دعا الرئيس الصيني شي جين بينج، أعضاء منظمة شنجهاي للتعاون إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني للتحرك نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب، وذلك خلال خطابه أمام أكثر من 20 زعيمًا عالميًا في قمة المنظمة التي استضافتها مدينة تيانجين الصينية، حسبما نشرته صحيفة "نيوزويك" الأمريكية.
رؤية صينية جديدة
أكد شي جين بينج في كلمته أن العالم يحتاج إلى "تعددية أقطاب عالمية متساوية ومنظمة وعولمة اقتصادية شاملة"، مشددًا على ضرورة "بناء نظام حوكمة عالمي أكثر عدالة وإنصافًا".
وأشار الرئيس الصيني إلى أن منظمة شنجهاي وضعت نموذجًا لنوع جديد من العلاقات الدولية، ودعا إلى الاستفادة من "السوق فائقة الحجم" لتعزيز التجارة والتعاون في مجالات الطاقة والعلوم والذكاء الاصطناعي.
وفي هذا السياق، أوضح الخبير ستيف تسانج، مؤلف الكتاب المرتقب "الاستراتيجية العالمية للصين في عهد شي جين بينج" ومدير معهد الصين في جامعة SOAS بلندن، لصحيفة "نيوزويك" أن تصريحات الرئيس الصيني تُظهر سعيه "لتحويل النظام الدولي الحالي إلى نظام متمركز حول الصين في مجالات التنمية والأمن والحضارة".
استثمارات وبرامج تنموية
كشف شي عن حجم الاستثمارات الصينية الضخمة في دول المنظمة، إذ بلغت 84 مليار دولار، إلى جانب دعم 10 آلاف طالب للانضمام إلى برنامج "لوبان" الصيني للتعليم المهني.
كما تعهد الرئيس الصيني بتقديم ملياري يوان (280 مليون دولار) كتمويل إضافي لدول منظمة شنجهاي خلال العام الجاري، ودعا إلى إنشاء بنك تنمية للمنظمة في أقرب وقت ممكن لتعزيز التعاون المالي والاستثماري.
تحالف استراتيجي
ضمت القمة شخصيات سياسية بارزة من مختلف القارات، حيث حضر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
وتتماشى الرؤية الصينية مع توجهات الرئيس الروسي بوتين، الذي أعلن خلال القمة ذاتها أن منظمة شنجهاي "على عكس النماذج الأوروبية والأوروبية الأطلسية، ستأخذ بعين الاعتبار مصالح مجموعة واسعة من الدول بطريقة متوازنة حقًا".
الممارسات الدولية الحالية
دون الإشارة صراحة إلى الولايات المتحدة، تعهد الرئيس الصيني بمعارضة "الهيمنة" و"عقلية الحرب الباردة" و"ممارسات التنمر"، في إشارة إلى السياسات الدولية الحالية.
وأشار تسانج في تصريحاته لـ"نيوزويك" إلى أن الصين تستند في رؤيتها إلى حقيقة أن دول الجنوب العالمي تشكل الأغلبية الواضحة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وتضم الجزء الأكبر من سكان العالم، مما يجعل القيادة الصينية ترى أن بإمكانها تمثيل مصالح وأولويات هذه الدول بشكل أفضل.
ويحلل تسانج هذا التوقيت قائلًا لـ"نيوزويك": "إذا خلقت فراغًا، فسيأتي شخص آخر لملئه. لدى شي سبب وجيه للقول: شكرًا لك أيها الرئيس ترامب، أنت تقوم بعمل رائع في جعل الصين عظيمة مرة أخرى".
تحديات وفرص
تأتي هذه التطورات في ظل التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، إذ تسعى بكين لتقديم نفسها كوسيط للسلام وسط الأزمات الدولية المختلفة، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا والصراع في غزة.
ومن المقرر أن يشهد غدًا الصين عرضًا عسكريًا كبيرًا بحضور بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، إلى جانب حوالي 24 زعيمًا آخر، كبيان دبلوماسي إضافي حول التوجهات الجديدة في النظام الدولي.