الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صفقة الرقائق بين ترامب والصين.. اتهامات ببيع الأمن القومي الأمريكي مقابل المال

  • مشاركة :
post-title
صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

في وقت تتنافس فيه الولايات المتحدة الأمريكية والصين على الهيمنة التكنولوجية، أثارت القرارات الأخيرة للرئيس دونالد ترامب غضبًا في الداخل الأمريكي، لدرجة اتهام البعض له بمحاولة تحقيق زيادة في الإيرادات متجاهلًا المخاوف الأمنية للبلاد.

فقد وافق ترامب، الاثنين الماضي، على السماح لشركتي التكنولوجيا العملاقتين إنفيديا وAMD بتأمين تراخيص التصدير لبيع رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة في الصين مقابل خفض بنسبة 15% من الأرباح، ما اعتبره البعض تراجعًا في موقف إدارة ترامب، التي فرضت في أبريل الماضي قيودًا على شريحة H20 من شركة إنفيديا وشريحة MI308 من شركة AMD، ما أدى فعليًا إلى منع الشحنات إلى الصين.

وعلى الرغم من الانتقادات التي وجّهت للقرار فإن البيت الأبيض أكد أن المزيد من هذه الصفقات قد تكون مطروحة على الطاولة.

وتقول صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، إن هذه الصفقة لم تثر تساؤلات قانونية فحسب، بل يقول الخبراء إنه ينبغي على واشنطن الحذر من تسليم تقنيات أمريكية الصنع قد تعزز قدرات الذكاء الاصطناعي لخصمها الصين.

وتضع هذه الخطوة الرئيس الأمريكي في خلاف مع الكونجرس بشأن الصين، إذ يزعم بعض النواب أن الإدارة تتجاهل مصالح الأمن القومي من أجل كسب المال، بحسب "ذا هيل".

وفي السياق، أكد النائب الأمريكي راجا كريشنامورثي، أكبر عضو ديمقراطي في اللجنة الخاصة بالحزب الشيوعي الصيني في مجلس النواب، أن الجزء الأكثر إثارة للقلق في الاتفاق هو التناقض في قلب السياسة، وقال: "لا يمكن للإدارة أن تتعامل مع صادرات أشباه الموصلات كتهديد للأمن القومي وفرصة لتحقيق الإيرادات في آنٍ واحد".

فيما أشار النائب جون مولينار، إلى أن هناك "تساؤلات حول الأساس القانوني" لمثل هذه الصفقة. وقال في بيان له: "ضوابط التصدير هي خط دفاع أمامي لحماية أمننا القومي، ويجب ألا نضع سابقة تحفّز الحكومة على منح تراخيص لبيع التكنولوجيا للصين التي من شأنها تعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي".

وبدوره، قال النائب دون بيكون: "علينا أن ندرك أننا في حرب فكرية، حرب تكنولوجية مع الصين، ونخوض منافسة في مجال الذكاء الاصطناعي. إن قيام إنفيديا بتوفير هذه التقنية للصين خطأ".

ويقول خبراء الأمن القومي إن المخاطر متعددة فهي لا تقتصر على تعزيز موقف الصين فيما يعتبره الكثيرون حربًا باردة تكنولوجية، بل تفتح الباب أيضًا أمام خطر استخدام الحكومة الشيوعية للرقائق في التكنولوجيا العسكرية أو غيرها من الاستخدامات التي تهدد الولايات المتحدة بشكل مباشر، بحسب "ذا هيل".

أما ليزا توبين، التي عملت مديرة اللجنة الخاصة بالصين في مجلس الأمن القومي في عهد إدارتي ترامب وبايدن الأولى، فقالت إن منتجي الرقائق لديهم قدرة محدودة فقط، لذا فإن شحنها إلى الصين يمثل تقصيرًا للآخرين.

وأضافت في تصريح لصحيفة "ذا هيل": "إن الأمر يعني إعطاء الأولوية لتطوير الذكاء الاصطناعي في الصين على حساب تطوير الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة أو في بلدان أخرى"، معربة عن قلقها بشأن استخدام الرقائق "لأغراض خبيثة قد تؤذي وتقتل الرجال والنساء الأمريكيين الذين يرتدون الزي العسكري".

إلا أن شركة إنفيديا أكدت أن هذه المبيعات ستساعد الولايات المتحدة على أن تصبح رائدة في مجال التكنولوجيا مع مخاطر قليلة لأي من الطرفين.

وفي بيان لها، قالت الشركة: "تمتلك الصين إمدادات كافية من الرقائق المحلية لتلبية احتياجاتها. ولن تعتمد الصين، ولن تعتمد أبدًا، على الرقائق الأمريكية في عملياتها الحكومية، تمامًا كما لن تعتمد حكومة الولايات المتحدة على الرقائق الصينية. إن حظر بيع الماء في الصين لن يُلحق سوى الضرر بالريادة الاقتصادية والتكنولوجية الأمريكية، دون أي فائدة تُذكر للأمن القومي".