استمرارًا لنهج التدمير والقتل في قطاع غزة، كشف تقرير عسكري إسرائيلي عن تطوير أساليب أكثر وحشية لتدمير المباني والمنازل فوق رؤوس أصحابها، ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تفريغ القطاع من سكانه وتدمير مقومات الحياة فيه.
تحويل القطاع لرماد
نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها، إن جيش الاحتلال نفذ خلال الأشهر الأخيرة عمليات هدم واسعة النطاق في مدينة خان يونس، أدت إلى تسوية أكثر من 2137 مبنى بالأرض، بزعم منع المقاومة من إعادة استخدام الأنفاق.
فيما، أكد قادة ميدانيون أن هذه العمليات جاءت ضمن ما يُعرف بـ "محاور التفكيك"، التي تهدف إلى القضاء على البنية التحتية للمقاومة تحت الغطاء المدني للمباني.
أساليب جديدة
وكشف أحد القادة في لواء المظليين الإسرائيلي عن استخدام طائرات مُسيّرة لاختراق أسطح المنازل وإدخال كميات ضخمة من المتفجرات داخلها، لتفجيرها بالكامل خلال دقائق.
وأطلق الاحتلال على هذه التقنية اسم "السقف - الأرضية"، والتي اختصرت وقت التدمير، إلا أنها ضاعفت حجم الدمار والخسائر بين المدنيين العالقين في منازلهم، بعدما ألغت عمليات التفتيش اليدوي التي قد تسمح بإجلاء المدنيين، بحسب الصحيفة العبرية.
وفق بيانات جيش الاحتلال، "أسفرت عمليات المظليين في خان يونس عن مقتل نحو 160 مقاتلًا من المقاومة وتفكيك ثلاثة أنظمة أنفاق واسعة النطاق، لكن حماس اعتمدت خلال المواجهات الأخيرة تكتيكات حرب العصابات والعمليات المفاجئة باستخدام العبوات الناسفة، إضافة إلى الاستعانة بطائرات مسيّرة للمراقبة، ما جعل الاشتباكات أكثر تعقيدًا".
مخاوف الاستعداد
ويستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي لعملية برية واسعة في مدينة غزة، حيث من المقرر أن تحل قوات الاحتياط مكان الوحدات النظامية المتبقية في خان يونس.
وستُطلق تدريبات مكثفة في قاعدة تزيليم قبل بدء المناورة، بعد ملاحظة أن 40% إلى 60% من ضباط بعض الألوية، مثل لواء المظليين، لم يشاركوا في القتال داخل القطاع منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر.
ويثير قادة الجيش مخاوف من نقص التدريبات على مستوى الكتائب والألوية منذ أكثر من عام، ما قد يؤثر على الجاهزية، خاصة في مواجهة تهديدات في الجبهة الشمالية.
الاقتصاد في القذائف
وتخطط القيادة العسكرية تقليل استهلاك الذخائر خلال العملية المقبلة، بعد النقص الحاد الذي واجهه الجيش في بداية المناورات السابقة.
وستُدار موارد القذائف والمتفجرات بشكل مركزي لتجنب استنزافها السريع، خاصة أن جيش الاحتلال ينوي استخدام عشرات آلاف الكيلوجرامات من المتفجرات لتدمير الأنفاق والبنية التحتية تحت الأرض.
هل يمتد القتال حتى 2026؟
وتتوقع تقديرات عسكرية إسرائيلية أن تمتد عمليات احتلال غزة حتى عام 2026 إذا لم تُبرم صفقة سياسية لوقف إطلاق النار وإعادة المحتجزين، كما قد يؤدي استمرار المعارك إلى تأجيل خطة إعادة تدريب الجيش لعام 2025 إلى أجل غير مسمى، وهو ما يثير قلق هيئة الأركان الإسرائيلية.