على الرغم من أن الرئيس دونالد ترامب لم يكمل عامه الأول في ولايته الثانية بعد، فإن التكهنات تتزايد حول خلافته في الحزب الجمهوري لانتخابات 2028، خاصة في ظل الشائعات التي انتشرت أخيرًا حول وضعه الصحي.
وبينما هيمن ترامب على المشهد السياسي وصل بفكره أحيانًا إلى السعي لولاية ثالثة بتشجيع من أصوات متشددة مثل ستيف بانون، ما اعتبره خبراء القانون الدستوري "مخالفة صارخة للدستور"، خاصة مع بلوغ ترامب 82 عامًا بحلول انتخابات 2028، بحسب صحيفة "ذا هيل" الأمريكية.
وفي هذا السياق، رصدت الصحيفة قائمة بأبرز المرشحين المحتملين لخلافة ترامب، تضم في مقدمتها نائب الرئيس جي دي فانس، يليه دونالد ترامب الابن.
فانس وريث طبيعي
يقود نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس قائمة المرشحين المحتملين باعتباره "الوريث الأوضح لعباءة ترامب"، حسب تصنيف "ذا هيل"، مستفيدًا من كونه نائبًا شابًا لرئيس حالي، إضافة إلى تخليه التام عن انتقاداته السابقة لترامب، التي وصلت حد تساؤله مع صديق عام 2016 عما إذا كان ترامب قد يصبح "هتلر أمريكا".
وتساعد نشأة "فانس" الصعبة، المدونة في كتابه الشهير "رثاء هيلبيلي"، في ربطه بقاعدة ترامب من الطبقة العاملة، كما يتشارك الرجلان النظرة الانعزالية في السياسة الخارجية، التي تجلت واضحة عندما هاجما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي.
دونالد الابن
يحتل دونالد ترامب الابن المركز الثاني في التصنيف، ليس لمهاراته السياسية "غير المثبتة في أحسن الأحوال"، بل للاحتمال المعقول أن يستفيد من هيمنة والده على الحزب الجمهوري، كما تشير "ذا هيل"، إذ إن الرئيس الأكبر نجا من عواصف سياسية متعددة، منها إجراءات عزل وأحداث 6 يناير وإدانات بـ34 تهمة جنائية، بفضل "الولاء الشخصي الشديد" من قاعدته.
يقتصر نشاط ترامب الابن حاليًا على المنشورات العدوانية في وسائل التواصل الاجتماعي وبودكاست "تريجرد" ومصالحه التجارية.
والسؤال المحوري الذي تطرحه الصحيفة الأمريكية، هو ما إذا كان سينقل أنصار الأب ولاءهم له، أم أنه سيحمل سلبيات الأب دون إيجابياته مع القاعدة الجمهورية؟
عودة المخضرمين
يبرز السيناتور توم كوتون من ولاية أركنساس، والسيناتور تيد كروز من ولاية تكساس، كمرشحين قويين رغم تاريخهما المتقلب مع ترامب.
يحظى كوتون، المحارب القديم في العراق وأفغانستان، بتقدير لقراره الحكيم بعدم المشاركة في سباق 2024، ما حافظ على صورته مع "المؤمنين بماجا". ويتمتع بقدرة خطابية قوية ونظرة أكثر تشددًا في الشؤون الخارجية من فانس، كما يطالب بالتحقيق مع المدعي الخاص السابق جاك سميث.
أما كروز، المنافس الأشرس لترامب في انتخابات 2016، فأعاد تموضع نفسه بطريقة "أكثر ودية لترامب" رغم المعركة المريرة التي وصفه فيها بـ"الكاذب المرضي" ورفض تأييده في المؤتمر الجمهوري آنذاك، ورغم مواقفه المحافظة القوية في القضايا الثقافية والاقتصادية، يبقى السؤال حول ثقة بعض أوساط "ماجا" به.
طموحات مستقبلية
يواجه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو تحديات مماثلة لكروز، نظرًا لمنافسته ترامب عام 2016 عندما أطلق عليه "ليل ماركو"، إلا أن منصبه الحالي في قلب إدارة ترامب قد يساعده، خاصة مع دفاعه الشرس عن السياسة الخارجية للرئيس.
ورغم محاولاته سد الفجوة بين انعزالية "أمريكا أولًا" والجمهورية التقليدية المتشددة، تشير "ذا هيل" إلى أن "روبيو لم يحقق وعوده" منذ وصفته مجلة "تايم" عام 2013 بـ"المنقذ الجمهوري".
من جهته، يسعى حاكم فلوريدا رون دي سانتيس لإعادة تأهيل نفسه مع ناخبي ترامب عبر دعمه لمنشأة "أليجيتور ألكاتراز" المثيرة للجدل لاحتجاز المهاجرين في إيفرجليدز بولاية فلوريدا، التي زارها ترامب صيفًا.
وأعلن دي سانتيس افتتاح منشأة ثانية أطلق عليها "ديبورتيشن ديبو"، في محاولة لاستعادة مكانته.
مفاجآت محتملة
يمكن للسيناتور جوش هاولي من ميزوري أن "يحقق مفاجأة" في سباق 2028، كونه الجمهوري الذي "يتودد للطبقة العاملة بشكل صارخ أكثر من أي شخص آخر" غير ترامب نفسه.
ويتميز "هاولي" بانتقاده الشديد لتداول أعضاء الكونجرس في الأسهم وتحالفه غير المتوقع مع السيناتور بيرني ساندرز لوضع سقف لأسعار فوائد بطاقات الائتمان.
وتبرز النائبة مارجوري تايلور جرين من ولاية جورجيا كـ"الخيار الأكثر إثارة للجدل"، رغم التنافس الشديد على هذا اللقب، إذ أن النائبة، التي تصارعت مع ديمقراطيين وجمهوريين على حد سواء منذ 2020، أثارت الجدل بوصفها الأولى جمهورياً في الكونجرس التي وصفت أعمال إسرائيل في غزة بـ"الإبادة الجماعية"، ويبقى التساؤل الذي تطرحه الصحيفة الأمريكية حول قابليتها للانتخاب وطنياً "مقامرة ضخمة" للحزب.
أخيراً، يحظى السيناتور تيم سكوت من ولاية ساوث كارولينا، الوحيد من أصول إفريقية في مجلس الشيوخ الجمهوري، باحترام ترامب وجميع فصائل الحزب، رغم عدم حصوله على زخم في حملة 2020.