الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"كله هراء".. ترامب يقلب طاولة الحل في أوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
الرؤساء الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

نقل تقرير لموقع "أكسيوس" عن مسؤولين كبار في البيت الأبيض اعتقادهم أن بعض الزعماء الأوروبيين "يدعمون علنًا جهود الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، بينما يحاولون بهدوء التراجع عن التقدم الذي تم إحرازه وراء الكواليس منذ قمة ألاسكا".

وبعد أسبوعين من القمة التي جمعت الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، لم يُحرز تقدم يُذكر نحو إنهاء الحرب، إذ يؤكد مساعدو ترامب المُحبطون أن "اللوم يجب أن يقع على عاتق الحلفاء الأوروبيين، وليس على ترامب أو حتى الرئيس الروسي بوتين".

وبينما طلب البيت الأبيض من وزارة الخزانة الأمريكية إعداد قائمة بالعقوبات التي من المحتمل أن تفرضها أوروبا على روسيا، بدأ مسؤولو إدارة ترامب يفقدون صبرهم على الزعماء الأوروبيين، الذين يرون أنهم يضغطون على أوكرانيا للمطالبة بتنازلات إقليمية غير واقعية من روسيا.

ووفق التقرير، فإن العقوبات التي تحث الولايات المتحدة أوروبا على تبنيها ضد روسيا تشمل وقفًا كاملًا لجميع مشتريات النفط والغاز، إضافة إلى التعريفات الجمركية الثانوية من الاتحاد الأوروبي على الهند والصين، على غرار تلك التي فرضتها الولايات المتحدة بالفعل على الهند.

لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا
صفقة أفضل

وحسب التقرير، يُقال إن الأوروبيين يضغطون على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أجل التمسك بـ"صفقة أفضل"، وهو نهج متطرف أدى إلى تفاقم الحرب، كما يزعم المقربون من ترامب.

وينقل "أكسيوس" عن مسؤول كبير في البيت الأبيض قوله: "لا يحق للأوروبيين إطالة أمد هذه الحرب والترويج لتوقعات غير منطقية، بينما يتوقعون من أمريكا تحمل التكلفة".

وأضاف: "إذا أرادت أوروبا تصعيد هذه الحرب، فسيكون ذلك من مسؤوليتها، لكنهم سينتزعون الهزيمة من بين فكي النصر بلا أمل".

ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن البريطانيين والفرنسيين أكثر إيجابية، لكنهم يشتكون من أن دولًا أوروبية كبرى أخرى تريد أن تتحمل الولايات المتحدة التكلفة الكاملة للحرب، دون أن تُخاطر هي بنفسها.

وقال المسؤول الامريكي الكبير: "التوصل إلى اتفاق هو فنّ الممكن، لكن بعض الأوروبيين لا يزالون يتصرفون كما لو كانوا في عالمٍ خيالي يتجاهلون حقيقة أن رقصة التانجو تتطلب شخصين".

وبدأ بعض المسؤولين الأمريكيين ينظرون إلى الزعماء الأوروبيين باعتبارهم عقبة رئيسية، على الرغم من أن ترامب عقد اجتماعا وديًا معهم ومع زيلينسكي قبل أقل من أسبوعين.

وعلى الجانب الآخر، أعرب مسؤول أوروبي كبير مشارك في المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن الحرب الأوكرانية الروسية عن دهشته من الانتقادات الأمريكية؛ إذ يرى أن اتهام الزعماء الأوروبيين بأنهم "يمارسون لعبة مع ترامب وأخرى خلف ظهره"، لا أساس لها في الواقع.

وأضاف المسؤول أن الدول الأوروبية تعمل بالفعل على فرض مجموعة جديدة من العقوبات على روسيا.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وزعماء أوروبا في البيت الأبيض
التراجع للوراء

بعد قمتيه مع بوتين وزيلينسكي، كرر ترامب مرارًا وتكرارًا أن الخطوة التالية يجب أن تكون قمة بين بوتين وزيلينسكي.

حتى الآن، رفض الروس ذلك، كما رفض الأوكرانيون أي نقاش بشأن التنازلات الإقليمية المحتملة ما لم يجلس الروس إلى طاولة المفاوضات.

لذا، بدا ترامب محبطًا بشكل واضح من الوضع خلال اجتماع مجلس الوزراء، الثلاثاء الماضي، وقال: "الجميع يتظاهرون. هذا كله هراء".

وتشير الضربات الجوية الروسية الضخمة على كييف، إضافة إلى الهجمات الأوكرانية على مصافي النفط الروسية، إلى أن السلام لم يعد أقرب.

لذلك أشارت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، أول أمس الخميس، إلى أنه "ربما لا يكون طرفا هذه الحرب مستعدين لإنهائها. الرئيس يريدها أن تنتهي، لكن قادة هذين البلدين يريدونها، ويجب أن يرغبا في إنهائها أيضًا".

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض لـ"أكسيوس" إن ترامب يفكر جديًا في التراجع عن الجهود الدبلوماسية حتى يبدأ أحد الطرفين، أو كلاهما، في إظهار المزيد من المرونة.

وأضاف: "سنجلس ونراقب. دعهم يتقاتلون لبعض الوقت، وسنرى ما سيحدث".