الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الصين تستغل "فوضى ترامب" لحشد العالم ضد الهيمنة الأمريكية

  • مشاركة :
post-title
قادة الدول في قمة منظمة شنجهاي للتعاون بمدينة تيانجين الصينية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

استغلت الصين اضطرابات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتوحيد عشرين زعيمًا عالميًا ضد النظام الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وذلك خلال قمة منظمة شنجهاي للتعاون التي استضافتها مدينة تيانجين الصينية لمدة يومين.

تحالف استراتيجي

شهدت القمة حضورًا مؤثرًا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست".

ويُعتبر حضور "مودي" إنجازًا دبلوماسيًا مهمًا لبكين، كونها أول زيارة له للصين منذ سبع سنوات، ما يُظهر محاولة الصين إصلاح العلاقات مع شريك أمريكي مؤثر تضرر من حروب ترامب التجارية.

أوضحت كارلا فريمان، مديرة معهد السياسة الخارجية في جامعة جونز هوبكنز للصحيفة، أن التجمع المكون من 26 دولة "متحد في شعور بالظلم من الولايات المتحدة أكثر من كونه متحدًا في هدف مشترك"، مؤكدة أن "هذه دول كبيرة لها أجنداتها الخاصة".

رسائل سياسية ضد أمريكا

انتقد الرئيس شي جين بينج في خطابه الافتتاحي سياسات ترامب بشكل ضمني دون ذكر اسمه أو الولايات المتحدة صراحة، إذ حثَّ الدول المجتمعة على إيجاد أرضية مشتركة و"معارضة الهيمنة وسياسات القوة".

كما اقترح "شي" تعميق الروابط الاقتصادية للاستفادة من "السوق العملاقة" للمجموعة، بما يشمل إنشاء بنك تنمية لمنظمة شنجهاي للتعاون.

كشف الزعيم الصيني أن بلاده استثمرت بالفعل 84 مليار دولار في الدول الأعضاء، ووعد بتقديم 1.4 مليار دولار إضافية كقروض خلال السنوات الثلاث المقبلة، في إشارة واضحة لتقديم بديل اقتصادي عن الشراكة مع الولايات المتحدة.

استعراض للقوة

تمتد فعاليات القمة لتشمل عرضًا عسكريًا ضخمًا في بكين لإحياء الذكرى الثمانين لانتصار الحرب العالمية الثانية، في وجود كل من زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون إلى جانب بوتين وشي في منصة مطلة على ميدان تيانانمين.

وأكدت "واشنطن بوست" أن هذه الاحتفالات تهدف بنفس قدر أهمية الصفقات إلى إظهار القوة والوحدة، إذ أشار المحللون إلى أن مجرد الحضور يُعتبر رسالة قوية من قادة بعض الدول الواقعة تحت التضييق الأمريكي مثل بوتين والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لإظهار أنهم ليسوا معزولين رغم العقوبات الغربية.

توسع رغم الانقسامات

نمت منظمة شنجهاي للتعاون من ست دول مؤسسة عام 2001 إلى عشرة أعضاء كاملين، إذ انضمت الهند وباكستان عام 2017 وبيلاروسيا العام الماضي، وتضم حاليًا 14 شريكًا في الحوار بينهم مصر وتركيا والسعودية، إضافة إلى مراقبين مثل منغوليا وأفغانستان.

رغم النمو المتزايد، تواجه المنظمة انقسامات عميقة بسبب خلافات بين أعضائها، ففي مثال واضح على هذه التوترات، زار مودي اليابان، التي تعد عضو الحوار الرباعي الأمني مع أستراليا والولايات المتحدة، قبل وصوله لتيانجين، كما سيتجنب حضور العرض العسكري الذي يتضمن أسلحة صينية استخدمتها باكستان ضد الهند.

بديل عن النظام الغربي

أكد كلاوس سونج، المحلل في معهد مركاتور للدراسات الصينية في برلين، أن سياسات ترامب غير المتوقعة ساعدت في خلق "تحالف من الدول ذات التفكير المماثل ضد الولايات المتحدة".

وأضاف أن منظمة شنجهاي، إلى جانب مجموعة بريكس الاقتصادية، أصبحت محورية في رسالة بكين بأن "الغرب ليس القوة المهيمنة أو الإجابة الوحيدة".

وصف الباحث في جامعة لانتشو تشو يونجبياو وظيفة المنظمة بأنها أشبه بـ"مساحة آمنة" للحكومات مثل إيران لتلقي "الدعم المعنوي والتعاطف العام"، مؤكداً أن المنتدى يوفر لشي جين بينج "فرصة مهمة لترويج رؤيته لنظام عالمي مختلف".