الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"أنت وحدك".. صراع داخلي بين الواقع والوهم في "ما تراه ليس كما يبدو"

  • مشاركة :
post-title
بوستر حكاية "أنت وحدك"

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

محمد حجاب: الوحدة والضغط النفسي قد يدفعان الإنسان للهروب إلى عالم بديل

في تجربة درامية جديدة ومثيرة، يقدم مسلسل "ما تراه ليس كما يبدو" سبع حكايات قصيرة تستعرض جوانب متعددة من التجربة الإنسانية، حيث تتنوع الموضوعات بين الغموض والإثارة، وفي قلب هذا العمل تبرز قصة "أنت وحدك" التي تعكس صراعًا نفسيًا عميقًا، وتغوص في أعماق الوحدة والانعزال، لتبين كيف يمكن للإنسان أن يهرب من واقعه إلى عالم متخيل. 

من خلال قصة نسجها محمد حجاب وأخرجها جمال خزيم، وبين أداء قوي لنجوم بارزين مثل تارا عماد، وبسمة داود، وعمرو جمال، تقدم الحكاية تجربة مشاهدة متميزة.

إلهام القصة

وفي حديثه مع "القاهرة الإخبارية"، يوضح المؤلف محمد حجاب أن فكرة "أنت وحدك" استلهمها من "مساحة رمادية" تقع بين الواقع والخيال، حيث تتداخل الحقيقة مع الوهم في عقل الإنسان.

ويقول حجاب: "بفضل خلفيتي كصيدلي، كنت دائمًا مفتونًا بالحالات النفسية المعقدة، وخصوصًا نوبات الذهان الشديدة، حيث يعيش المريض أحداثًا من صنع عقله، تتداخل فيها الحقيقة مع الخيال".

ويضيف: "هذه الفكرة جذبتني لأنها تطرح دراما عميقة تعبر عن ألم الوحدة والانعزال، وكيف يمكن للصراع بين ما هو حقيقي وما هو متخيل أن يختلط في عقل الفرد. الحكاية ولدت من واقع نراه حولنا، لكنها أيضًا تحمل روحًا خيالية تضيف لها بُعدًا مختلفًا".

ويشدد حجاب على أن العلاقة بين الواقع والخيال في الحكاية متشابكة للغاية، وأن الحد الفاصل بينهما رقيق جدًا، فالهدف، حسب قوله، كان "أن يشعر المشاهد وكأنه يعيش داخل عقل البطلة سارة سليم النجار، ضحية لخداع عقله وواقعه".

تارا عماد
الرسالة الأساسية

تشير القصة إلى أهمية الدعم الإنساني في مواجهة الأزمات النفسية، وفي هذا الصدد، يقول حجاب: "أردت أن أُظهر أن الوحدة، والضغط النفسي، وصدمات الفقد قد تدفع الإنسان إلى بناء عالم بديل للهروب إليه، عالم يتداخل فيه الواقع مع الخيال. وهنا يأتي دور الدعم الحقيقي من الأهل والأحبة، الأشخاص الذين يختارون ألا يتركوا الفرد وحيدًا في مواجهة هذه التحديات".

ويضيف: "شخصية سليم، ابن سارة، تمثل هذا الدعم الإنساني المخلص، فهو الشاب الذي يقف بجانب والدته، يتحمل آلامها وانهياراتها، لأنها بالنسبة له أغلى ما في الدنيا".

أما عن شخصية سارة، فيقول حجاب: "هي بطلة الحكاية، وشخصيتها مليئة بمشاعر إنسانية بسيطة لكنها مؤلمة. فقدت والدها، ثم تبعتها صدمة فقدان والدتها وزوجها، مما خلق جرحًا عميقًا في داخلها. خوف، عزلة، رفض للواقع، وانسحاب تدريجي إلى عالم وهمي خاص بها".

صراع نفسي

ومع تصاعد الأحداث، تبدأ سارة في بناء عالمها الخاص، حيث تمزج بين ما عاشته وما تتخيله من أحداث، ويتجسد هذا الصراع النفسي في تصرفاتها اليومية، مما يجعل المشاهد يشعر بعمق الألم الذي تعيشه، رغم عدم التعبير عنه بشكل مباشر.

ويختتم حجاب قائلًا: "سارة تمثل لحظة هشاشة يمر بها أي شخص في حياته. هي الشخصية التي تكافح مع نفسها، تعيش في خوف وعزلة، وتختار الهروب إلى عالمها الخاص كوسيلة لمواجهة آلامها".

تارا عماد وبسمة داود
الحكايات القصيرة

يشير "حجاب" إلى أن العمل على مسلسل من هذا النوع منحته حرية كبيرة في التجريب والابتكار، قائلًا: "الحكايات المنفصلة في عمل واحد سمحت لي بخلق عوالم متنوعة في الشكل والأسلوب والنبرة. هذا التحدي كان له طابع خاص، حيث أن كل قصة تتطلب معالجة مميزة".

وأضاف حجاب: "في الحكاية الأولى -فلاش باك- قدمت فانتازيا رومانسية غامضة، بينما في "أنت وحدك" كان الدخول إلى أعماق النفس البشرية هو المحور الأساسي، مع التركيز على الصدمات النفسية التي تدفع الفرد إلى الانعزال داخل أفكاره".

ورغم متعة التنوع في الكتابة، اعترف حجاب بأنه كان هناك "تحدٍ مرهق" من ناحية الانتهاء من كتابة كل حكاية في وقت محدود، إلا أنه وصف التجربة بأنها "ثمينة" آملًا أن تجد صداها لدى الجمهور.

التحديات

أحد التحديات التي واجهها "حجاب" في كتابة الحكايات القصيرة كان ضرورة "جذب انتباه المشاهد من أول مشهد".

ويوضح: "في المسلسل القصير، لا يوجد مجال للتمهيد الطويل، يجب أن يدخل المشاهد في قلب الصراع منذ اللحظة الأولى".

ويضيف حجاب: "الجمهور اليوم يبحث عن دراما مركّزة وعميقة في عدد حلقات محدود. هذا النموذج يحقق توازنًا بين الإيجاز والعمق، ويوفر فرصًا كبيرة لتنوع الموضوعات والأفكار".

وفي ختام حديثه، أكد حجاب: "فخور بأن أكون جزءًا من هذا المشروع، وأتمنى أن يكون دافعًا لصُناع الدراما للانخراط في أعمال مبتكرة وجديدة تتناول قضايا إنسانية بعمق".