تستقبل بريطانيا، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، غدًا الثلاثاء، باستنفار أمني غير مسبوق، في ظل مخاوف من تهديدات محتملة بعد حادث اغتيال الناشط الأمريكي تشارلي كيرك.
وأعلنت السلطات البريطانية أنها تُجهز لأكبر عملية أمنية وقائية منذ تتويج الملك تشارلز الثالث، عام 2023، خلال زيارة الدولة للرئيس ترامب، إذ نشرت طائرات مُسيّرة وقناصة وشرطة مُجهزة وفرق قوارب في نهر التايمز.
وأجرى ضباط الشرطة عمليات تفتيش أمنية، الجمعة الماضي، في وندسور بإنجلترا، استعدادًا لزيارة ترامب، بحسب "نيويورك تايمز".
في حين تتطلب أي زيارة لرئيس دولة أجنبية إلى بريطانيا استعدادات شرطية كبيرة، قال خبراء إن إطلاق النار المميت على تشارلي كيرك في ولاية يوتا، الأربعاء الماضي، إضافة إلى محاولة اغتيال ترامب، العام الماضي، زاد من دراسة التهديدات المحتملة.
ومن المقرر أن يصل ترامب، لندن، غدًا الثلاثاء، قبل أن يسافر إلى قلعة وندسور، غرب لندن، لحضور سلسلة من الفعاليات مع العائلة المالكة، بعد غد الأربعاء.
وقال سيمون مورجان، ضابط حماية العائلة المالكة السابق في شرطة العاصمة، إن مقتل كيرك سيدفع المسؤولين الذين يخططون للعملية إلى مضاعفة جهودهم لضمان عدم ترك أي موقع يمكن إطلاق النار فيه مفتوحًا.
وأضاف مورجان، الذي كان ضابط أسلحة نارية في شرطة العاصمة لأكثر من عقد من الزمان وشارك في حماية العائلة المالكة من عام 2006 إلى 2013 ويدير شركة أمنية خاصة: "سيعيد المخططون تقييم جميع النقاط المهمة للتأكد من تغطيتها بالكامل والتأكد من عدم وجود أي ثغرات لا مبانٍ، لا أسطح، ولا مخارج طوارئ يمكن لأي شخص الحصول على خط رؤية".
ويتم إرسال شرطة مسلحة من جميع أنحاء إنجلترا وويلز، إذ يُسمح لـ4% فقط من الضباط بحمل الأسلحة النارية، إلى لندن ووندسور، لتعزيز صفوف القوات المحلية خلال الرحلة التي تستغرق ثلاثة أيام.
وأوضح مورجان أن قناصة الشرطة "سيتخذون المواقع المهمة"، ويستخدمون مواقعهم لمراقبة الرئيس والعائلة المالكة البريطانية والسياسيين وكبار الشخصيات المجتمعين.
ويلتقي ترامب بالأمير تشارلز والملكة كاميلا، إضافة إلى أمير وأميرة ويلز، قبل أن يركب عربة مكشوفة عبر مدينة وندسور ويحضر مأدبة رسمية، ومن المتوقع أن يلتقي ترامب، الخميس المقبل، رئيس الوزراء كير ستارمر في تشيكرز.
كما سيتم تقييد المجال الجوي فوق المدينة طوال مدة الزيارة، مع تطبيق أمر قانوني باستخدام طائرات الشرطة المسيّرة والمروحيات، وقال كبير المفتشين ماثيو ويلكنسون، الضابط المسؤول عن حماية المجال الجوي، في مقابلة: "لدينا عملية أمنية مكثفة، لكنها تتكون من طبقات أمنية متعددة ومختلفة، وسترون ضباطًا يرتدون الزي الرسمي على الأرض، سيكون لديكم ضباط استجابة مسلحون، وأفراد حماية المجال الجوي، ووحدات بحرية تغطي نهر التايمز".
تتمتع بريطانيا ببعض من أكثر قوانين الأسلحة صرامة بالعالم، إذ يجب على الراغبين في امتلاك أسلحة نارية لأسباب مشروعة، كالزراعة والرياضة، التقدم بطلب للحصول على ترخيص من الشرطة واجتياز سلسلة من عمليات التدقيق التي شُدّدت العام الجاري، ويحمل نحو 497 ألف شخص تراخيص أسلحة في إنجلترا وويلز، من أصل تعداد سكاني يبلغ نحو 60 مليون نسمة، وتم حظر امتلاك معظم المسدسات بعد حادث إطلاق نار في مدرسة عام 1996 باسكتلندا، ومعظمها قانوني.