أعلنت نقابة الفنانين العراقيين رحيل الفنان والمخرج عباس الحربي في أستراليا، من دون الكشف عن تفاصيل موعد أو مكان تشييعه.
وجاء في بيان النقابة، عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك": "ببالغ الحزن والأسى، تنعى نقابة الفنانين العراقيين رحيل الفنان عباس الحربي، الذي وافته المنية اليوم في مغتربه بأستراليا. إنا لله وإنا إليه راجعون".
مسيرة غنية
بدأ الراحل مشواره الفني ممثلًا، حيث ظهر في عدد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية، قبل أن يتجه إلى الإخراج المسرحي الذي وجد فيه مساحته الأوسع للإبداع، ليقدم من خلاله عشرات العروض التي لاقت صدى جماهيريًا ونقديًا.
وعُرف الحربي بشغفه المتواصل بالفن، وبقربه من وطنه رغم اغترابه، إذ حرص على أن تظل أعماله وكتاباته مرآة للهوية العراقية وذاكرة لمجتمعها.
بصمة لا تُنسى
يُعَدّ عباس الحربي واحدًا من الأسماء التي أسهمت في إثراء المشهد الفني العراقي، حيث ترك إرثًا متنوعًا بين المسرح والدراما والسينما.
من أبرز أعماله التلفزيونية: "خيوط من الماضي"، "أشهى الموائد في مدينة القواعد"، "قناديل الفجر"، "آخر الملوك"، "قميص من حلك الذيب"، و"ذئاب الليل".
أما على صعيد السينما، فقد قدّم أعمالًا لافتة، بينها فيلم "القفاز الأبيض" و"قطار 2001"، كما كتب نصوصًا درامية، من بينها مسلسل "الحواسم" و"متى ننام".
الدراما التاريخية
لم يقتصر عطاؤه على الأعمال المحلية، بل شارك عام 2017 في المسلسل التاريخي "السلطان والشاه"، الذي تناول الصراع بين السلطان العثماني سليم الأول والشاه إسماعيل الصفوي، كاشفًا انعكاس هذه الحقبة على التاريخ العربي وما تركته من أثر يمتد حتى الحاضر.
رحيل عباس الحربي يُمثل خسارة كبيرة للفن العراقي والعربي؛ فهو من الأسماء التي نسجت خيوطًا مضيئة في ذاكرة المشاهد، وظل صوته حاضرًا عبر ما تركه من أعمال شكّلت جسرًا بين الأجيال، ليبقى إرثه شاهدًا على موهبة آمنت بقيمة الفن وقدرته على البقاء رغم الغياب.