الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رغم الحظر الأمريكي.. الصين تسعى لمضاعفة إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي

  • مشاركة :
post-title
الشركات الصينية تتسابق لتطوير شرائح الذكاء الاصطناعي - تعبيرية

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

في ظل تنافس بكين مع الولايات المتحدة على تطوير أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، تسعى شركات تصنيع الرقائق الصينية إلى مضاعفة إنتاجها من معالجات الذكاء الاصطناعي ثلاث مرات خلال العام المقبل، بل وسيبدأ مصنع مخصص لإنتاج معالجات الذكاء الاصطناعي من Huawei الإنتاج بنهاية هذا العام، بينما من المقرر افتتاح مصنعين آخرين العام المقبل.

ووفق تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، تتسابق الشركات الصينية لتطوير الجيل القادم من شرائح الذكاء الاصطناعي القابلة للتكيف مع المعيار الذي تدعو إليه شركة DeepSeek، التي برزت باعتبارها الشركة الناشئة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي في البلاد.

ونقل التقرير عن مصادر أن الطاقة الإنتاجية المجمعة لهذه المصانع الثلاثة الجديدة، فور تشغيلها بالكامل، قد تتجاوز الإنتاج الإجمالي الحالي لخطوط مماثلة في شركة تصنيع أشباه الموصلات الدولية SMIC، وهي الشركة الرائدة في الصين.

أيضا، تخطط شركة SMIC لمضاعفة طاقتها الإنتاجية العام المقبل لتصنيع الرقائق بتقنية 7 نانومتر، وهي أكثر أنواع المعالجة تطورًا في الصين، بينما تُعدّ Huawei حاليًا أكبر عميل للشركة في هذا المجال.

ونتيجة لذلك، سوف يتمكن مصممو الرقائق الصينيون الأصغر مثل Cambricon وMetaX وBiren من الحصول على تخصيصات أكبر بكثير من سعة SMIC، وهو ما يحفّز المنافسة على السوق الصينية سريعة النمو التي تركتها عملاق الرقائق Nvidia بعد حظر التصدير الأمريكي.

جهود وطنية

تُعدّ أشباه الموصلات محور التوترات التجارية بين بكين وواشنطن. فقد فرضت الولايات المتحدة قيودًا على الوصول إلى أفضل معالجات الذكاء الاصطناعي التي تُصنّعها شركة Nvidia، الرائدة عالميًا، في محاولة لكبح جهود الصين لتطوير الذكاء الاصطناعي.

كما تتسابق الشركات الصينية لتطوير الجيل القادم من شرائح الذكاء الاصطناعي، القابلة للتكيف مع المعيار الذي تدعو إليه شركة DeepSeek، التي أعلنت الأسبوع الماضي أن نماذجها تستخدم الآن نوعًا من تنسيق بيانات FP8، المصمم للتكيف مع الجيل التالي من الرقائق المحلية، دون تحديد المورد منه.

وفي أعقاب الإعلان، ارتفعت أسعار أسهم شركات أشباه الموصلات الصينية مثل Cambricon وSMIC، حيث يُنظر إلى معالج 910D من Huawei، وكذلك معالج 690 من Cambricon على أنهما من المنتجات الرائدة المصممة لدعم معايير DeepSeek المفضلة، في حين تعمل العديد من شركات تصنيع الرقائق الصينية الأصغر أيضًا على تسريع تطوير إصداراتها.

وحسب التقرير، اختارت شركة DeepSeek هذا لأنه يزيد من كفاءة الأجهزة على حساب الدقة "وهو ما قد يخلق طريقة لمساعدة لاعبي الذكاء الاصطناعي الصينيين على التنافس مع المنافسين الدوليين، حتى لو كانت شرائحهم متأخرة بأجيال عن العروض الرائدة التي تقدمها شركة Nvidia".

وصرّح المدير التنفيذي لشركة صينية لتصنيع الرقاقات: "إذا نجحنا في تطوير هذه الرقاقات الصينية وتحسينها لتدريب وتشغيل النماذج الصينية في بيئة صينية متطورة باستمرار، فسننظر إلى هذا التحول يومًا ما على أنه لحظة فارقة في مسيرة DeepSeek".

وأضاف: "قد يعوض هذا التوافق غير المسبوق عن ضعف قدراتنا في مجال الأجهزة".

تكنولوجيا صينية

بجوار الرقائق الفائقة، تبذل الصين جهودًا في مجالات حيوية أخرى أيضًا، مثل شرائح الذاكرة، التي تهيمن عليها حاليًا شركات Samsung، وSK Hynix، وMicron وهي كلها تخضع لضوابط التصدير الأمريكية.

وتختبر شركة CXMT الصينية الرائدة نماذج من منتجات ذاكرة HBM3 عالية النطاق الترددي، ومن المقرر إطلاقها العام المقبل، ويتأخر هذا المنتج بجيل واحد فقط عن أحدث منتجات الذاكرة التي تستخدمها رقائق Nvidia.

وفي حين أن شركة DeepSeek أجرت تجارب أولية على شرائح صينية باستخدام عينات صغيرة، لإثبات جدواها التقنية، فإن تدريب النموذج الحالي للمجموعة يتم على مجموعات شرائح Nvidia، وفقًا لما ذكرته الصحيفة البريطانية، التي قالت إن هذا الوضع قد يتغير بمجرد أن تصبح الشرائح المحلية الصينية أكثر قدرة على التكيف مع معاييرها وتتحسن أدائها.

حاليًا، تُقدّم بكين دعمًا سياسيًا وماليًا كبيرًا لهذه الجهود. وقد دعا مجلس الدولة هذا الأسبوع إلى تعزيز اعتماد الذكاء الاصطناعي في البلاد، بالإضافة إلى "تطوير متكامل ومنسق لأبحاث وتطوير التكنولوجيا القائمة على الذكاء الاصطناعي، وتطبيقها هندسيًا، وتسويق منتجاتها".

وإذا نجحت الجهود الرامية إلى خلق التوافق بين شركات الأجهزة والبرمجيات الذكية في الصين، فقد تلبي دعوة ليانج وينفينج، مؤسس شركة DeepSeek، لتحدي الريادة العالمية لشركة Nvidia الأمريكية.