الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

المخرجة السورية نور أرناؤوط: نشأت وسط ثقافات مختلفة.. وبدأت من مصر عشقا لفنها

  • مشاركة :
post-title
المخرجة السورية نور أرناؤوط

القاهرة الإخبارية - نورا سمير

أرفض تعريب الدراما الأجنبية.. ولدينا قصصنا التي تستحق
شخصية "كريستي" في "كدبة بيضا" تشبهني.. ولهذه الأسباب اعتذر أحمد عز عن العمل

نشأت المخرجة السورية نور أرناؤوط، وسط ثقافات من بلاد مختلفة وهو ما أكسبها شخصية فنية خاصة، إذ ولدت في الكويت لأم من سلوفينيا ووالد من أصل سوري فلسطيني، كما درست الإخراج في الولايات المتحدة الأمريكية وعاشت فترة في كندا، وعندما قررت العودة إلى الوطن العربي، لمست بنفسها مدى اختلاف بيئتها الأجنبية عن وطنها الأم، وشعرت بأنها غريبة وسط أفراد عائلتها وأصدقائها من أصول عربية.

اختلاف في التفكير ومشاعر خاصة بالحنين إلى الوطن العربي، ظهرت ملامحه في عملين من إخراجها، الأول في السينما وعُرض منذ نحو 4 سنوات والآخر في التلفزيون وعُرض مؤخرًا، وكشفت عن تفاصيلهما لموقع "القاهرة الإخبارية"، مشيرة إلى أنها أرادات التعبير عن نفسها بصيغة فنية، فعندما جاءت إلى مصر بدعوة من صديقة لها لحضور حفل زفافها رأت بعينها جمالًا مميزًا ومختلفًا عما يتداول أو يقال عنها.

وتحكي نور أرناؤوط عن هذه اللحظة، قائلة إنها قررت وقتها أن يكون أول عمل من إخراجها ينبع من مصر، لتظهر ما شاهدته من جوانب جمالية مختلفة، خاصة وأنها عشقت البلد ووقعت في حب شعبها، إذ تقول عن ذلك: هذا الحب دفعني لعمل مشترك أجنبي مصري وسميته بـ"مصركاني" أو "كدبة بيضا"، وشخصية الفتاة الأمريكية وتُدعى "كريستي" بالفيلم تشبهني في كثير من المواقف، وكان قراري بأن أخرج الفيلم في مصر صائبًا لأنها أصل الفن وأساس السينما العربية، لذا استقريت في القاهرة طوال عامين استغرقتهما في التصوير".

اعتذار أحمد عز

كشفت "أرناؤوط" عن أنها أصرت على أن تجعل شخصية كريستي بالفيلم تعيش وسط بيئة شعبية، إذ تم تصوير الفيلم في أكثر من مكان بمصر، وشارك في العمل العديد من الممثلين الأجانب الذين شعروا بأنهم وسط أهلهم، خصوصًا مع الترحاب الشديد الذي لمسوه من الشعب المصري، وهو ما خلق حالة من المتعة وأزاح فكرة الاختلاف الثقافي.

تشير المخرجة إلى أنه كان من المفترض أن يقوم ببطولة الفيلم الممثل أحمد عز، ورغم حماسه للفكرة إلا انه كان مرتبطًا بعمل آخر في الوقت نفسه، ولم يكن هناك إمكان لقبول طلبه بتأجيل التصوير، خصوصًا مع ارتباطنا بمواعيد تصوير مع ممثلين أجانب.

أما عن تأخر عرض الفيلم بدور العرض فترة طويلة، قالت: "انتهينا من التصوير لكن تأخر عرض العمل لأننا استغرقنا وقتًا طويلًا بالموسيقى التصويرية، وأيضًا بعض العمليات الفنية ومنها التلوين، وبعد الانتهاء من كل ذلك كنا ننتظر الوقت المناسب لعرض الفيلم بعيدًا عن الزحام السينمائي، حتى يأخذ حقه في التوزيع والمشاهدة".

رغم نجاح الفيلم غابت السورية نور أرناؤوط عن الإخراج لمدة 4 سنوات، وأرجعت سبب ذلك إلى مشاركتها في 3 مسلسلات منتجة منفذة، هم "كوما، أوركيديا، ودقيقة صمت"، كما استغلت هذه الفترة لتصقل مهاراتها الإخراجية وتتعلم أكثر لتصبح مخرجة متميزة، وبعد ذلك قررت العودة بعمل تلفزيوني.

أقل من عادي

بعد "كدبة بيضا" بـ4 سنوات، عادت "نور" لمقعد المخرج لكن من خلال الدراما التلفزيونية بـ"أقل من عادي"، إذ قالت إنه لا يشبه في موضوعه أو اختيار أبطاله الأعمال السائدة حاليًا، حتى في اسمه الذي يشير إلى أن أشخاص المسلسل تتعامل في تفاصيل حياتها اليومية بعدم اكتراث تجاه الأحداث المهمة، وكأنها شيء عادي أو أقل، كما نقول من خلال العمل إننا مجرد بشر في كون متسع وكبير، وأظهرت هذا في طريقة الإخراج واختيار زاويا التصوير.

دافعت المخرجة عن مسلسلها ضد الاتهامات التي تزعم بأنه مأخوذ عن دراما تركية، قائلة: كل حلقة من المسلسل تحمل عنوانًا مغايرًا، لكن الشائعات انطلقت بعد عرض حلقة بعنوان "مسلسل تركي طويل"، لأن قصتها تشبه المسلسلات التركية الطويلة، بينما الأمر كان مجرد سخرية من واقع الدراما التركية الممتدة لحلقات عدة.

وأضافت المخرجة السورية أن المسلسل موجه لشريحة الشباب بداية من عمر 14 سنة وحتى 50 عامًا، وأرادت من خلاله أن تطمئن الشباب وتخبرهم بأن هناك من يفهمهم ويدرك معاناتهم.

أما عن ردود الفعل، فقالت: "حتى الآن كل ما يصلني عن المسلسل إيجابي وأكثر مما أتوقع، كما أن البعض قال لي إن أضعف الحلقات كانت في البداية، وأوضح هنا أنها كانت عبارة عن تعريف بالشخصيات وأحداث الحلقات المقبلة ليس أكثر".

كما أشارت إلى أنها تلقت ردود فعل طيبة وتهنئة من فنانين زملائها، منهم الفنان المصري أحمد عز، والسوري قصي الخولي الذي شجّعها كثيرًا، وعابد فهد، وسولافة معمار، كما أن بعض المشاركات في المسلسل ومنهم هيا مرعشلي وقيس إبراهيم يعتبران العمل نقلة فنية في مسيرتهما.

حلم خاص

رغم دراسة نور للإخراج في الولايات المتحدة الأمريكية لكنها قررت أن تنجح في الوطن العربي وتثبت نفسها، لكن الهدف الأعلى بالنسبة لها هو الوصول لمرحلة إخراج أعمال تدمج بين العالم العربي والغربي.

وترفض نور فكرة اقتباس أعمال أجنبية وتحويلها إلى عربية فيما هو معروف فنيًا بـ"تعريب الدراما" قائلة: "أرفض هذا تمامًا، أين ابتكارنا الخاص! ونحن العرب لدينا مخزون قصص وموضوعات مثيرة ومشوقة، لذلك أنا لا أشجع ولا أتابع تمامًا أي عمل مقتبس من فيلم أو مسلسل أجنبي، واعتبرها بمثابة السرقة".

المنصات والمسلسلات

لدى المخرجة السورية اقتناع خاص بأن التلفزيون يجب أن يتحول إلى منصة للأخبار أو لبث المباريات الرياضية، أما الدراما فيجب أن تكون على المنصات الإلكترونية التي انتشرت حاليًا، قائلة: "هذا شجعنا كصنّاع على إنتاج أعمال أكثر غير مقتصرة على شهر معين في السنة، وأيضًا تتيح لنا فرصة متابعة المسلسل حسب اختيارنا الوقت الملائم".

أما عن المخرجين الذين تتابعهم في الوطن العربي، قالت إنها تفضل من المخرجين الحاليين في الدراما التلفزيونية السدير مسعود، أما بالنسبة للسينما فوصفت المخرج مروان حامد بأنه أستاذ السينما بالنسبة لها حاليًا، كما أشادت بأداء منة شلبي في مسلسل "بطلوع الروح".

دراما كويتية

تعتزم نور أرناؤوط أن تصور الجزء الثاني من مسلسل "أقل من عادي"، كما تحضر حاليًا لمسلسل كويتي لم تستقر على اسمه، قائلة: "العمل دراما قاسية تحكي عن الاغتصاب"، ولديها بعض النصوص الأخرى لكن لم تحدد رأيها النهائي فيها.