدة؛ للتخلص من الحظ السيئ الذي قد يتراكم خلال العام الماضي، كما يهتمون بتسوية الديون قبل حلول العام الجديد.
ويصادف هذا العام 2023عام الأرنب الذي يُعد رمزًا لطول العمر والسلام والازدهار في الثقافة الصينية.
ولا يقتصر الاحتفال بالسنة القمرية الجديدة على الصين فقط، فالعديد من الدول الآسيوية تحتفل مثل كوريا وماليزيا والفلبين وإندونيسيا وسنغافورة وبروناي وفيتنام.
وفي كوريا يُعد رأس السنة القمرية الكورية، أهم العطلات الوطنية وفي الصباح الباكر، يعود المواطنون إلى قراهم ومدنهم التي ولودوا فيها؛ لتزدحم بهم الطرق ومحطات القطارات في أكبر حركة جماعية إلى بلاد آبائهم وأجدادهم؛ ليقدموا تحية للأسلاف في أهم طقس روحي يحدث خلال العام.
وأثناء العيد يتناول الكوريون مع عائلتهم حساء كعكة الأزر الذي يرمز للرخاء خلال العام الجديد.
يُعتقد أن أصل رأس السنة الصينية بدأ منذ قرون طويلة، واكتسب أهمية بسبب عدة أساطير وتقاليد، حيث نشأت تلك السنة من تضحية الناس للآلهة والأجداد مع بداية كل عام جديد، كما يعتبرونها مناسبة للتدبر في كيفية تصرف المرء خلال العام المنصرم، وماذا كانت اعتقاداته طوال ذلك العام.