عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اجتماعًا افتراضيًا، اليوم الخميس، مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومجموعة من الزعماء الأوروبيين، لمناقشة الجهود الدبلوماسية المتوقفة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
ووفق "أكسيوس"، جاءت المكالمة وسط إحباط ترامب المتزايد، بسبب عدم قدرته على عقد اجتماع بين زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو تحقيق أي اختراقات مهمة.
وقال ترامب لشبكة CBS News، أمس الأربعاء: "كنت أتابع الأمر (جهود السلام)، ورأيته، وتحدثت عنه مع الرئيسين بوتين وزيلينسكي، لكنهما غير مستعدين بعد".
وفيما أكد زيلينسكي، أنه مستعد للقاء بوتين، قال الجانب الروسي إنه يجب التفاوض على شروط وأهداف الاجتماع مسبقًا، وأعرب بوتين، أمس الأربعاء، عن استعداده للقاء زيلينسكي في موسكو. لكن، يقول المسؤولون الأوكرانيون إنهم سيخشون على حياة زيلينسكي إذا سافر إلى هناك.
تحالف الراغبين
جاءت المكالمة الهاتفية بين ترامب وزيلينسكي والزعماء الأوروبيين بعد اجتماع في باريس بين الرئيس الأوكراني وزعماء أوروبيين من "تحالف الراغبين"، وهي مجموعة الدول الغربية التي تعمل على تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا. بينما سافر مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، إلى باريس وشارك في الاجتماع، كما التقى زيلينسكي.
ونقل "أكسيوس" عن مسؤولين أوكرانيين إن زيلينسكي ناقش مع الزعماء الأوروبيين مجموعة من الخيارات للضمانات الأمنية، وكانت المبادئ الرئيسية هي جيش أوكراني قوي، ووجود عسكري أوروبي على الأراضي الأوكرانية، و"شبكة أمان" أمريكية.
وعندما يتعلق الأمر بالمشاركة الأوروبية والأمريكية، اقترحت أوكرانيا مبدأ "القوات على الأرض والأعلام على الأرض"، كما يقول المسؤولون الأوكرانيون.
ويعني هذا أن البلدان التي لا تستطيع أو لا ترغب في إرسال قوات عسكرية كبيرة إلى أوكرانيا في سياق اتفاق السلام يمكن أن تسهم من خلال إرسال طائرات مقاتلة، أو المساعدة بطريقة أخرى في الدعم الجوي، أو توفير المعلومات الاستخباراتية، أو نشر السفن في البحر الأسود، أو إرسال وحدات عسكرية رمزية صغيرة أو مجرد توفير التمويل.
وقال زيلينسكي عقب الاجتماع: "ناقشنا بالتفصيل استعداد كل دولة للمساهمة في ضمان الأمن برًا وبحرًا وجوًا وفي الفضاء الإلكتروني. نسقنا المواقف واستعرضنا عناصر الضمانات الأمنية".
دعم أوروبي
نقلت "رويترز" عن متحدث باسم الحكومة الألمانية، اليوم الخميس، إن برلين مستعدة لزيادة التمويل والتدريب للقوات الأوكرانية "لكنها لن تقرر المزيد من الالتزامات العسكرية إلا بعد أن تتضح الظروف العامة".
ولفت إلى أن ألمانيا مستعدة لتوسيع دعمها لأوكرانيا، وستلعب دورها في ضمانات الأمن إذا تم التوصل إلى حل تفاوضي للحرب.
وقال في بيان عقب محادثات الحلفاء: "ألمانيا ستتخذ قرارًا بشأن المشاركة العسكرية في الوقت المناسب عندما يكون الإطار واضحًا"، مشيرًا إلى "نوع ومدى المشاركة الأمريكية فضلًا عن نتيجة عملية التفاوض، من بين عوامل أخرى".
وأضاف: "الأوروبيون مستعدون للمساهمة بشكل حاسم في توفير ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا بعد التوصل إلى حل تفاوضي. وستقوم ألمانيا بدورها".
وأشار المتحدث الألماني إلى أن "التركيز يجب أن ينصب على تمويل وتسليح وتدريب القوات المسلحة الأوكرانية".
وبينما أشارت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إلى أن حرب روسيا وأوكرانيا "لها تداعيات على الأمن العالمي وتقوض الاستقرار الاقتصادي"، و"تُشكل خطرًا على العالم أجمع"، أكد كير ستارمر، رئيس وزراء بريطانيا، أنه يجب الضغط على الرئيس الروسي بوتين لضمان وقف الأعمال القتالية.
ولفت رئيس وزراء بريطانيا إلى أن "تحالف الراغبين لديه التزام ثابت تجاه أوكرانيا بدعم من ترامب"، بينما "لا يمكن الوثوق في بوتين مع استمراره في تأخير محادثات السلام وشن هجمات على أوكرانيا"، معربًا عن ترحيبه بإعلان أعضاء في تحالف الراغبين بتزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى.