الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لماذا استهدف الاحتلال سيادة قطر؟.. رسائل إسرائيل الخفية في هجوم الدوحة

  • مشاركة :
post-title
نتنياهو داخل غرفة مجلس الحرب

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

يبدو أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو، لم تكن تريد قتل قادة حركة حماس فقط في الهجوم الذي استهدف اجتماعهم في الدوحة، أكثر من أنها تريد تمرير عدة رسائل خفية من ذلك الهجوم، الذي أدانه العالم واعتبره انتهاكًا صارخًا لسيادة الدول والقانون الدولي.

ورأى رئيس الوزراء الإسرائيلي تلك الضربة بأنها جاءت ضمن فرصة عملياتية لن تكرر تم القيام بها بالتشاور مع جميع رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بما فيهم الشاباك، وهو هجوم وصفوه بالمبرر ردًا على تحمل الحركة مسؤولية الهجوم الذي وقع في القدس وأسفر عن مقتل 6 إسرائيليين.

العاصمة المتشابكة

وبحسب تحليل نشرته صحيفة جيروزاليم بوست، لا تعتبر قطر مجرد وسيط في محاولات وقف إطلاق النار في قطاع غزة فحسب، بل أكبر مركز جوي أمريكي في الشرق الأوسط، ومركز العمليات الجوية المشتركة للقيادة المركزية الأمريكية داخل قاعدة العديد الجوية.

ولذلك، يعد ضرب قيادة حماس في العاصمة المتشابكة بشكل وثيق مع العمليات الأمريكية، رسالة إلى جهات متعددة في آن واحد أولها حركة حماس، إذ أرادت تل أبيب أن تؤكد لحماس أن القواعد الخلفية الآمنة لهم أصبحت الآن أهدافًا مشروعة أيًا كان المكان الذي سيتواجدون فيه.

الصفقة الشاملة

كما أرادت إسرائيل، بحسب التحليل، أن توجه رسالة لقطر بأن إيواء صناع القرار من حركة حماس له تكاليفه، ورسالة أخرى إلى الوسطاء بأن نافذة التدرج في الصفقات أغلقت، لكن في الوقت ذاته، أثارت تلك الضربة تساؤلات حول "هل من شأنها أن تكون سببًا في تقريب الصفقة الشاملة أم يبعدها كثيرًا؟".

قادة حماس

وترى الصحيفة أن هناك ديناميكيتين متعاكستين للأمر، الأولى تتعلق بديناميكية التسريع عبر الصدمة، وإذا كانت إسرائيل تعتبر الكوادر التابعة لحماس في الدوحة نقطة اختناق وحجرة عثرة أمام الصفقة الشاملة المحتملة، فإن إزاحتهم قد تجبر أي قيادة مستقبلية في الخارج على اتخاذ قرارات أسرع وأكثر.

ديناميكيات مختلفة

أما الديناميكية الثانية، فتتعلق بما أطلقوا عليه التجميد بقطع الرؤوس، على أساس أن قتل المفاوضين يُنهي المفاوضات تمامًا، وتشدد حماس مطالبها بناءً على ذلك أو تتوقف تمامًا عن التفاوض ريثما تعيد بناء نفسها، وهو ما يجعل قطر تقلص دورها في المفاوضات، وترك مصر وحدها لوضع إطار عمل شامل للحرب، ما يجعل تجميد المفاوضات أمرًا مفروغًا منه.

وبالنسبة لهم، فإن تل أبيب تراهن على التأثير الأول المتعلق بالتسريع عبر الصدمة، لكن الخطر يكمن في إمكانية فرض الديناميكية الثانية لنفسها على الوضع، وهو بالنسبة لحماس انتصار، كون كل يوم يمر تمتلك أمامه ورقة مساومة، وكل تأخير بالنسبة لها بمثابة وسيلة لزيادة الضغط الخارجي على دولة الاحتلال.

تفاصيل الهجوم

وجاء الهجوم الإسرائيلي في الوقت الذي كانت حماس تدرس فيه مقترحًا جديدًا أعدته الولايات المتحدة لإنهاء الصراع أحادي الجانب بغزة، وفي الوقت الذي أمرت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلية بالتهجير القسري لجميع سكان مدينة غزة، وسط حملة سريعة التوسع تهدف إلى احتلال المدينة.

وأظهرت لقطات فيديو من الدوحة، تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات التلفزيون المحلية، ما بدا أنه انفجار ضخم تركز في حي كتارا بالدوحة، وهو منطقة سياحية شهيرة، مع تصاعد الدخان فوق المدينة، وكان من أبرز الأسماء المستهدفة خليل الحية مسؤول المفاوضات في الحركة.