الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الطوق المحكم.. ترامب يحيط كينيدي بـ"حراس مخلصين" في وزارة الصحة

  • مشاركة :
post-title
روبرت كينيدي جونيور وزير الصحة المرشح في إدارة دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية عن إجراءات غير مسبوقة يتخذها فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب للسيطرة على مفاصل وزارة الصحة الأمريكية، من خلال تعيين شخصيات محافظة في مناصب رئيسية حول وزير الصحة المرشح روبرت كينيدي جونيور، في خطوة تعكس توجسًا من توجهات الأخير المثيرة للجدل وخلفيته السياسية المختلفة.

استراتيجية الطوق المحكم

في تحول عن وعوده السابقة، يتجه فريق ترامب نحو تقييد صلاحيات "كينيدي"، الذي وعده الرئيس المنتخب قبل أشهر قليلة بمنحه حرية التصرف في مجال الرعاية الصحية.

وأوضحت مصادر جمهورية مطلعة لصحيفة بوليتيكو أن فريق المرحلة الانتقالية لترامب يعمل بهدوء على تشكيل فريق قيادي من المحافظين المخضرمين حول كينيدي.

ويأتي هذا التحرك في إطار خطة ذات شقين، أولهما تعويض افتقار كينيدي للخبرة في العمل الحكومي، والثاني ضمان إبقائه تحت المراقبة الدقيقة للبيت الأبيض، خاصة أن العديد من مستشاري ترامب لا يثقون به بشكل كامل.

شبكة تعيينات معقدة

ورسمت "بوليتيكو" صورة تفصيلية لشبكة التعيينات المعقدة التي يجري نسجها حول كينيدي، إذ تم اختيار هيذر فليك، المحامية الجمهورية المخضرمة، لمنصب رئيس موظفي كينيدي، وهو منصب يمنحها سلطة واسعة في تشكيل الأولويات اليومية للوزارة.

وتعدُّ فليك، التي شغلت منصبًا رفيعًا في وزارة الصحة خلال الولاية الأولى لترامب، شخصية محافظة ملتزمة يمكنها ضمان تنفيذ أجندة البيت الأبيض.

كما يتوقع انضمام هانا أندرسون، الخبيرة الصحية في معهد سياسة "أمريكا أولاً" المؤيد لترامب، إلى الفريق القيادي لكينيدي، ما يعزز الحضور المحافظ في الإدارة العليا للوزارة.

توازنات دقيقة

وفي تفاصيل تكشف عنها بوليتيكو للمرة الأولى، يدور صراع خفي حول السيطرة على مراكز الرعاية الطبية والخدمات الطبية، التي تمثل 22% من الإنفاق الفيدرالي، إذ تم تعيين جون بروكس، المسؤول السابق في ولاية ترامب الأولى، رئيسًا تنفيذي للعمليات، بينما يتجه آبي ساتون، وهو من قدامى الإدارة الأولى أيضًا، لإدارة مركز الابتكار المسؤول عن تحسين رعاية المرضى.

كما تم اختيار كريس كلومب، رجل الأعمال الذي ساعد في جهود الاستجابة المبكرة لكوفيد-19 في البيت الأبيض عام 2020، لقيادة برنامج الرعاية الطبية، مع توقع تعيين أليك أراماندا، الذي خدم في وزارة الصحة خلال إدارة ترامب الأولى، نائبًا له.

ورغم هذه القيود المفروضة، يبدو أن كينيدي لا يزال يحتفظ ببعض النفوذ في تشكيل فريقه، إذ تم اختيار ستيفاني سبير، التي عملت سكرتيرة صحفية في حملته الرئاسية لعام 2024، لمنصب نائب رئيس موظفي وزارة الصحة.

ومع ذلك، أشارت بوليتيكو إلى أن ثلاثة من أقرب مستشاري كينيدي، وهم رواد الأعمال في مجال الصحة كالي وكايسي مينز، والمحامي المختص في قضايا إصابات اللقاحات أرون سيري، من غير المرجح أن ينضموا إلى الوزارة، رغم أنهم سيحتفظون بنفوذ واسع من خارجها.

تثير هذه التطورات تساؤلات جوهرية حول مستقبل السياسة الصحية الأمريكية، فبحسب بوليتيكو، قد تبدو الوزارة أكثر تقليدية مما كان متوقعًا عندما اختار ترامب كينيدي لقيادتها، خاصة مع وضع ناشط بارز معارض للقاحات في رأس المؤسسة المسؤولة عن صحة الأمريكيين.

كما تثار تساؤلات حول مدى الحرية التي سيمنحها البيت الأبيض لكينيدي في متابعة أجندته الخاصة، بما في ذلك تدقيق أكبر في اللقاحات وجهود إعادة تشكيل سياسات الصحة المزمنة والغذاء، خاصة إذا تعارضت مع خطط الإدارة الأوسع لمتابعة أولويات محافظة أكثر تقليدية.