طلب مئات من موظفي المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة من مفوضها السامي، فولكر تورك، وصف الحرب في غزة صراحة بأنها "إبادة جماعية"، وفقًا لرسالة اطلعت عليها وكالة "رويترز".
وجاء في الرسالة التي أُرسلت أمس الأربعاء، ووقعت عليها لجنة الموظفين نيابة عن أكثر من 500 موظف، واطلعت عليها "رويترز" أن الموظفين يعتبرون أن "المعايير القانونية للإبادة الجماعية.. قد تم استيفاؤها"، مشيرين إلى "حجم ونطاق وطبيعة الانتهاكات الموثقة" في غزة.
وطالبت الرسالة، تورك باتخاذ "موقف واضح وعلني"، مؤكدة أن "الفشل في إدانة الإبادة الجماعية المتواصلة يقوض مصداقية الأمم المتحدة ونظام حقوق الإنسان نفسه".
كما أشارت إلى "الفشل الأخلاقي الملحوظ" للمنظمة خلال الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.
ولم يصدر أي رد فوري من وزارة الخارجية الإسرائيلية، التي سبق أن رفضت اتهامات الإبادة الجماعية، مؤكدة حقها في الدفاع عن النفس بعد هجوم حركة حماس، 7 أكتوبر2023.
ويُذكر أن الحرب التي تلت ذلك أسفرت عن استشهاد ما يقرب من 63 ألف شخص في غزة، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع، بينما يعاني جزء من سكان القطاع من المجاعة، بحسب مراقب الجوع العالمي.
وقال فولكر تورك، الذي أدان مرارًا وتكرارًا تصرفات إسرائيل، في رد على الرسالة، إنه "يعلم أننا جميعًا نتشاطر شعورًا بالسخط الأخلاقي إزاء الفظائع التي نشهدها، فضلًا عن الإحباط في مواجهة عجز المجتمع الدولي عن إنهاء هذا الوضع"، داعيًا الموظفين إلى "البقاء متحدين".
وقالت السلطات الصحية في غزة إن الحملة الإسرائيلية قتلت 63 ألف فلسطيني تقريبًا.
شهادات دولية
في وقت سابق، أعلنت الأمم المتحدة وخبراء دوليون، تفشي حالة المجاعة على نطاق واسع في قطاع غزة الذي يتعرض منذ أشهر لحصار وتجويع إسرائيلي متعمد أدى إلى استشهاد 281 فلسطينيًا بينهم 114 طفلًا، وفق إحصاء لوزارة الصحة في القطاع.
وأصدرت منظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بيانًا مشتركًا بجنيف أكدت فيه أن أكثر من نصف مليون شخص بغزة عالقون في مجاعة، مطالبين إسرائيل بضمان توفر الغذاء والإمدادات الطبية لسكان غزة من دون عوائق للحد من الوفيات الناجمة عن الجوع وسوء التغذية.
وبالتزامن مع البيان الأممي المشترك، أصدر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، مبادرة عالمية متخصصة في موضوع قياس الأمن الغذائي وسوء التغذية، تقريرًا قال فيه إن "المجاعة تتفشى في محافظة غزة".
وأكد التصنيف المرحلي - الذي يضم خبراء من دول عدة - أن "أكثر من مليون فلسطيني بغزة يواجهون انعدامًا حادًا بالأمن الغذائي"، مشيرًا إلى أن المجاعة تفشت في محافظة غزة، بدءًا من منتصف أغسطس الجاري وستمتد إلى دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب)، سبتمبر المقبل.
ورجّح أن يواجه ما يقرب من ثلث السكان (641 ألف شخص) ظروفًا كارثية، بينما من المرجح أن يرتفع عدد من هم في حالة الطوارئ إلى 1.14 مليون شخص، أي ما يعادل 58% من عدد السكان.