الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

والدة الطفلة هند رجب: كوثر بن هنية نقلت وجعي للعالم.. والفيلم صار عزائي

  • مشاركة :
post-title
صورة الطفلة الشهيدة هند رجب

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

لم أستطع مشاهدة "صوت هند رجب" ولا أقوى على تكرار الوجع
 شعرتُ بعد دعم "براد بيت" أن صوت ابنتي وصل إلى العالم

في لحظةٍ صمتَ فيها الكثيرون أمام شاشة العرض في مهرجان فينيسيا السينمائي، بعد أن شاهدوا فيلمًا أشبه باستغاثة تخرج من تحت ركام أنقاض البيوت في غزة، بصوت طفلة اسمها هند رجب، هزَّ ضميرَ كل من استمع إليه.

فيلم "صوت هند رجب"، الذي يحظى باهتمام إعلامي ونقدي كبير في فينيسيا، لم يُنتَج ليبهر الجمهور، بل ليوقظ إنسانيته، وليحفظ ذكرى طفلة لم تتجاوز السادسة من عمرها، تحوّلت كلماتها الأخيرة إلى شهادة على زمن يقتل البراءة علنًا.

لكن خلف هذا الصوت، هناك قلبُ أمٍّ لا يزال يسمعه كل يوم.. لم يخمده الحداد، وفي حوار خاص لموقع "القاهرة الإخبارية"، نقترب من الأم الفلسطينية الصامدة، والدة هند رجب، لنتحدث معها، لا فقط عن الألم، بل عن كيف رأت قصة ابنتها تُجسَّد على الشاشة، وكيف أعادت الكاميرا الحياة لصوت فشل القصفُ في إسكاته.

صناع فيلم "صوت هند رجب"

عزاء رمزي

تؤكد وسام حمادة، والدة الطفلة الفلسطينية الشهيدة هند رجب، في حوارها لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن شعورًا مزدوجًا، مزج بين الألم والمواساة، قد انتابها فور إبلاغها بخبر نية تحويل قصة ابنتها هند إلى فيلم سينمائي، إذ قالت: كانت تلك الخطوة بمثابة عزاء رمزي لي، وشعرت أن صوت هند – رغم صمته الأبدي – سيظل حاضرًا، سيخترق حدود الزمان والمكان، ويصل إلى العالم كله، سيكون الفيلم ذكرى خالدة لطفلتي، يحفر اسمها في ذاكرة الإنسانية.

وتضيف: على مدار أشهر كنتُ على تواصل مستمر مع المخرجة التونسية كوثر بن هنية، لمستُ فيها رقيها، لم تكتفِ قط بجمع تفاصيل القصة، بل كانت تسأل عني باستمرار، وتطلعني أولًا بأول على كل جديد يخص الفيلم، وشعرتُ أنها لا تصنع فيلمًا فقط، بل تحتضن الوجع وتحمله معي.

وتابعت الأم المكلومة: رغم أهمية الفيلم، لم أستطع حضور عرضه، لم أتحمل سماع صوت ابنتي مرة أخرى وهي تستغيث وتطلب النجدة، لقد مزقني ذلك الصوت حين سمعته أول مرة، ولا أقوى على تكرار الوجع.

تشير أم هند إلى أن عائلتها حضرت الفيلم وتأثرت بشدة، بل ازداد ألمهم النفسي لأن الجراح التي بالكاد بدأت تلتئم، انفتحت من جديد.

وتضيف: كل لحظة، وكل كلمة نطقتها هند، لا تفارق ذاكرتي. تخيَّل أن تسمع ابنتك تستنجد ولا تستطيع فعل شيء.. هذا أمر يفوق طاقة أي قلب.

لقطة من فيلم "صوت هند رجب"

رسالة مؤثرة


تُعَبِّر والدة الطفلة الشهيدة عن امتنانها لما حققه الفيلم من صدى عالمي، حيث تقول: رأيتُ تفاعلَ الجمهور الكبير مع الفيلم في مهرجان فينيسيا، وكيف استُقبل العمل بحرارة، وتفاعل معه نجوم كبار مثل براد بيت وغيرهم، وكم سعدتُ أنَّ هذا التفاعل قد يُسهم في إيصال صوت ابنتي إلى العالم.

بعثت والدة هند برسالة مؤثرة قالت فيها: أشعر بأنَّ الفيلم ربما يُسهم في تحريك الضمير العالمي.. نحن لا نطلب الكثير، فقط ندافع عن حقوق طفل يعيش، يتعلم، ويحيا بكرامة وسلام.. هند حُرمت من أبسط حقوقها، من حقها في الطفولة، من ضحكتها، من مستقبلها. أتمنى أن تتوقف هذه الحرب، وأن يعيش أطفال فلسطين في سلام طال انتظاره.

وتضيف: أحب أن أقول شيئًا عنها، هند، حبيبتي، كنتِ كل شيء في حياتي. كنتِ روح البيت وضياءه، كنتِ مصدر السعادة والضحكة. بفقدانكِ فقدنا الحياة نفسها.

الطفلة الفلسطينية الشهيدة هند رجب

وتختتم حديثها بكلمات تفيض حنينًا ووجعًا: رسالتي للعالم من خلال قصة هند: لا أتمنى أن تتكرر هذه القصة. هند لم تكن القصة الوحيدة، بل هي واحدة من 17 ألف قصة شهيد في قطاع غزة. قصص كثيرة لم تصل أصوات أصحابها للعالم، لكن هند استشهدت على مرأى ومسمع من الجميع، ولذلك وصلت حكايتها.