في إطار قياس المشاعر العامة بشأن استيلاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على العاصمة واشنطن، قام الحرس الوطني (ARNG) بتقييم مهمته على أنها "استغلال للخوف"، و"إثارة الخلاف بين المواطنين والجيش"، وتعزيز شعور "العار" بين بعض القوات والمحاربين القدامى، وفقًا لوثائق داخلية.
وحسب ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، تُبرز هذه التقييمات أن "التعبئة المحلية المتجذرة سياسيًا تُهدد بزعزعة ثقة الأمريكيين بالرجال والنساء الذين يخدمون مجتمعاتهم في أوقات الأزمات".
أيضًا تكشف الوثائق، بصراحة نادرة في بعض الحالات، أن المسؤولين العسكريين أوضحوا أن شريحة من المجتمع تنظر إلى مهمتهم بشكل عكسي، وتُشكل تهديدًا لسابقة راسخة تنص على إبعاد الجنود الأمريكيين -مع استثناءات نادرة- عن عمليات إنفاذ القانون المحلي.
كان ترامب قال إن تفعيل أكثر من 2300 جندي من الحرس الوطني "كان ضروريًا للحد من الجريمة في العاصمة"، على الرغم من أن البيانات التي تحتفظ بها شرطة العاصمة تشير إلى انخفاض ملحوظ كان جاريًا قبل وقت طويل من إعلانه في أغسطس الماضي عن "حالة الطوارئ".
تقييم سلبي
خلال الأسابيع التي تلت قرار ترامب، سلّط الحرس الوطني الضوء على عمل القوات في مساعدة الشرطة و"تجميل" المدينة، كجزء من البيان اليومي لوسائل الإعلام الذي تنتجه فرقة العمل المشتركة في العاصمة، وهي القيادة العسكرية المشرفة على النشر.
مع ذلك، لا يُتاح للجمهور "ملخص إعلامي" داخلي يُحلل نبرة الأخبار ومنشورات مواقع التواصل الاجتماعي حول وجود الحرس الوطني وأنشطته في واشنطن. بل يُجري موظفو العلاقات الإعلامية الحكومية بانتظام تقييمات مماثلة، ويُقدمون ملخصات لكبار القادة. لكنهم يمتنعون عن استخلاص استنتاجات حول المشاعر المُثارة.
وفقًا لملخص نُشر يوم الجمعة الماضي، أظهرت مقاطع فيديو ردود فعل السكان بقلق وسخط. وفي أحد المقاطع، وصف أحد السكان المحليين وجود الحرس الوطني بأنه "يُستغل للخوف لا للأمن"، ما يُبرز استياءً واسع النطاق ويعتبره الكثيرون استعراضًا للقوة.
وتشير الوثائق، التي حصلت عليها الصحيفة بالخطأ عبر البريد الإلكتروني، إلى أن المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي حول المهمة العسكرية في واشنطن تم تقييمها بنسبة 53% سلبية و45% محايدة و2% إيجابية.
الرد السريع
بينما أصرّ المسؤولون على أن الحرس الوطني لا يمارس مهام الشرطة، إلا أن أفعاله أحيانًا ما طمسَت الحدود الفاصلة بين العمل العسكري وإنفاذ القانون، بما في ذلك احتجاز المشتبه بهم جنائيًا حتى وصول الشرطة.
لكن بالنسبة لمعظم سكان واشنطن والسياح "فإن القوات غالبا ما تكون أكثر وضوحًا في محطات المترو والمعالم الفيدرالية، حيث تبدو وكأنها تشعر بالملل وتتلقى الثناء والإهانات من المارة"، وفق الصحيفة.
أيضًا، في مجموعة منفصلة من الوثائق الداخلية التي حددت مبادرة أخرى لإدارة ترامب، وهي إنشاء " قوة رد فعل سريع " من قوات الحرس الوطني للاستجابة للاضطرابات المدنية في أي مكان في الولايات المتحدة، برزت مخاوف أخرى.
مع بدء انتشار ترامب في واشنطن العاصمة في منتصف أغسطس، أعرب مسؤولون عسكريون عن قلقهم بشأن "الحساسيات السياسية المحتملة" و"الاعتبارات القانونية المتعلقة بدورهم كقوة غير حزبية". لذلك، منذ ذلك الحين، وقع ترامب على أمر تنفيذي يقضي بتشكيل قوة الرد السريع.
وفي دراسةٍ للآراء العامة عبر الإنترنت، سلّط مسؤولو الحرس الوطني الأسبوع الماضي الضوء على مشاعر مَن عرّفوا أنفسهم بأنهم من المحاربين القدامى والجنود في الخدمة الفعلية، والذين، وفقًا للوثائق، قالوا إنهم نظروا إلى عملية النشر "بخجلٍ وقلق".
كما ركّز التقييم على ردود فعل الناس تجاه قضايا قضائية مُختلفة تُطعن في عمليات النشر العسكرية المحلية التي يُجريها ترامب.