قدَّم وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب استقالته، اليوم الجمعة، بعد أن رفض زملاؤه في الحكومة دعم فرض المزيد من العقوبات على إسرائيل بسبب العدوان على قطاع غزة وسياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال.
وحسب "بلومبرج"، واجه فيلدكامب، عضو حزب "العقد الاجتماعي الجديد" من وسط اليمين، مقاومة لموقفه من بعض أعضاء الائتلاف المؤقت الذي يدير هولندا منذ انهيار الحكومة في يونيو الماضي.
وأشار إلى عدم قدرته على التوصل إلى اتفاق بشأن "تدابير ذات معنى" ردًا على تصرفات إسرائيل في غزة، وقال إنه واجه -مرارًا وتكرارًا- ردود فعل عنيفة من زملائه في مجلس الوزراء بشأن التدابير التي فرضتها هولندا بالفعل.
وأمس الخميس، صرح فيلدكامب بأنه يرغب في اتخاذ تدابير إضافية، على الرغم من أن نقاشًا برلمانيًا استمر خمس ساعات أوضح انقسام الحكومة المؤقتة، وأن فيلدكامب لم يُنسّق رغباته مع بقية أعضاء الحكومة.
ولم يرغب حزبا "حركة المزارع والمواطن" (BBB) و"حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية" (VVD) تحديدًا في تجاوز التدابير المعمول بها حاليًا، وفق صحيفة "دويتش نيوز" الهولندية.
وتشمل الإجراءات الهولندية منع دخول الوزيرين الإسرائيليين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن جفير، بحجة أنهما حرضا المستوطنين الإسرائيليين مرارًا على العنف ضد الفلسطينيين.
كما ألغى وزير الخارجية ثلاثة تصاريح تصدير لمكونات سفن حربية إلى إسرائيل، مشيرًا إلى "تدهور الأوضاع" في غزة و"خطر الاستخدام غير المرغوب فيه".
وتترك استقالته هولندا بلا وزير خارجية في الوقت الذي يسعى فيه الاتحاد الأوروبي إلى تأمين ضمانات أمنية لأوكرانيا ومواصلة المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن التعريفات الجمركية.
مقاومة كبيرة
حول استقالته، قال فيلدكامب، في بيانٍ، إن الحكومة "اتخذت بالفعل خطوات كبيرة"، لكنه أضاف: "شعرتُ بمقاومة داخل الحكومة لأي إجراءات إضافية نتيجةً لما يحدث حاليًا في مدينة غزة والضفة الغربية المحتلة".
وأضاف أنه شعر بأن الوزراء الآخرين لن يدعموه "هذا أمرٌ لن يتغير في الأشهر والسنوات القادمة، وإذا كان هامش المناورة لديّ محدودًا إلى هذا الحد، فسأعود إلى منزلي وأكتب خطاب استقالتي".
ونقلت صحيفة NRC عن النائب عن حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية، إريك فان دير بورج، قوله إنه "صُدم" بقرار الوزير، بينما قال النائب عن حزب "حركة المزارع والمواطن"، هينك فيرمير، إن القرار "شخصي".
وأعربت أحزاب المعارضة اليسارية عن خيبة أملها بشكل رئيسي لفشل فيلدكامب في حشد الدعم للإجراءات المضادة للاحتلال الإسرائيلي.