الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بسبب جرينلاند.. الدنمارك تستبعد "باتريوت" وتستثمر في الدفاعات الأوروبية

  • مشاركة :
post-title
وزير الدفاع الدنماركي ترويلس لوند بولسن يعلن عن اقتناء بلاده لأنظمة دفاع جوي أوروبية

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

في ظل توتر العلاقات بين الدنمارك وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسبب أطماعه في جزيرة جرينلاند، وضعت الحكومة الدنماركية طلبًا قياسيًا لشراء أنظمة دفاع جوي أوروبية بدلًا من الأمريكية؛ كما نقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.

الخميس الماضي، اختارت الدولة الإسكندنافية نظام SAMP-T الفرنسي - الإيطالي للدفاع الجوي بعيد المدى على البديل الأمريكي Patriot، وقالت إنها ستختار خيارًا متوسط ​​المدى نرويجيًا أو ألمانيًا أو فرنسيًا مقابل ما مجموعه 58 مليار كرونة دنماركية (9.1 مليار دولار)، وهو أكبر استثمار لها في الدفاع.

وقالت وزارة الدفاع الدنماركية، إنها ستشتري واحدًا أو أكثر من بين ثلاثة أنظمة دفاع جوي أوروبية متوسطة المدى، نظام NASAMS النرويجي، ونظام IRIS-T الألماني، ونظام VL MICA الفرنسي.

ونقلت الصحيفة عن بير بوجولم أولسن، رئيس مكتب المشتريات بوزارة الدفاع الدنماركية: "هذا ليس رفضًا لصواريخ باتريوت، بل هو اختيارٌ للأفضل"، كما أشار إلى أن ارتفاع السعر وطول مدة التسليم كأسبابٍ لعدم اختيار الخيار الأمريكي.

وأصبحت الدفاعات الجوية الأوروبية موضع تركيز متجدد بعد اختراق ما يقدر بنحو 19 طائرة روسية بدون طيار إلى المجال الجوي البولندي الأربعاء الماضي، ما دفع حلف شمال الأطلسي إلى إرسال طائرات مقاتلة أسقطت بعض هذه المسيّرات؛ وهو أول تفاعل مباشر مع الأصول الروسية منذ بدء العملية العسكرية الخاصة لموسكو في أوكرانيا في عام 2022.

وشكك بعض الخبراء في جدوى استخدام الطائرات المكلفة وأنظمة الدفاع الجوي ضد الطائرات بدون طيار الرخيصة، وأوصوا بتطوير بدائل أرخص بسرعة.

نظام الدفاع الجوي الأمريكي باتريوت
علاقات مضطربة

تعرضت العلاقات الدنماركية الأمريكية لضغوط شديدة، منذ أن أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مرارًا وتكرارًا، أنه يريد السيطرة على جرينلاند، الجزيرة القطبية الشمالية الشاسعة التي تعد جزءًا من مملكة الدنمارك، ورفض استبعاد استخدام القوة.

بعدها، زار جرينلاند نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، وابن الرئيس دونالد ترامب جونيور، والمؤثر والناشط اليميني تشارلي كيرك الذي اغتيل قبل أيام، للتعبير عن الاهتمام الأمريكي وانتقاد إدارة كوبنهاجن للجزيرة ذات الأهمية الجيوسياسية البالغة 57 ألف نسمة فقط.

في المقابل، أكدت الحكومة الوسطية في الدنمارك، مرارًا وتكرارًا، أن جرينلاند ليست للبيع، لكنها قالت إنها تريد زيادة الروابط مع الولايات المتحدة بشأن أمن القطب الشمالي وغيره من الأمور.

لذلك، أكد وزير الدفاع الدنماركي، ترويلز لوند بولسن، أنه لا يخشى من أن يُسبب قرار الدفاعات الجوية مزيدًا من الخلاف مع واشنطن.

وقال بولسن لقناة TV2 التلفزيونية الدنماركية: "لقد أكدتُ مرارًا وتكرارًا رغبتنا في تقوية العلاقات مع الولايات المتحدة، لذا لا، لستُ كذلك"، مؤكدًا أن "انتظار باتريوت كان طويلًا جدًا".

نظام رادار Eurosam SAMP-T NG في معرض باريس الجوي
البديل الأوروبي

تلفت "فاينانشال تايمز" إلى أن رئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن حثّت الجيش على "الإنفاق، الإنفاق، الإنفاق" في الوقت الذي تتطلع فيه البلاد إلى زيادة إنفاقها العسكري بشكل كبير نتيجة للحرب الروسية في أوكرانيا.

وطلبت الدنمارك 27 طائرة مقاتلة من طراز F-35 من الولايات المتحدة، واستلمت 17 منها بالفعل، ومن المقرر تسليم الباقي في السنوات المقبلة، وفقًا لوزارة الدفاع.

ويُعد قرار الدنمارك بشراء أربعة أنظمة SAMP-T NG خبرًا سارًا لفرنسا وإيطاليا، إذ يُمثل أول عملية بيع لهذه الأسلحة لجيش خارج جيشيهما.

وقد فشلت النسخة السابقة من نظام SAMP-T في العديد من عمليات تقديم العطاءات خلال العقد الماضي، حيث اختارت دول مثل سويسرا والسويد صواريخ Patriot الأمريكية.

هذه المرة، دأبت باريس وروما على تسويق نظام SAMP-T NG الجديد لدى جيرانهما الأوروبيين، معتبرتين أن شراء الأنظمة الأوروبية أمرٌ بالغ الأهمية لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة. كما عرضتاه على بلجيكا، لكن الأخيرة قالت إنها ستشتري الصواريخ الأمريكية على الأرجح بدلاً منه.

ويتم تصنيع نظام SAMP-T NG من قبل شركة MBDA، وهي شركة الصواريخ الأوروبية المملوكة بشكل مشترك لفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا، كما تصنّع شركة Thales الفرنسية أنظمة الرادار.

وقالت مصادر في الصناعة إن دولًا أخرى، مثل اليونان والمملكة العربية السعودية والبرازيل، قد تنظر أيضًا إلى النموذج الفرنسي الإيطالي عندما تتطلب أنظمة Patriot الحالية لديها ترقية، على الرغم من أن ذلك قد يستغرق سنوات.