الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

كفى قتلا وتجويعا.. "صوت هند رجب" يُسكت الحضور في فينسيا السينمائي

  • مشاركة :
post-title
فريق فيلم "صوت هند رجب"

القاهرة الإخبارية - إنجي سمير

تحول المؤتمر الصحفي لفيلم "صوت هند رجب" المعروض ضمن فعاليات النسخة 82 لمهرجان فينسيا السينمائي الدولي إلى حدث كئيب، فبمجرد دخول مخرجة الفيلم كوثر بن هنية، قاعة المؤتمر رفقة فريق العمل استقبلهم الحضور بحفاوة كبيرة قبل أن تلقي المممثلة سجى كيلاني كلمة مؤثرة نيابة عن فريق الفيلم، قائلة: "كفى قتلًا جماعيًا، وتجويعًا، وإهانة للإنسانية، ودمارًا، واحتلالًا مستمرًا".

وأضافت خلال المؤتمر الصحفي: "هذا الفيلم ليس رأيًا أو خيالًا، بل واقع قائم على الحقيقة، قصة هند تحمل ثقل شعبٍ بأكمله، صوتها صوت من بين عشرات الآلاف من الأطفال الذين استشهدوا في غزة، خلال العامين الماضيين، إنه صوت كل ابنةٍ وابنٍ له الحق في العيش، والحلم، والوجود بكرامة، ومع ذلك، سُلب كل ذلك أمام أعيننا التي لا ترف".

وتابعت "كيلاني" وسط صمت الحضور في القاعة: "قصة هند تدور حول طفلة تبكي، والسؤال الحقيقي كيف تركنا طفلة تتوسل من أجل البقاء؟ لا أحد يستطيع العيش بسلام بينما يُجبر طفل واحد على التوسل من أجل البقاء، فليُسمع صوت هند رجب في جميع أنحاء العالم ليُذكركم بالصمت المُطبق على غزة".

ويروي فيلم "صوت هند رجب"، الذي يُعرض مساء اليوم في البندقية، قصة فتاة فلسطينية صغيرة، "هند رجب" استشهدت على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة، العام الماضي، مع ستة من أفراد عائلتها، كانت هند وعائلتها يفرون من مدينة غزة عندما قُصفت سيارتهم، ما أسفر عن استشهاد عمها وعمتها وثلاثة من أبناء عمومتها.. نجت هند وابنة عم أخرى في البداية وهاتفا جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني طلبًا للمساعدة قبل أن تُستشهد، وعُثر لاحقًا على السيارة مع رجب والمسعفين الذين جاؤوا للمساعدة، وأثار الحادث احتجاجات عالمية، بما في ذلك جامعة كولومبيا، إذ أعاد الطلاب تسمية قاعة هاميلتون إلى قاعة هند.

وفي معرض حديثها عن سبب اختيارها لهذا العمل، قالت مخرجة الفيلم كوثر بن هنية: "بالنسبة لي، كانت رغبة قوية وشعور بالغضب والعجز هي ما أثمر عنها الفيلم، لكنني في الوقت نفسه كنت محاطة بأشخاص رائعين، بدعم كامل من والدة هند وعائلتها وجميع العاملين في الصليب الأحمر، الذين هم الأبطال الحقيقيون لهذه القصة".

الفيلم الذي اختير لتمثيل تونس في فئة أفضل فيلم روائي طويل دولي بحفل توزيع جوائز الأوسكار الـ98، إنتاج بن هنية، نديم شيخ روحة، ويشارك في الإنتاج أيضًا أوديسا راي من استوديوهات "راي فيلم" في نيويورك، وجيمس ويلسون من شركة "جي دبليو فيلمز برودكشن" في لندن، والأسبوع الماضي، انضم إلى المشروع كمنتجين تنفيذيين نجوم هوليوود مثل براد بيت، وروني مارا، وألفونسو كوارون، وجوناثان جليزر، وخواكين فينيكس الذي كان حاضرًا في المؤتمر الصحفي إلى جانب روني مارا.

وعند سؤالها عن داعميها في هوليوود، قالت "بن هنية" إنها ومنتجيها عرضوا الفيلم على عدة أشخاص بعد الانتهاء من مونتاجه، ومشاهدته، بدأ العديد من الشخصيات البارزة في صناعة السينما بتقديم دعمهم، مؤكدة أن انضمام كل هذه الأسماء إلى الفيلم له دلالة كبيرة.

كما أوضحت: "رأينا أن الرواية اللاإنسانية التي تُصوّر استشهاد الفلسطينيين كضحايا جانبيين بدأت تتغير في جميع أنحاء العالم، ولهذا السبب، تُعد السينما والفن وجميع أشكال التعبير مهمة للغاية لمنح الناس صوتًا ووجهًا".