الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

على أنقاض غزة.. الكاريكاتير يلاحق جرائم نتنياهو

  • مشاركة :
post-title
كاريكاتير يلاحق نتنياهو ويكشف جرائمه

القاهرة الإخبارية - محمد أبوعوف

عرض برنامج الصحافة العالمية عبر شاشة "القاهرة الإخبارية" حلقة جديدة سلّط فيها الضوء على فن الكاريكاتير، كونه فنًا يجمع بين النقد اللاذع والرمز البصري ليكشف التناقضات، ويعري الزيف، ويمنح القارئ لحظة إدراك تختلط فيها السخرية بالجدية.

في الصحافة العالمية، تحوّل الكاريكاتير إلى أداة نقدية حادة تكشف المستور، وتفضح تناقضات السلطة والسياسة بلغة يفهمها الجميع، فهو يرسم بجرأة جرائم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اغتيال الصحفيين في غزة، ويجسّد تجويع الأطفال في لوحات صادمة، ويواجه خطاب أهالي المحتجزين في إسرائيل بمواقف عكس التيار، كما يعرّي مشروعات الإبادة ضد الفلسطينيين عبر مهادنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بترشيحه لجائزة نوبل للسلام.

وفي ساحات أخرى، يظهر الكاريكاتير كصوت موازٍ للمفاوضات الدولية، يختصر مشهد الصراع في أوكرانيا بتجسيد هيمنة بوتين وكلمته العليا، ويعكس في الصحافة الصينية صورة جديدة عن التحول التكنولوجي وقدرته على تصحيح السردية الغربية، وهو في الوقت نفسه يفضح تواطؤ الدول الكبرى في تعميق أزمة التغير المناخي.

بهذا المعنى، لا يعد الكاريكاتير مجرد فن ساخر، بل مرآة صافية للوعي الجمعي تذكّر بأن الحقيقة قد تُمحى من النصوص لكنها تظل عصية على الطمس في رسمة واحدة.

لنبدأ الآن مع الكاريكاتير حيث رسم الفنان بن جيننجز في صحيفة "ذا جارديان" كاريكاتيرًا صور مشهدًا لصحفيين فلسطينيين شهداء مطروحين أرضًا وسط غزة المدمرة، لم تفارق أيديهم كاميرات التصوير، وسترات الصحافة تلمع كالشمس في وضح النهار. وفي المنتصف يقف نتنياهو متباكيًا ومبررًا للإعلام الدولي مدعيًا وقائلًا: "لقد كانوا يحاولون قتلنا".

وفي كاريكاتير آخر للرسامة إيلا بارون نشرته صحيفة "ذا جارديان"، يظهر بنيامين نتنياهو بوجه متجهم وهو ينحني نحو طفل غزي هزيل، أنهكته المجاعة حتى برزت عظامه. يمسك نتنياهو ذراع الطفل ليقيس حجمها بأداة على هيئة علم فلسطين، فيتحول القياس إلى فعل عقابي حين يضغط حتى يحمر جلد الصغير. المشهد كله يجري على خلفية مدينة غزة المدمرة، حيث الخراب يحاصر الشخصيتين، ليجسد الكاريكاتير ببراعة قسوة الاحتلال الذي يحوّل الجوع إلى أداة سياسية، ويجعل حياة الأطفال مرهونة بميزان القوة والبطش.

وفي كاريكاتير لاذع بريشة الرسام عيران وولكوفسكي نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، يظهر بنيامين نتنياهو مرتديًا زي الحرب وسترة واقية للرصاص وهو يقود دبابة لجيش الاحتلال داخل أنقاض غزة المدمرة.

بيده اليسرى يمسك هاتفًا يتحدث فيه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واعدًا إياه بجائزة نوبل للسلام، بينما توجه يده الأخرى مدفع الدبابة مباشرة نحو السكان العزل.

وعلى الجانب الآخر، يجلس ترامب في المكتب البيضاوي مستمعًا للوعود، في مفارقة ساخرة تكشف ازدواجية الخطاب: حديث عن "السلام" يقابله قصف وقتل على الأرض.

في رسم تعبيري لضيفنا الرسام هاني شمس بصحيفة الأخبار المصرية، يظهر بنيامين نتنياهو واقفًا متجهمًا، يحمل أسلحة بيضاء تقطر دمًا، بينما تلطخت يداه بدماء الفلسطينيين. الكاريكاتير يصوره وهو يرقص بجنون على أنغام أوهامه وأحلامه التوسعية بإقامة "إسرائيل الكبرى"، في مشهد يجسد استعراضًا دمويًا لمشروعه الاستعماري.

وعلى الهامش، يبدو أن أعداء الأوطان يصفقون ويهللون له، كأنهم شركاء في هذه الرقصة الدموية، ليكتمل المشهد الكاريكاتيري كاتهام صريح لنتنياهو بأنه لا يعيش إلا على إيقاع الدماء والخراب.

وفي كاريكاتير للرسام مايكل راميريز نشرته صحيفة واشنطن بوست، يظهر البيت الأبيض في الخلفية بينما تقف أمامه عربة شرطية تحمل هيئة سيارة إسعاف مزيفة، وقد وُضعت عليها علامة الصليب الأحمر للإيحاء بأنها وسيلة إنقاذ إنسانية.

غير أن جوهرها الحقيقي يكشف عن كونها أداة هدفها توقيف الأصوات المخالفة، بدعوى مكافحة "التضليل والتزييف والمؤامرات" وصولًا إلى ملاحقة النشاط المناهض للتطعيمات وذلك تزامنًا مع انتشار الحرس الوطني في شوارع العاصمة الأمريكية.

التكنولوجيا جسر يفتح الأبواب المغلقة، في كاريكاتير بليغ للرسامة كاي مينج نشرته صحيفة تشاينا ديلي الصينية.

المشهد يصور هاتفًا ذكيًا صينيًا تظهر من خلال شاشته فتاة صينية بزيها التقليدي، تخترق الأسلاك الشائكة التي نصبها الإعلام الغربي كحاجز للفصل والعزل.

وبقوة رمزية، تكسر الفتاة تلك القيود لتمد يدها وتصافح فتاة غربية كانت تفصلها عنها تلك الأسلاك.. اللوحة تختزل قدرة الصين على توظيف التكنولوجيا لتجاوز السرديات المقيّدة وفتح قنوات التواصل المباشر مع العالم بعيدًا عن حواجز التضليل.