الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

السعودية خيرية نظمي: اختيار "هجرة" في "مهرجان فينسيا" صدمة ممزوجة بالسعادة

  • مشاركة :
post-title
الفنانة السعودية خيرية نظمي بشخصية "ستي "

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

استحضرت شخصية جدتي لأداء دوري.. والبيئة القاسية أكبر تحدٍ في العمل

في لحظة تعد محطة مفصلية في مسيرتها الفنية، تخطو الفنانة السعودية خيرية نظمي بثقة نحو العالمية، من خلال مشاركتها المتميزة في فيلم "هجرة"، الذي تم اختياره للعرض ضمن الدورة الـ82 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، إذ لم تكن هذه التجربة مجرد دور على الشاشة، بل كانت رحلة إنسانية وفنية عميقة، استحضرت خلالها "خيرية" ملامح من واقعها وذاكرتها، لتجسد شخصية "ستي"، تلك المرأة الصارمة والمكسورة في آنٍ واحد، بصدق لامس القلوب.

وفي حوار خاص لموقع "القاهرة الإخبارية" تكشف خيرية نظمي كواليس الفيلم، والتحديات التي واجهتها، وكيف أسهم هذا الدور في صقل أدواتها التمثيلية، كما تتحدث عن مشاعرها لحظة إعلان مشاركة الفيلم في فينيسيا، ورؤيتها للصراع بين الأجيال، إضافةً إلى طموحاتها المستمرة.

شخصية "ستى"

ترى "خيرية" أن شخصية "ستي" التي جسّدتها في الفيلم واحدة من أكثر الأدوار تعقيدًا في حياتها الفنية، نظرًا لما تحمله من عمق وتفاصيل دقيقة. 

الشخصية، التي تعكس صورة الجدة القوية والصارمة في آن واحد، تطلبت استعدادًا خاصًا وتدريبًا مكثفًا، وفي هذا السياق، قالت: "الشخصية لم تكن سهلة أبدًا، كانت مليئة بالتفاصيل الدقيقة، ما بين الحركات والسكون، وطريقة الكلام ونبرة الصوت، وكل هذه الأبعاد تطلبت استعدادًا خاصًا".

وقدمت "خيرية" الشكر للمخرجة شهد أمين، الكاتبة والمخرجة التي كانت لها بصمة واضحة في رسم تفاصيل شخصية "ستي"، مضيفة: "الفضل الأول في تشكيل شخصية "ستي" يعود لشهد أمين، لأنها كانت تملك تصورًا دقيقًا وواضحًا عن الشخصية، وبذلنا جهدًا كبيرًا في التدريبات على كل تفصيلة".

لقطة من فيلم "هجرة"
مهرجان فينيسيا

تصف خيرية نظمي مشاعرها لحظة إعلان خبر اختيار "هجرة" للمشاركة في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي بأنها كانت "صدمة سعيدة"، قائلة: "عندما أخبرني المنتج محمد الدراجي والمخرجة شهد أمين بالخبر، كنت في حالة ذهول.. صدمة ممزوجة بسعادة غامرة. لم أستوعب ما إذا كنت أعيش لحظة حقيقية أم حلمًا. كانت لحظة رهيبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى".

ورأت "خيرية" أن سبب تميز الفيلم واختياره للمشاركة في فينيسيا يعود إلى صدقه، إذ أكدت أن "الفيلم يتناول قضايا إنسانية تمسّنا جميعًا، مثل الفقد، والصراع بين الأجيال. وهذا ما جعله صادقًا وقويًا".

بداية مشوار العالمية

تعرب خيرية عن فخرها بمشاركة "هجرة" في مهرجان فينيسيا، معتبرةً أن هذا الإنجاز ليس نهاية المطاف، بل بداية لمشوار طويل نحو العالمية.

وفي هذا الصدد، قالت: "مشاركة فيلمنا في مهرجان فينيسيا هي فخر لنا جميعًا، وهي ليست نهاية بل بداية لطريق طويل نحو العالمية. والحمد لله، تعبنا لم يذهب هباءً، بل تُوِّج بهذا الإنجاز الكبير".

لقطة من فيلم "هجرة"
استحضار جدتها

علاقة خيرية بشخصية "ستي" ليست مجرد أداء تمثيلي، بل هي تجربة إنسانية عميقة، استحضرت فيها ملامح من واقعها الخاص، إذ تقول إن ما جذبها للشخصية هو أنها تمثل الواقع الحقيقي، مضيفة: "أردت أن يرى العالم كيف كانت حياة أمهاتنا وجداتنا".

ولفتت إلى أن شخصية "ستي" تشبه جدتها إلى حد كبير، وهو ما دفعها للاستعانة بملامحها وصفاتها أثناء التحضير للدور، من الصرامة والحدة، وحتى القسوة أحيانًا.

وفي أحد المشاهد الأكثر تأثيرًا، توقفت خيرية عند لحظة الفقد في الفيلم، عندما رأت "ستي" المركب يغادر باتجاه مصر، ما جعلها تشعر باليأس العميق. 

وعن هذه اللحظة تقول: "كانت لحظة صعبة جدًا، شعرت فيها بعمق الألم واليأس الذي تعيشه الشخصية".

تحديات التصوير

واجهت "خيرية" العديد من التحديات خلال تصوير الفيلم، سواء من ناحية البيئة القاسية التي صور فيها العمل، أو من خلال التغيرات النفسية التي مرت بها شخصية "ستي". 

وتحدثت خيرية نظمي عن هذه الظروف قائلة: "واجهنا بيئات متنوعة وقاسية، من جبال إلى رمال إلى ثلوج.. أماكن صعبة، ومشاهد تطلبت منا مجهودًا جسديًا كبيرًا".

وتابعت: "التحدي الأكبر كان في أبعاد الشخصية، فقد كانت "ستي" تمر بتحولات عاطفية ونفسية عميقة. هي تبدأ بشخصية صارمة ثم تنكسر وتضعف تدريجيًا، ولكنها لا تريد أن تظهر هذا الضعف. هذا الصراع الداخلي كان من أصعب ما واجهته".

رسالة الفيلم

يتناول فيلم "هجرة" علاقة الأجيال المختلفة وكيف يمكن أن يؤثر الصراع بينها على الروابط الأسرية. في هذا السياق، قالت خيرية: "الفيلم يسلّط الضوء على العلاقة بين الأجداد والأحفاد، وكيف يمكن أن يؤدي الصراع بين الأجيال إلى فجوة تهدد استمرارية الروابط الأسرية. صحيح أن الأجيال تتغير، لكن لا بد من وجود التفاهم والتقبل المتبادل".

وأضافت: "لو أصرت الجدة، كما في الفيلم، على أسلوبها الصارم في التعامل، قد تخسر أحفادها بالكامل. لذلك يجب أن يكون هناك وعي بضرورة تذويب هذه الفجوة بين الأجيال".