أدانت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية بأشد العبارات مقتل إحدى صحفياتها في غارة إسرائيلية استهدفت مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة.
وقالت الوكالة في بيانها إنها "مصدومة وحزينة بشدة" إزاء مقتل مريم دقة (33 عامًا) وزملائها، مؤكدة أن ما جرى يمثل مأساة جديدة تضاف إلى سلسلة الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون في غزة.
سبق ونفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الأحد غارة جوية في محيط مستشفى ناصر بخان يونس في قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 20 فلسطينيًا، من بينهم خمسة صحفيين، بحسب وكالة "رويترز".
وأكدت "أسوشيتد برس" أنها تبذل كل ما بوسعها لحماية صحفييها، مضيفة: "صحفيونا يقدمون تقارير حيوية من قلب الميدان في ظروف شديدة الخطورة، وما يحدث يمثل تحديًا صارخًا لحرية الصحافة".
وأشارت لجنة حماية الصحفيين إلى أن حرب إسرائيل على غزة تعد الأكثر دموية للإعلاميين في العصر الحديث، حيث قُتل ما لا يقل عن 192 صحفيًا منذ اندلاع الحرب قبل 22 شهرًا، مقارنة بـ 18 صحفيًا فقط في حرب أوكرانيا.
وأكدت المنظمات الحقوقية، وعلى رأسها "مراسلون بلا حدود"، أن ما يجري هو "تراجع غير مسبوق في حماية الصحفيين"، مشيرة إلى أن بعض الاستهدافات كانت متعمدة واعتُرف بها رسميًا من قبل الجيش الإسرائيلي.
وأضافت المنظمة: "هناك محاولات ممنهجة لإسكات الأصوات المستقلة التي تنقل حقيقة ما يحدث في غزة".
وتواصل إسرائيل منع الصحفيين الدوليين من دخول قطاع غزة، فضلًا عن الاستهداف المتكرر للصحفيين المحليين، الذين يعملون لوكالات وقنوات عالمية، لمنع الإعلام الدولي من توثيق ما يحدث في القطاع للإفلات من المسؤولية والتغطية على جرائم الحرب المرتكبة بحق المدنيين، في تجاوز واضح للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
وأكدت نقابة الصحفيين الفلسطينيين أن الاحتلال يواصل سياسة الإخفاء القسري للصحفيين الفلسطينيين في مخالفة وانتهاك واضحين للقانون الدولي والإنساني، وللاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري التي أقرتها الأمم المتحدة ودخلت حيز التنفيذ عام 2010".
وفي إطار حربها على الإعلام ومحاولات قتل الحقيقة، شنَّت قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات واسعة بطائراتها ودباباتها، دمّرت من خلالها 115 مؤسسة إعلامية في قطاع غزة، بما يشمل كافة مؤسسات الإعلام في القطاع، فيما أغلقت في محافظات الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، 5 مؤسسات صحفية، كما دمّرت وأغلقت 12 مطبعة صحفية في محافظات الضفة.
وأكدت نقابة الصحفيين الفلسطينيين مواصلتها العمل مع الجهات الدولية الحقوقية والنقابية كافة لمحاولة توفير حماية للصحفيين من جرائم الاحتلال، وعدم إفلات مرتكبيها من العقاب، ووقف حرب الإبادة الإسرائيلية بحق الصحافة والصحفيين الفلسطينيين، التي ارتكب خلالها الاحتلال الإسرائيلي أكبر مجزرة بحق الصحافة عبر التاريخ.