الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سباق إنتاجي لمواجهة الطلب.. منظومات الدفاع الجوي "سلعة رائجة" بين الجيوش

  • مشاركة :
post-title
صواريخ "باتريوت" الأمريكية - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

أدت الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط إلى تقليص إمدادات الدفاعات الجوية حول العالم، ما أثار المخاوف في أروقة وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، والعديد من جيوش العالم، بشأن عدم كفاية المخزون.

ومع استهلاك الجيوش كميات هائلة من الصواريخ الاعتراضية، والجميع يريد المزيد منها، بات الطلب يفوق الإنتاج؛ حسب تقرير لموقع "أكسيوس". 

وفي الوقت نفسه، كانت المخاوف بشأن مخزونات الأسلحة داخل الولايات المتحدة شديدة، إلى حد أنها استدعت مراجعة عمليات تسليم الأسلحة في جميع أنحاء العالم.

ورغم أن الجيش الأمريكي زاد في مخطط ميزانيته للعام المالي 2026، هدفه في اقتناء أحدث نسخة من صواريخ "باتريوت" الاعتراضية إلى ما يقرب من 14 ألف صاروخ، ما يمثل أربعة أضعاف المستوى السابق لتلك الصواريخ الاعتراضية، وهي صاروخ PAC-3 المعزز من صنع شركة لوكهيد مارتن؛ إلا أن البنتاجون جمّد مؤخرًا شحنات "باتريوت" إلى أوكرانيا، ما يمثل إشارة إلى مخاوف بشأن المخزون.

وحسب الجنرال المتقاعد دانيال كاربلر، فإن "القيادات القتالية تصطف خارج أبواب المصنع أثناء إنتاج منظومة PAC-3 MSE".

وأضاف في فعالية نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، الثلاثاء: "إنهم يسرقونها ويستولون عليها لنقلها إلى مناطقهم الخاصة، لن يكون لديك ما يكفي من PAC-3 أبدًا".

نقص المخزون

ينقل "أكسيوس" عن توم كاراكو، الخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، تعليقه على المخاوف الأمريكية حول نقص مخزون الدفاعات الجوية قائلًا: "كانت إدارة بايدن تقوم بالكثير من 'اللعب' مع الحوثيين، والآن تفعل إدارة ترامب الشيء نفسه".

وأضاف: "إن اعتبار أنظمة دفاعنا الصاروخي الاعتراضية أصولًا قابلة للاستهلاك والاستنزاف يُعدّ خطيئةً مشتركةً بين الحزبين، فهذه موارد وطنية نادرة، وعلينا أن نتعامل معها على هذا الأساس".

ولأن الواقع يؤكد أن الصناعات الدفاعية الأمريكية لا تستطيع إنتاج سوى عدد محدد من الصواريخ الاعتراضية سنويًا، أشار كاراكو إلى أن "جزءًا من الأخبار السيئة هو أننا لن نكون قادرين على الضغط على مفتاح والحصول على كل هذا بين عشية وضحاها".

وتكلف الذخائر المتخصصة، مثل PAC-3 MSE، وArrow 3، وRTX's Standard Missiles التي أثبتت شعبيتها للغرب في معارك البحر الأحمر وخليج عدن، ملايين الدولارات.

وأفادت التقارير أن الولايات المتحدة استخدمت 30 صاروخًا اعتراضيًا في ليلة واحدة لحماية قاعدة "العديد" الجوية في قطر من الهجوم الإيراني، كما أن أوكرانيا عادةً ما تستخدم تدابير مضادة متعددة لكل صاروخ باليستي روسي قادم.

زيادة الإنتاج

يلفت التقرير إلى أن شركة لوكهيد مارتن في طريقها لإنتاج أكثر من 600 نظام صاروخي من طراز PAC-3 MSE هذا العام، وهي المرة الأولى التي تنتج فيها أكبر شركة مقاولات دفاعية في العالم هذا الكم، مشيرًا إلى أنها تتطلع إلى إنتاج 650 منظومة سنويًا بحلول عام 2027.

وقال متحدث باسم الشركة لـ "أكسيوس"، إن الطلب على PAC-3 MSE شهد ارتفاعًا كبيرًا بعد أدائه المثبت في العمليات الواقعية.

وأضاف: "تتمتع منشأتنا الجديدة في كامدن، التي تم بناؤها في عام 2022، بالقدرة على زيادة معدلات الإنتاج .وتمكين البرنامج من مواصلة زيادة إنتاجه بشكل حاسم".

ووقّعت شركة لوكهيد مارتن العام الماضي عقدًا بقيمة 4.5 مليار دولار مع الجيش الأمريكي؛ لتزويده بصواريخ اعتراضية ومعدات مرتبطة بها، ووصف دوج بوش، رئيس قسم المشتريات في الجيش آنذاك، الصفقة بأنها "حيوية" لتجهيز الجيش "إلى جانب أوكرانيا وحلفاء آخرين حول العالم".