الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الصين تحذر من المواجهة.. سفن حربية أمريكية وبريطانية في مضيق تايوان

  • مشاركة :
post-title
الفرقاطة البريطانية إتش إم إس ريتشموندز

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

مع تصاعد التوتر في مضيق تايوان، لا يكمن الخطر الأكبر في غزو صيني متعمد للجزيرة، بل في إمكانية اندلاع حرب عرضية نتيجة حادث بسيط أو سوء تقدير، قد يجر العالم كله إلى مواجهة لا يريدها أحد.

وأمس الأول الجمعة، حذَّرت الصين بريطانيا والولايات المتحدة من إرسال سفنهما الحربية عبر مضيق تايوان الحساس، وفق ما أوردته صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية.

أبحرت المدمرة الأمريكية "يو إس إس هيجينز" والفرقاطة "إتش إم إس ريتشموند" من طراز 23 التابعة للبحرية الملكية البريطانية، بين تايوان والبر الرئيسي الصيني، أمس الأول الجمعة.

وقال المتحدث باسم جيش التحرير الشعبي الصيني العقيد شي يي، إن السفن الحربية كانت "منخرطة في أعمال شغب واستفزاز" وكانت تتبعها القوات البحرية والجوية الصينية. وأضاف: "إن تصرفات الولايات المتحدة وبريطانيا ترسل إشارات خاطئة وتقوِّض السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان".

ووصفت وزارة الدفاع البريطانية، الإبحار بأنه روتيني، وقالت إن البحرية تتصرف "بما يتوافق تمامًا مع القانون الدولي والأعراف، وتمارس حقوق حرية الملاحة وفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار".

وقالت القيادة الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، إن هذه الخطوة كانت روتينية لأن المضيق كان "خارج المياه الإقليمية لأي دولة ساحلية".

وتعبر سفن تابعة للبحرية الأمريكية وأحيانًا سفن من دول حليفة مثل كندا وبريطانيا وفرنسا المضيق مرة في الشهر تقريبًا، إذ تعده ممرًا مائيًا دوليًا، كما تعتبره تايوان كذلك.

وقالت الصين التي تعتبر الجزيرة إقليمًا تابعًا لها، إن "الممر المائي الإستراتيجي جزء من مياهها الإقليمية"، فيما ترفض حكومة تايوان ما تقوله بكين.

وأثارت السفن الحربية الأسترالية والكندية انتقادات الأسبوع الماضي بعد إبحارها عبر الممر المائي، وكانت فرقاطة كندية HMCS Ville de Quebec ومدمرة صاروخية أسترالية HMAS Brisbane أبحرتا عبر المضيق الأسبوع الماضي، ما دفع بكين لإصدار تحذير مماثل.

في يونيو، أثارت سفينة الدورية البحرية "إتش إم إس سبي" غضب الصين بإبحارها عبر الممر المائي، إلا أن تايوان وصفت هذه الدورية، التي كانت الأولى لسفينة بحرية بريطانية منذ عام 2021، بأنها دفاع من المملكة المتحدة عن حرية الملاحة في المضيق.

وتؤكد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وتعتبر القناة التي يبلغ طولها 110 أميال خاضعة لولايتها القضائية. ودفع ذلك بكين إلى إجراء مناورات حربية في المنطقة، الأمر الذي أدى إلى تكثيف الضغوط على تايوان عسكريًا واقتصاديًا ودبلوماسيًا.

وأفاد الجيش التايواني بمشاهدات شبه يومية لسفن حربية صينية حول مياهه، فضلًا عن طلعات جوية لمُسيَّرات وطائرات مقاتلة حول الجزيرة.

قالت وزارة الدفاع التايوانية، أمس السبت، إنها رصدت 31 طائرة عسكرية صينية و13 سفينة بحرية حول الجزيرة منذ صباح الجمعة، وهو أعلى رقم في فترة 24 ساعة منذ مايو.

وكانت وزارة الدفاع التايوانية، أفادت في وقت سابق، بأن "الطائرات العسكرية الصينية تخترق منطقة تحديد الدفاع الجوي التابعة لتايوان أكثر من 245 مرة شهريًا، مقارنة بأقل من 10 مرات شهريًا قبل خمس سنوات، كما تعبر هذه الطائرات الخط الأوسط في مضيق تايوان نحو 120 مرة شهريًا، ما يعني محو ذلك الخط غير الرسمي فعليًا.

وبحسب مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، فإن القرب الجغرافي بين القوات الصينية والتايوانية يجعل أي تصادم محتملًا سريعًا ومفاجئًا، كما أن الطائرات والسفن الصينية تقترب أكثر فأكثر من جزيرة تايوان، وتختبر حدود الرد العسكري للجزيرة، لدرجة أنه في يناير وحده، عبرت الطائرات الصينية خط الوسط للمضيق 248 مرة، مقارنة بـ72 مرة في يناير 2024، وفي أبريل، اقتربت إحدى الطائرات الصينية لمسافة 5 دقائق فقط من وسط مدينة تايبيه، كما دخلت السفن الصينية منطقة بحرية متاخمة لتايوان لأول مرة خلال مناورات بحرية، في خطوة تزيد احتمال تصادم غير مقصود.

وذكر مسؤول عسكري تايواني رفيع، في مايو الماضي، أن "القوات الجوية ووحدات الصواريخ الصينية التي ستلعب دورًا محوريًا في أي غزو لتايوان، وصلت إلى مستوى من الجاهزية يمكنها من التحول من وضع السلم إلى العمليات الحربية في أي لحظة".

يتم استخدام مضيق تايوان لنقل تجارة الشحن التي تزيد قيمتها على 3 تريليون دولار سنويًا. 

وحذر تشيو تشوي تشنج، كبير صانعي السياسات في تايوان بشأن الصين، من أن سقوط تايوان سيؤدي إلى تأثير "الدومينو" الإقليمي، الذي من شأنه أن يهدد أمن الولايات المتحدة.