الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اللقاحات تشعل الخلاف.. جمهوريون يضعون كينيدي في مواجهة ترامب

  • مشاركة :
post-title
وزير الصحة روبرت كينيدي الابن ودونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تواجه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أزمة داخلية متصاعدة بعد أن وضع أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون وزير الصحة روبرت كينيدي الابن في موقف حرج أمام الرئيس، مطالبين بتراجعه عن سياساته الجدلية حول اللقاحات التي أثارت فوضى في الوكالات الصحية وتسببت في تراجع ثقة الجمهور.

رسائل تحذيرية جمهورية

أرسل كبار المشرعين الجمهوريين في مجلس الشيوخ إشارات واضحة لترامب بضرورة كبح جماح كينيدي، دون المطالبة صراحة باستقالته أو التراجع عن تصويتهم لصالح تعيينه في فبراير الماضي.

وحسب صحيفة "ذا هيل"، يريد هؤلاء النواب من كينيدي التوقف عن تغيير توصيات سياسة اللقاحات دون دعم علمي سليم، وسط تنامي الانتقادات الشعبية للإدارة.

وجَّه السيناتور جون باراسو، نائب زعيم الأغلبية الجمهورية والجراح المتخصص في العظام، انتقادات غير مسبوقة لكينيدي خلال جلسة استماع في لجنة المالية أمس الخميس، قائلاً بحزم: "أدعم اللقاحات.. أنا طبيب.. اللقاحات تعمل".

وأضاف باراسو موبخًا: "السيد كينيدي، في جلسات التأكيد، وعدت بالحفاظ على أعلى المعايير للقاحات، ومنذ ذلك الحين تزايد قلقي بشدة".

قرارات مثيرة للجدل تؤجج الأزمة

أشار باراسو إلى سلسلة من القرارات المثيرة للجدل التي اتخذها كينيدي منذ توليه المنصب، بما في ذلك تفشي الحصبة على المستوى الوطني، والإقالة المفاجئة لمديرة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها سوزان موناريز، والتساؤلات التي أثارتها قيادة المعاهد الوطنية للصحة حول لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال.

وقال باراسو: "الأمريكيون لا يعرفون على من يعتمدون.. إذا كنا سنجعل أمريكا صحية مرة أخرى، فلا يمكننا السماح بتقويض الصحة العامة".

كما اتهم السيناتور بيل كاسيدي، رئيس لجنة الصحة والتعليم والعمل، كينيدي بجعل الحصول على اللقاحات أكثر صعوبة، إذ قرأ منشورًا على وسائل التواصل الاجتماعي للمعلق المحافظ إريك إريكسون، الذي قال إن زوجته المصابة بالسرطان لم تتمكن من الحصول على لقاح في صيدلية "سي في إس" التي تعد واحدة من أكبر سلاسل الصيدليات في الولايات المتحدة.

وواجه كاسيدي كينيدي بقوله: "أقول بفعالية، نحن نحرم الناس من اللقاحات".

تناقضات وازدواجية معايير

كشف كاسيدي عن تناقض صارخ في مواقف كينيدي عندما سأله عما إذا كان يوافق على أن ترامب يستحق جائزة نوبل لمبادرة "عملية السرعة الفائقة" التي طوَّرت لقاح كوفيد-19 خلال فترته الرئاسية الأولى.

وعندما أجاب كينيدي بـ"بالتأكيد"، انقض عليه كاسيدي قائلًا: "لكنك للتو أخبرت السيناتور مايكل بينيت أن لقاح كوفيد قتل أشخاصًا أكثر من كوفيد نفسه".

وأضاف كاسيدي: "كمحامٍ رئيسي لمنظمة دفاع صحة الأطفال، شاركت في دعاوى قضائية متعددة محاولًا تقييد الوصول إلى لقاح كوفيد-19.. مرة أخرى، يفاجئني أنك تفكر بهذا الإيجابية في عملية السرعة الفائقة عندما كنت -كمحامٍ- تحاول تقييد الوصول إليها".

إقالات جماعية

انتقد السيناتور توم تيليس من نورث كارولاينا كينيدي لعدم التزامه بوعوده السابقة للسنياتورات بتمكين العلماء في المعاهد الوطنية للصحة ومراكز السيطرة على الأمراض من أداء وظائفهم دون تدخل سياسي.

وقال تيليس: "أريد أيضًا أن أرى دليلًا على أنك فعلت ذلك"، مضيفًا أن بعض تصريحات كينيدي "تبدو متناقضة" مع ما قاله في الجلسة السابقة.

وأشار تيليس إلى أن قرار كينيدي بإقالة موناريز، وإلغاء عقود أبحاث الحمض النووي الريبوزي المرسال، وإقالة جميع أعضاء اللجنة الاستشارية للممارسات التحصينية -البالغ عددهم 17 عضوًا- كان "متناقضًا" مع تعهده للسيناتورات في وقت سابق من هذا العام بعدم "فرض" معتقداته حول اللقاحات على الوكالات الصحية الوطنية.

تراجع شعبي

تُظهر استطلاعات الرأي أن إدارة كينيدي للوكالات الصحية الوطنية أصبحت مشكلة سياسية أكبر للجمهوريين، إذ وجد استطلاع لصحيفة "ذي إيكونوميست" ومعهد "يوجوف" شمل 1691 بالغًا على مستوى البلاد أن 26% فقط من المشاركين قالوا إنهم يثقون "إلى حد ما" بالنصائح الطبية لكينيدي، بينما قال 48% إنهم لا يثقون به.

كما وجد استطلاع شبكة "سي بي إس" ومعهد "يوجوف" أن 74% من البالغين الأمريكيين يقولون إن الوكالات الصحية الحكومية يجب أن تجعل اللقاحات أكثر توفرًا، بينما يقول 39% من المشاركين إن سياسات كينيدي تجعل اللقاحات أقل توفرًا. كما أظهر الاستطلاع الذي شمل 2344 بالغًا أن كينيدي لديه معدل موافقة وظيفية بنسبة 45% ومعدل عدم موافقة بنسبة 55%.