الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

منافس داعم.. روبرت كينيدي من الاستقلال إلى معسكر ترامب

  • مشاركة :
post-title
روبرت كينيدي جونيور ودونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

أعلن روبرت كينيدي جونيور تعليق حملته للانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ترشح لها مستقلًا وتأييده الرئيس السابق دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري، ما قد يعيد تشكيل خريطة الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة ويثير تساؤلات حول تأثيره في نتائج السباق الانتخابي.

تفاصيل إعلان كينيدي

وفقًا لصحيفة "ذا جارديان"، أدلى روبرت كينيدي جونيور ببيان مطول ومتشعب أعلن فيه تعليق حملته الرئاسية المستقلة، موضحًا أنه سيسحب اسمه من بطاقات الاقتراع في الولايات المتأرجحة الحاسمة، مع الإبقاء على وجوده في بطاقات الاقتراع في ولايات أخرى.

وكشف أن قراره جاء بعد سلسلة من المحادثات المكثفة مع الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي بدأت بعد أيام قليلة من محاولة اغتيال الأخير في 13 يوليو.

وأشار كينيدي إلى مفاجأته باكتشاف توافقه مع ترامب في العديد من القضايا الرئيسية، وقال: "في تلك الاجتماعات، اقترح ترامب أن نوحد قوانا كحزب موحد، تحدثنا عن فريق المنافسين الذي شكله أبراهام لينكولن -في إشارة للحزب الديموقراطي- هذا الترتيب سيسمح لنا بالاختلاف علنًا وخاصة، وبجدية إذا لزم الأمر، حول القضايا التي نختلف فيها مع العمل معًا على القضايا الوجودية التي نتفق عليها".

قضايا مشتركة

حدد "كينيدي" ثلاث "قضايا كبرى" دفعته لدخول السباق الرئاسي وفي النهاية لتقديم دعمه لترامب، أولها الحرب في أوكرانيا، إذ أشاد كينيدي بدعوة ترامب لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي ألقى باللوم فيها على الولايات المتحدة وحلف الناتو، مؤكدًا أن موقف ترامب من هذه القضية يتوافق مع رؤيته للسياسة الخارجية الأمريكية.

وثانيًا، اعتبر كينيدي أن حرية التعبير قضية محورية تجمعه مع ترامب، مشيرًا إلى أهمية الدفاع عن الحق في التعبير الحر في مواجهة ما وصفه بـ "محاولات التضييق على حرية الرأي".

أما القضية الثالثة فهي ما أسماه "الحرب على أطفالنا"، وهو مصطلح يشمل معارضته المعروفة للقاحات، والتي روج بشأنها لنظريات المؤامرة.

وأكد كينيدي أن ترامب وعده بتشكيل لجنة من الخبراء للتحقيق في قضايا صحة الأطفال، وهو ما اعتبره خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح.

روبرت كينيدي جونيور ودونالد ترامب
خيانة للقيم

نقلت "ذا جارديان" ردود فعل متباينة على قرار كينيدي، تعكس حالة الانقسام السياسي في الولايات المتحدة، إذ أصدر خمسة من أشقائه، وهم: كاثلين كينيدي تاونسند، وكورتني كينيدي، وكيري كينيدي، وكريس كينيدي، وروري كينيدي، بيانًا مشتركًا نددوا فيه بشدة بتأييده ترامب.

وصفوا قراره بأنه "خيانة للقيم التي يعتز بها والدنا وعائلتنا"، مؤكدين دعمهم للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس ونائبها تيم والز، معتبرين أن قرار شقيقهم يمثل "نهاية حزينة لقصة حزينة".

في المقابل، رحبت حملة ترامب بقرار كينيدي، واصفة إياه بـ "الأخبار الجيدة"، وفي حدث في نيفادا، شكر ترامب كينيدي على قراره تأييده، ما يشير إلى أن الحملة ترى في هذا التحول فرصة لتعزيز موقفها في السباق الانتخابي.

أما حملة المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس فقد ردت بشكل غير مباشر، موجهة رسالة لمؤيدي كينيدي مفادها أن حملتهم مفتوحة "لأي أمريكي متعب من دونالد ترامب ويبحث عن طريق جديد للمضي قدمًا"، ويعكس هذا الرد محاولة الحملة الديمقراطية لاستقطاب مؤيدي كينيدي الذين لا يرغبون في دعم ترامب.

تأثير محتمل

يرى محللون سياسيون أن قرار كينيدي قد يكون له تأثير عميق على مجريات السباق الانتخابي الرئاسي، إذ كانت حملة كينيدي تشكل تهديدًا لكل من الديمقراطيين والجمهوريين، نظرًا لمزيجه الفريد من المواقف السياسية.

فمن جهة، كان تشكيكه في اللقاحات وسياساته المتشددة على الحدود تجذب بعض الناخبين المحافظين، ومن جهة أخرى، كان ارتباطه بأشهر عائلة ديمقراطية في السياسة الأمريكية يمنحه جاذبية لدى بعض الناخبين الليبراليين.

وفي حين كان يُنظر إلى كينيدي في بداية حملته على أنه تهديد أكبر للديمقراطيين، إلا أن الأشهر الأخيرة شهدت تحولًا في نمط دعمه، إذ أشارت نائبة كينيدي في الحملة، نيكول شاناهان، إلى أن استمرارهم في السباق كان سيؤدي إلى سحب أصوات من ترامب، مما قد يؤدي إلى فوز كامالا هاريس.

ويُتوقع أن يكون لانسحاب كينيدي وتأييده لترامب تأثير كبير في نتائج الانتخابات في الولايات المتأرجحة الحاسمة، فعلى الرغم من أن كينيدي أعلن سحب اسمه من بطاقات الاقتراع في هذه الولايات، إلا أن تأييده لترامب قد يدفع بعض مؤيديه للتصويت للمرشح الجمهوري.

جدل وتحديات

لم تخلُ حملة كينيدي من الجدل والتحديات الكبيرة، والتي ربما ساهمت في قراره النهائي، إذ أثار الجدل بسلسلة من التصريحات المثيرة للاستغراب، كما واجهت حملته صعوبات كبيرة في جمع التبرعات. فوفقًا لتقارير صحفية، كان لدى الحملة 3.9 مليون دولار فقط في نهاية يوليو، مع ديون بلغت 3.5 مليون دولار، كما شهدت شعبيته انخفاضًا حادًا في استطلاعات الرأي، وتراجعت من نحو 10% في بداية حملته إلى النصف تقريبًا في أغسطس.