يعتقد كبار مسؤولي البيت الأبيض أن بعض القادة الأوروبيين يدعمون علنًا جهود الرئيس ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، بينما يحاولون سرًا التراجع عن التقدم المحرز خلف الكواليس منذ قمة ألاسكا، بحسب موقع "أكسيوس".
بعد أسبوعين من قمة ألاسكا بين الرئيس ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لم يُحرز تقدم يُذكر نحو إنهاء الحرب، ويؤكد مساعدو ترامب أن اللوم يجب أن يقع على عاتق الحلفاء الأوروبيين، وليس على ترامب أو حتى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ووفق "أكسيوس"، بدأ مسؤولو البيت الأبيض يفقدون صبرهم تجاه القادة الأوروبيين، الذين يزعمون أنهم يضغطون على أوكرانيا للتمسك بتنازلات إقليمية غير واقعية من روسيا.
وعلم الموقع أن العقوبات التي تحث الولايات المتحدة أوروبا على تبنيها ضد روسيا تشمل الوقف الكامل لجميع مشتريات النفط والغاز، بالإضافة إلى تعريفات جمركية ثانوية من الاتحاد الأوروبي على الهند والصين، مماثلة لتلك التي فرضتها الولايات المتحدة بالفعل على الهند.
أوروبا تتطلع إلى صفقة أفضل
صرح مسؤول كبير في البيت الأبيض لأكسيوس: "لا يحق للأوروبيين إطالة أمد هذه الحرب والتطلع إلى توقعات غير منطقية، بينما يتوقعون من أمريكا أن تتحمل التكلفة، وإذا أرادت أوروبا تصعيد هذه الحرب، فسيكون ذلك من مسؤوليتها".
يضغط قادة الأوروبيين على زيلينسكي للتمسك بـ"صفقة أفضل"، وهو نهج متطرف أدى إلى تفاقم الحرب، كما تجادل الدائرة المقربة من ترامب.
يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن المسؤولين البريطانيين والفرنسيين أكثر إيجابية، لكنهم يشتكون من أن دولًا أوروبية كبرى أخرى تريد من الولايات المتحدة أن تتحمل التكلفة الكاملة للحرب، دون أن تُخاطر هي بنفسها.
وقال المسؤول الكبير: "إن التوصل إلى اتفاق هو فنّ الممكن، لكن بعض الأوروبيين ما زالوا يتصرفون كما لو كانوا في عالمٍ خيالي يتجاهلون حقيقة أن رقصة التانغو تتطلب شخصين".
كرر ترامب مرارًا عقب قمته مع بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن الخطوة التالية يجب أن تكون قمة بين بوتين وزيلينسكي.
استمرار المعارك العنيفة
ورفض الأوكرانيون أي نقاش حول تنازلات إقليمية محتملة ما لم يجلس الروس إلى طاولة المفاوضات، ما جعل ترامب يبدو محبطًا بشكل واضح من الوصول إلى السلام.
وتشير الغارات الجوية الروسية المكثفة على كييف، بالإضافة إلى الهجمات الأوكرانية على مصافي النفط الروسية، إلى أن السلام لا يقترب، ما دفع ترامب إلى أن يفكر جديًا في التراجع عن الجهود الدبلوماسية حتى يبدأ أحد الطرفين أو كليهما في إظهار المزيد من المرونة، بحسب مسؤول كبير لموقع "أكسيوس".
بدأ بعض المسؤولين الأمريكيين ينظرون إلى القادة الأوروبيين كعقبة رئيسية، على الرغم من أن ترامب عقد اجتماعًا وديًا معهم ومع زيلينسكي قبل أقل من أسبوعين.
والتقى مبعوث ترامب ستيف ويتكوف، الأسبوع الماضي، مع رئيس موظفي زيلينسكي، أندريه يرماك، في نيويورك، وناقشا احتمال لقاء زيلينسكي وبوتين، ودعا يرماك ويتكوف لزيارة كييف لأول مرة، لكن لم يُحرز أي تقدم يُذكر، وفقًا لمصدر مطلع على الاجتماع.