الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

نقيب الفنانين العراقيين: جمهورنا متعطش للفن.. ومبادرة الحسن بن الهيثم تحفظ تراثنا

  • مشاركة :
post-title
نقيب الفنانين العراقيين جبار جودي

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

ــ الإدارة عبء كبير لكنني اخترت تحمّل المسؤولية
ــ تواجدي في لجنة تحكيم المسرح التجريبي أتاح لي ما أفتقده من متابعة العروض
ــ تكريم إقبال نعيم كان مقررًا قبل رحيلها لكن القدر لم يُسعفنا

يبرز اسم الفنان جبار جودي، نقيب الفنانين العراقيين، كأحد الأصوات الفاعلة التي حملت على عاتقها هموم الوسط الفني العراقي، وجعلت من العمل النقابي رسالة لا تقل نُبلًا عن رسالة الفن نفسه، أربعة عقود قضاها في ميادين المسرح والسينما، ليجمع بين الموهبة الإبداعية والقيادة النقابية، وليقود النقابة بثلاث دورات متتالية، آخرها بالتزكية، اعترافًا بمسيرته وما قدمه من عطاء.

في حواره مع موقع "القاهرة الإخبارية"، فتح جودي قلبه متحدثًا عن الصعوبات والإنجازات، وطموحات النقابة ومهرجانات بغداد، وعن التحديات التي تواجه الفنان العراقي في زمن التحولات العاصفة.

بداية.. كيف تنظر إلى تواجدك في لجنة تحكيم الدورة 32 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، وما الذي يميز هذه المشاركة؟

بداية يسعدني أن أكون ضمن لجنة تحكيم متنوعة في هذه الدورة، فالمشاركة تتيح لي متابعة العروض المسرحية بدقة واستمرارية، وهو أمر نفتقده أحيانًا بسبب مشاغلنا النقابية والإدارية، والعراق له تواجد دائم في المهرجانات سواء عبر العروض أو المؤتمرات الفكرية أو لجان التحكيم.

كيف تلقيت تكريم اسم الراحلة الدكتورة إقبال نعيم بالمهرجان؟

لا شك أن تكريمها لفتة بالغة الإنسانية، إذ كان مقررًا أن يحتفي بها في حياتها، لكن رحيلها المفاجئ لم يمنع إدارة المهرجان من الوفاء بوعدها، تسلمت شقيقتها الدكتورة عواطف نعيم التكريم، وكان مشهدًا مؤثرًا يعكس الوفاء لتاريخها.

تكريم اسم الراحلة الدكتورة إقبال نعيم وشقيقتها تتسلم التكريم بمهرجان المسرح التجريبي
العمل النقابي مهمة شاقة.. ما الذي يدفعك للاستمرار فيه؟

العمل النقابي مرهق بلا شك، لكنه يمنح لذة خاصة حين نلمس أثره في خدمة زملائنا، ومنذ 40 عامًا وأنا في الوسط الفني، وجئت إلى موقع النقيب عبر انتخابات شفافة، وأحرص على دعم الوفود العراقية في القاهرة وخارجها، وأن يحصلوا على أفضل رعاية في أي مكان يتواجدون فيه، لأن النقابة تمثل سندهم الحقيقي.

وخلال قيادتي للنقابة أصبح لدينا نشاطات متعددة، من بينها تقديم المعونات الصحية للفنانين غير القادرين، ودعم الفرق الفنية للمشاركة الدولية، إلى جانب مهرجانات محلية بارزة مثل مهرجان بغداد السينمائي ومهرجان بغداد للمسرح، فضلًا عن مهرجان الفنانين العراقيين المغتربين المزمع عقده، فبراير المقبل، كذلك شرعنا في ترميم مقر النقابة ليكون بيتًا يليق بالفنان العراقي.

ما أبرز الصعوبات التي تواجهكم كنقيب؟

القيادة تقتضي الحكمة والقدرة على الموازنة بين مختلف الأمور، والعبء يتضاعف بصفتي مديرًا لدائرة السينما والمسرح أيضًا، وأنا متاح من العاشرة صباحًا حتى العاشرة مساءً، لكي أُلبي كل طلبات الفنانين وزملائي وحل أي مشكلة تطرأ، والتحدي الأكبر يبقى في التمويل، لكننا نتجاوزه بإصرار.

الملف الصحي للفنانين على أولوية النقابات.. كيف تنجزه.

أطلقت منذ استلامي النقابة مبادرة صندوق تكافل الفنانين، ودعمته الحكومة العراقية مؤخرًا بمبلغ جيد، وقدمنا عبره أكثر من مليون ونصف مليون دولار مساعدة للفنانين في علاجهم، ولدينا لجنة مختصة تتابع هذه القضايا بدقة.

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق مهرجان بغداد السينمائي.. ماذا عن ملامح الدورة الجديدة؟

المهرجان تأسس العام الماضي بدعم حكومي، وهذه الدورة الثانية ستنطلق بعد أيام قليلة، وضيف الشرف سيكون تونس، ولدينا 5 أفلام روائية عراقية طويلة، وورش مميزة، ونستعد لإعلان تكريم 11 فنانة من رائدات السينما العراقية، ونخطط أن تكون الدورة المقبلة دولية بالكامل.

وماذا عن مهرجان بغداد الدولي للمسرح الذي ينطلق أكتوبر المقبل؟

ما يميز هذا المهرجان استقباله لعروض غير مألوفة، إذ استضفنا مشاركات من 7 دول أجنبية و5 دول عربية، ونحن نحرص على جودة العروض حتى لو تطلب الأمر تكاليف إضافية، فهدفنا التميز.

كيف أثرت الأوضاع الإقليمية المضطربة على الحركة الفنية العراقية؟

بلا شك تؤثر الحروب والتوترات في المنطقة على حركة العروض والتنقلات، والعام الماضي، تأجل مهرجان بغداد لشهر كامل، ما أدى إلى انسحاب أغلب العروض الأجنبية، ومع ذلك نحاول التأقلم ومواصلة العمل.

كيف يتم دعم الأفلام المستقلة العراقية لتمثل البلد في المحافل الدولية؟

هناك مبادرة من رئيس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني لدعم السينما، واستقطبنا أكثر من 52 مشروعًا في مختلف المراحل (تطوير، إنتاج، ما بعد الإنتاج)، هذه المشروعات ستكون انطلاقة حقيقية مع نهاية العام.

ماذا عن دور العرض وجاهزيتها، وهل هناك اتجاه لزيادة تواجدها؟

العراق يتميز بدور العرض، واليوم لدينا 12 دار عرض جديدة بأحدث التقنيات، وسنفتتح 14 دارًا إضافية بنهاية العام، فالجمهور العراقي متعطش للفن ويستقبل الأفلام والمسرحيات والدراما التلفزيونية بحفاوة، وهذا يبعث فينا الأمل.

كيف يتم حفظ الأرشيف السينمائي العراقي؟

لدينا مبادرة "الحسن بن الهيثم للذاكرة العراقية"، متخصصة في أرشفة كل ما هو مرئي ومسموع للحفاظ على تاريخنا الفني.

وماذا عن دعم الشباب وحماية حقوق الفنانين من القرصنة؟

النقابة تدعم الشباب في المسرح والسينما والفن التشكيلي وكل المجالات، وتتيح لهم التواجد في المحافل الدولية، أما بشأن القرصنة، فلدينا قسم قانوني يتعامل مع الشكاوى ونتدخل لحماية حقوق الفنانين.

أخيرًا.. ألا يسرق العمل النقابي الفنان من إبداعه الشخصي؟

الإدارة عبء كبير على الفنان، فهي تسرقه من الفن، فأنا حين ابتعدت عن النقابة قدمت مسرحيتين من أفضل ما يكون، أما اليوم فالوقت لا يسمح كثيرًا، لكنني أؤمن بأن هناك من يجب أن يتحمل هذه المسؤولية، واخترت أن أكون في موقعها.