تقدمت حركة "فرنسا الأبية" اليسارية، اليوم الثلاثاء، بمقترح لعزل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من منصبه، بدعم من 86 نائبًا يضمون أعضاء من الحركة ونواب من الأحزاب الخضر والشيوعية، وذلك في أعقاب إسقاط البرلمان الفرنسي لحكومة رئيس الوزراء فرانسوا بايرو أمس.
أعلنت ماتيلد بانو، زعيمة نواب حركة "فرنسا الأبية"، أن المقترح سيُقدم بعد ظهر اليوم، مؤكدة أملها في انضمام المزيد من النواب لدعم هذه الخطوة الاستثنائية التي تستهدف الرئيس الفرنسي مباشرة، وفقًا لما ذكرته صحيفة "لوموند" الفرنسية.
وأشارت "لوموند" إلى أن "بانو" دعت النواب الآخرين للانضمام لهذا المقترح الذي يأتي في إطار تصعيد الضغط السياسي على ماكرون.
صحيفة "لوموند" نوّهت إلى أن مقترح العزل، وفقًا للمادة 68 من الدستور الفرنسي، لا يملك فرصًا حقيقية للنجاح، نظرًا للشروط الصعبة المطلوبة للموافقة على مثل هذا الإجراء الاستثنائي.
وذكرت الصحيفة أن "فرنسا الأبية" سبق أن قدمت مقترحًا مماثلًا في بداية العام البرلماني 2024، لكن مؤتمر رؤساء الجمعية الوطنية رفض الاقتراح آنذاك.
وأكدت "بانو"، حسبما نقلت "لوموند"، أن حركتها ستحضر اجتماع المجموعات اليسارية المقرر عقده في الساعة 3:30 بعد الظهر، بينما أعلن أوليفيه فور، زعيم الحزب الاشتراكي، عدم علمه بعقد هذا الاجتماع، ما يعكس حالة التنسيق المتوترة بين فصائل اليسار الفرنسي في مواجهة الأزمة السياسية الراهنة.
يأتي هذا التحرك في أعقاب التصويت الذي شهدته الجمعية الوطنية الفرنسية أمس الاثنين، إذ صوّت 364 نائبًا لصالح حجب الثقة عن حكومة فرانسوا بايرو، بينما أيد الحكومة 194 نائبًا فقط.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر حكومي قوله إن رئيس الوزراء بايرو سيقدم استقالته إلى الرئيس ماكرون اليوم، في خطوة تعكس حالة عدم الاستقرار السياسي التي تشهدها فرنسا.
وأصدر قصر الإليزيه بيانًا مقتضبًا عقب تصويت الثقة أمس، أكد فيه أن الرئيس ماكرون سيعيّن رئيس وزراء جديد للحكومة خلال الأيام المقبلة، دون تحديد توقيت دقيق أو الإشارة إلى مرشحين محتملين لخلافة بايرو.