حذّرت السفارة الصينية في واشنطن، من أن التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وتايوان يزيد من خطر اندلاع صراع في مضيق تايوان، وفق ما نقلت مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وحسب المجلة، جاء التحذير ردًا على تقارير تفيد بأن مئات الجنود التايوانيين انضموا إلى مناورات سنوية للحرس الوطني انتهت السبت الماضي، كجزء من جهود تايبيه للاستعداد لغزو صيني محتمل.
وتعتبر الصين تايوان جزءًا من أراضيها، وتصاعدت التوترات بشكل حاد في السنوات الأخيرة مع قيام الصين بطلعات عسكرية شبه يومية عبر الخط الفاصل بين مضيق تايوان، وقيامها بتكثيف التدريبات العسكرية الكبرى لمعاقبة الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم في تايوان.
ومع أن الولايات المتحدة، شأنها شأن معظم الدول، لا تعترف رسميًا بتايوان، إلا أنها تحافظ على علاقات اقتصادية ودبلوماسية غير رسمية متينة مع الجزيرة، وتظل المورد الرئيسي للأسلحة لها. منذ أواخر العام الماضي، تسلمت تايوان دبابات أبرامز، وأنظمة صواريخ هيمارس، وأسلحة أمريكية أخرى لتعزيز دفاعاتها.
وأجريت مناورات "الضربة الشمالية" لهذا العام، التي استضافها خفر سواحل ميتشيجان، في أنحاء الولاية شبه الجزيرة على مدار أسبوعين، واستقطبت أكثر من 7500 مشارك من 35 ولاية وإقليمًا أمريكيًا و9 جيوش أجنبية، وفقًا لوزارة الشؤون العسكرية والمحاربين القدامى.
وكانت تايوان أحد الشركاء الدوليين، إذ أرسلت أكثر من 500 جندي، وفقًا لمسؤول كبير بالحرس الوطني تحدث في مؤتمر صحفي حضرته صحيفة "ستارز آند سترايبس".
ورغم أن هذه كانت المرة الأولى التي يتم فيها الكشف علنًا عن مشاركة تايوان، أشارت الصحيفة إلى أن الجزيرة أرسلت أفرادًا عسكريين منذ عام 2021 على الأقل.
وفي حديثه مع نيوزويك، أعرب المتحدث باسم السفارة الصينية، ليو بينجيو، عن "معارضته الشديدة" للعلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة وتايوان.
وأضاف: "إن تعميق هذه العلاقات لن يحقق الأمن لتايوان ولن ينقذ استقلال تايوان من فشله المحتوم. بل سيزيد من حدة التوترات عبر المضيق ويزيد من خطر المواجهة".
وقال المسؤول: "مهما كانت المناورات التي تشارك فيها سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي أو كمية الأسلحة التي تحصل عليها من الولايات المتحدة، فإن أيًا من هذا لن يزعزع التزامنا الراسخ بحل قضية تايوان وتحقيق إعادة التوحيد الوطني، ولن يعيق قدرتنا القوية على دحر انفصال تايوان وحماية وحدة أراضيها".
ومثلت مناورات "الضربة الشمالية"، لهذا العام نقلة نوعية عن الدورات السابقة، إذ نقلت التركيز من السيناريوهات الأوروبية إلى البؤر الساخنة المحتملة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وشملت التدريبات مهام بحرية مثل حماية الأصول عالية القيمة، ومهاجمة أهداف في البيئات الساحلية والمياه المفتوحة، وفقًا لبيان وزارة الشؤون العسكرية والمحاربين القدامى.
وحذّر كبار مسؤولي الدفاع والاستخبارات في واشنطن من أن الرئيس الصيني شي جين بينج قد يتخذ إجراءات ضد تايوان بحلول نهاية العقد. وفي ديسمبر، صرّح "شي" بأنه لا يمكن لأي قوة أن توقف "التوجه التاريخي" نحو الوحدة مع تايوان، واصفًا الجارتين بأنهما "عائلة واحدة".